حدث كروي مشهود ومواقف طريفة للاعب فاشل

حدث كروي مشهود ومواقف طريفة للاعب فاشل

0 reviews

حدث أن دُعيت لتأمين ثغر الهجوم في لقاءٍ كروي مشهود. وأزعم لنفسي المتواضعة جدا أني لاعب ماهر بلغ الغاية في مداعبة هذه القطعة الجلدية المنفوخة، وأنتم كالعادة ملزمون بتصديقي لأني قلتُ وأصدق القول قولي، ولكونكم لم ترون على المباشر يوما، فهذا فيما أظن سبب كافٍ للتسليم بما زعمت، وهذا فيما أخاله يمنحني مزية الحكي على وفق مزاجي وتبعا لما أستحدثه من وقائع!

أحضرت معي صديقا خبيرا في كرة القدم، أنفق صدر شبابه في مطاردة هذه القطعة الجلدية عبر الشاشة، وهو سبب كاف كما تعلمون ليكون لاعبا متمكنا، سيما وهو الذي صدّع رؤوس رواد المقاهي بتحليلاته المثيرة للجدل؛ انتقادا لخطط المدربين ولسوء تقدير اللاعبين وأحيانا أخرى ينحي بالتعِلة على الجمهور الذي لم يؤدِ واجبه في إلهاب مدرجات الملعب كما ينبغي.

الذي حدث أني نسيت - ونحن في الطريق للملعب- أن أبين لصديقي الفرق الحاصل بين كرة القدم المعروفة وكرة القدم الأمريكية (الركبي) التي يعمد فيها اللاعب لإذاء حامل الكرة وإسقاطه!

الشاهدفي الأمر أن الصديق أحدث خسائر بدنية فادحة في فريق الخصم، وتوِّج على مجهوده المشرف ذاك بلعنات من العيار الثقيل وأخرى كانت من العيار الخفيف جدا (وزن الريشة) وبعضها كان مزركشا! لكن الجميل في الأمر أن هذا الصديق الخبير جدا لم يكن ليبالي بهذه الأمور التي تصادم أخلاقيات الرياضي المتمرّس الصادرة من الفريق الخصم، فكان - رحمه الله - يستقبل لعناتهم بصدر رحب مع ابتسامة بلهاء لها مفعول السحر في تلطيف الأجواء المشحونة.. وفي لحظة نادرة وصلت الكرة لقدمي صاحبنا المرابط في الدفاع، وعوض أن يمررها، أو يسعى في إبعادها، أراد أن يخلّد ذكرى معينة يتذكرها عنه أحفاده الذين لم يجد جدتهم بعد، فاندفع بالكرة متمايلا برأسه الثقيل الذي تمنى في لحظته تلك لو تخلّص منه ريثما يكتسح الشخصين القادمين نحوه، وما إن بلغاه حتى انغمس صاحبنا في طقوس حركاتية غريبة غير منتظمة يرفع رجلاً ويخفض أخرى، وهو لكذلك حتى داست قدمه على الكرة ففقد توازنه وتهاوى على الأرض ليتمكن الآخران من خطف الكرة والتسجيل علينا في اللحظات الأخيرة بعدما كنا متعادلين. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة