الاعضاء الVIP
Ahmed Adel Vip Founder المستخدم أخفى الأرباح
mohamed Vip حقق

$0.56

هذا الإسبوع
أكثر الأعضاء تحقيق للأرباح هذا الاسبوع
Ahmed Adel Vip Founder المستخدم أخفى الأرباح
Azezasayed المستخدم أخفى الأرباح
محمد علي المليجي المستخدم أخفى الأرباح
MUSTAFA Hatam حقق

$1.99

هذا الإسبوع
Ramy Ayman المستخدم أخفى الأرباح
Ahmed حقق

$1.10

هذا الإسبوع
MOHAMED ESSAM حقق

$0.95

هذا الإسبوع
ايمان خشاشنة المستخدم أخفى الأرباح
shady magdy University Doctor حقق

$0.73

هذا الإسبوع
MUHAMMAD85 حقق

$0.66

هذا الإسبوع
رواية الواحة الملعونة الفصل الثامن آية عبد الفتاح

رواية الواحة الملعونة الفصل الثامن آية عبد الفتاح

الفصل الثامن
رغم نحول جسداهما ألا أنهما يحملان وزن ثقيلا  ، .....تحاملت أحدهما الثقل كله بصعوبة تكاد أن توقعه و تسبقه هي على درجاته ، صعدت أختها ، متعاونة معها في حمله  ،
دار المفتاح بالباب و هما يصبران أنفسهما ، يترنحان من التعب ، يوشكا على انهيار ، فُتح الباب حينها لم يستطيعا  الصمود ، قدماه الواهنتان ، خارت كل قواهما ، متبخرة في الهواء
،  ليسقط  ينتزع أنفاسه الهاربة منه يتشبث بقلبه الذي خفتت نبضاته ، لا يشعر بما يحدث حوله فقط عقله يدور بسواقي عدة ،
تلقفته أحضانها ، تلتقط أذناه صوتها الملتاع تصيح بين شهقات بكائها : " متسبنيش يا بابا ، متسبنيش زيهم ، خليك معايا "
تمتم لسانه بضعف : " نور لسه.....لسه ..عايشة  قلبي ....حاسس....متـ....
متسبيهاش ...نوري....."
انقطعت أنفاسه ، سكنت نبضاته ،   لينتشله الظلام من عالم الواقع .....
فتدوي صرخاتها المرتعبة بكل العمارة ، عقلها توقف ، لا  تعلم إلي أين تذهب ؟ بمن تتصل ؟، تشعر بقلبها ينتفض لفراقه ، لا يمكن أن يتركها وحدها  و يغادر ، إن كانت تعيش على ذكراهم ، فهو قطرات الماء التي تبلل فمها الجاف يروها من عطش الموت  ، هو أنفاسها التي تمكنها من العيش ، هو بصيص الأمل الذي يتسرب بين قطبان السجن الذي تعيش به ....هو أباها
*********
تعلقت عينيها بالسماء لكن  عقلها يدور بطواحين أسئلة كثيرة لا أجابة لها ، كيف أصبحت على شروق شمس و قد كانت مقتربة  من المغيب عند ذهابها إلى منزلهم ؟ ازداد الصداع طرقا برأسها فتشبثت بعقلا كاد يطير مما يحدث لها ، لا أحد سيصدقها ، أخر ما تذكره طعم عصير البرتقال في فمها و صوت تهشم الكوب ، ثقل رأسها و هى ترتمي على فراش بشقتها ، بعدها استيقظت مع أول خيوط الفجر ، شهقت تتذكر  خدوش ، لقد رأتها  متناثرة بعنق الشاب ذا الشعر الأبيض ، الذي يدعى سيف ، و الفتى الأخر ذا الشعر الاسود  به بعض خدوش و كدمات ، كل هذا يؤكد شكوكها و يثبت مسامير الشك بجدار اليقين حتى  تبدل إلى حق مبين مشرق كهذه الشمس التي انزلقت بسرعة تودعها ...
