الموت ناداها أمي ذكرى لن انساها

الموت ناداها أمي ذكرى لن انساها

0 reviews

في تاريخ ما ..كنت بالسادسة من عمري كنت اسير مع امي ووقفت امي لتحدث صديقتها فتركت يدها ومددت رأسي داخل احدى الدكاكين الصغيرة لارى هل يبيع تلك البطاطا بالزعتر التي اعشقها وفجأة التفت فلم ارى امي نفض قلبي نفضة اغشت عيناي عن الرؤية وصمت اذناي عن السمع واصبحت ابحث عن امي بخوف بين خيالات الناس الذين كنت اراهم ...ليس اكثر من دقيقة اصبحت اصرخ وكأنه لايوجد غيري بالكون ..يد احد لمست كتفي التفت بخوف فرأيت ابتسامتها وهي تقول لي (انا هون ليش خايفة تعي اشتريلك بطاطا ) كانت فرحتي يومها لاتوصف امسكت يدها وضغطت عليها بأصابعي الصغيرة بكل قوتي كان شعور لايوصف ذلك الخوف لايوصف .......مرت الايام والسنون بتاريخ ١٨ اب صباحا استيقظت وركضت الى سريرها وقبلتها بابتسامة متفائلة وجدتا تنطق بالشهادتين سألت نفسي بغباء هل تسمع الاذان نحن بالصباح ..لم اكن اعلم ان هذه هي كلماتها الاخيرة ...وفي المسا دخلت لغرفتها وجدتها تحتضر حاولت ايقاظها ..لكن لاجدوى ..قالوا لي (الله يرحما) نبض قلبي تلك النبضة ذاتها منذ ثمان سنوات وانفاسي اضطربت ولم اعد استوعب مايحدث ..نعم انه الفراق ..انه الرحيل ..لا امل بالبحث الان..ولا فائدة من الصراخ...ولا فائدة من الانتظار ..لا امان بعد الان ولا اطمئنان ألم مستمر دائم ينبض مع كل نبضة قلب ...هذا ماحدث منذ تسعة عشر عاما وكأنه يحدث الان ..لم تكن السنوات كفيلة بالنسيان... ارى وجهها في مرأتي وارى أفعالها بتصرفاتي واصبحت كأمي فعلا .. حتى مذاق قهوتي كقهوتها ورائحة عطري كعطرها .. احاديثي وكلماتي وصوتي وكأنها هي ..اصبحت احب نفسي لاني اشبهها لان شوقي لها يزداد يوما بعد يوم …مؤلم هو شعوري ولكن ماباليد حيلة فالرحيل واجب واتمام حياتي واجب ايضا 
ربما لم تكن امي مهمة ولا مؤثرة لدى الكثيرين، ربما لاتعرفونها ابدا  ولكنها كانت كل شيئ لي وما اصعب ان يخسر الانسان كل شيئ في لحظة .. رحمك الله ياامي وغفرلك وجمعني واياكي بجنات الخلد انت في قلبي وذاكرتي ..امي امراة لن يكررها الزمن 💔
١٨/٨/٢٠٠٣ 💔💔

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة