قصة قصيرة بعنوان "هكذا أعيش" الجزء الثالث

قصة قصيرة بعنوان "هكذا أعيش" الجزء الثالث

0 المراجعات

تابع للجزء الثاني من القصة القصيرة “هكذا أعيش”

 

وحدث فجأة ذلك الشيء الذي اخترق هذا الروتين وحوله لروتين أسوأ منه، أنهيت دوامي وجلست أنتظر العم صالح لنعود للمنزل، تأخر كثيرا حتى لم يبق غيري في المصنع كله، لم أكن أملك هاتفا لأتصل به، فقد فقدت كل شيء ذلك اليوم المشؤوم، كنت خائفة لدرجة أنني لم أتحكم في دموعي التي راحت تنهمر كمياه صنبور تم فتحه للتو، لقد تذكرت أنني أصبحت وحيدة منذ بضعة أشهر، لكن أكثر ما أثار مخاوفي هو أن يكون مكروه ما قد أصاب عائلتي الجديدة. 

لم يطل انتظاري حتى تأكدت أن ما كنت أخشاه قد حدث فعلا، حين رأيت وجه العم صالح مبللا في الظلام، لم أتمكن من فك شيفرة ملامحه، لكنه يغلب عليها الحزن، اكتشفت بعدها أن البلل لم يكن بسبب ماء أو غيره، بل كانت دموع غزيرة غسلت وجهه.

استقلينا السيارة بصمت، كنت أرغب في سؤاله لكن شيئا ما منعني، ربما كنت أتحدث دون أن يصدر صوت، أما هو فلم يتكلم بانتظار أن أسأل، لكنني لم أفعل حتى عدنا للبيت لأتعرض للصدمة الثانية، تمنيت لو سألته قبلها عل ذلك يخفف من حالتي، لقد رأيت علامة الخطر مرسومة بدماء، وبعض النقاط تقود لمكان ما، تتبعتها لأجد رقية ووالدتها مكبلتين معصومتي الفم والعينين، تعجبت من هدوء العم صالح وركضت لفك القيود قبل أن أصطدم بشيء ما، كان صلبا عاليا، رفعت رأسي فوجدته رجلا ضخم الجثة، وبحركة خاطفة منه وجدت نفسي مقيدة محمولة على كتفه، أخذني لسيارته ثم ضربني على رأسي بعد أن قاومت بشدة.

وصلنا لمكان مجهول، يشبه كثيرا ما يحدث في الأفلام، أيقظني صوت مرعب لشخص يضع قناعا لا يظهر منه سوى الفم وهالتي العينين، كان يهددني بشكل فظيع، قال أن والدي مات قبل أن ينتقم منه وأنني يجب أن أدفع الثمن، لطمني ولم يجد مني أي ردة فعل، أثاره ذلك فواصل لطمي وتعنيفي حتى أغمي علي.

 استمرت أيام لست أعلم عددها، كنت أتعرض فيها للضرب ولست أدري ما ذنبي، يحضرون لي صينية بها بعض فتات الخبز وكأسا من الماء يطفو عليه بصاق أحدهم، لم أكن أبكي رغم كل ما تعرضت له، فقد نفذ رصيدي من الدموع مبكرا، وبمعجزة ما، استيقظت على صوت رقية، كانت مكبلة مثلي، أردت أن أصرخ من الفرح لكن شيئا ما منعني، عرفت منها أن الخاطفين قد أعادو أمها للمنزل واحتجزوها، وأنهم ينوون إعدامنا قريبا، لم يكن ذلك الخبر صادما بقدر صدمتي التالية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

26

متابعين

6

متابعهم

3

مقالات مشابة