" لا " همست بها تود أن تلتقط قرصها  ، تعيده إلى كبد السماء ،  لكن صعد القمر درجتين فاسرعت الخطى تبدل جلباب تفيدة و تحشر جسدها النحيف بفستانها الوردي الذي جاءت  به
قاطعها دخول فرح تتسال :"انتِ رايحة فين يا نور "
تتعاون يديها على أحكام وشاحها ، تخبرها  دون أن تنظر إليها : " لازم امشي من هنا ، قبل ما تحصل كارثة "
‏سكن عيني صديقتها عتاب أفصحت عنه : " و تسيبيني هنا يا صاحبة العمر ، لوحدي في بلد غريبة معرفش فيها حد ..."
‏-" طب ...البسي و تعالي معايا ، صدقيني يا فرح لو قعدنا هنا هنموت  "
‏تنهدت تستعيد منطق تدير به سفينة الحوار اتجاهها : " طيب هتمشي من هنا إزاي؟ "
‏تملك الأخرى صمت ، فهي لم تفكر سوى بالفرار من هنا ،
‏استأنفت  فرح تسير بدفة الحديث لتصل إلى شاطئها :"طيب بلاش ازاي ... هتخرجي منين ، و أنتِ مش عارفة طريق الخروج من هنا ؟ "
‏فقالت تعاند منطق صاحبتها و تأخذ دفة الحديث بطيش متجهة إلى مجهول حيث لا أرض و لا شاطئ : " معرفش بس لازم نمشي من هنا ، قبل ما تحصل الكارثة !..."
‏أجلستها فرح بجوارها تزفر عدة مرات قبل أن تسالها : " كارثة ايه ؟ قوليلي ! "
‏وقفت تلملم أشياءها تقول لها : " النهاردة أخر ليلة قمرية يا فرح لازم نمشي قبل ما يطلعوا يتعشوا بينا ..."
نعم الثالثة فالأولى حدث بها تحول الذئب الأسود و الثانية مرت عليهما و كأنهما لم يعيشاها ، استأنفت قولها ، ‏تتمسك بيدها ، ترجوها بعينيها قبل لسانها أن تصدقها لتأتي معها : " ارجوكي يا فرح صدقيني و تعالي معايا "
‏نفضت الأخرى  يدها و قد نفد أخر ذرة صبر لديها تصيح بها : " تاني هتقولي ذئاب و القمر "
‏تمسكت بكتف صديقتها  تكمل حديثها بنبرة حاولت أن تضفي عليها بعض الهدوء فخرجت كلماتها من تحت أسنانها بصعوبة : " قولتلك مفيش حاجة اسمها ذئاب و كل دي أوهام في دماغك "
‏نفضت نور يدها تصيح بها : " طب مسألتيش نفسك أنتِ ازاى قومتي الفجر بعد رجوعنا من عند الراجل ده مع أن الوقت قرب على المغرب ..."
‏صمتت ، هي معها حق ، كيف استيقظت فجرا كيف  ؟
راقبت انفعالات صديقتها التي تتغير فأكملت تهمس برجاء : " الراجل ده أكيد حط حاجة في العصير اللي احنا شربناه امبارح ، تعالي معايا قبل ما نموت متاكلين "
التقطت هاتفها بتردد ، نعم هي لا تصدقها و لكن النوم الذي استولى على عينيها بعد أن عادت إلى الشقة أثار ريب بعقلها ...
، أحدهم أرسل ضوء أحمر خافت صغير تسلل من نافذة  ككشاف متلصص ، يسير شيئا فشيأ و تتسع دائرته ،  تقوى شدته  تدريجيا جاذبا أنظارهما نحوه ،
تلاعب الضوء بغرفتهما  يعبث بنضات قلبهما استدارت تدنو من النافذة ، تقف بجوار تلك المتخشبة  ، تراقب ما يحدث بفاه مندهش .....
‏*********
‏عبرة هوت من السماء ، تتسابق رياح تسقطها على زجاج شرفتها  فتتشقق منشطرة إلى قطرات صغيرة متناثرة متباعدة متفرقة في كل مكان ، كقلبها الذي قسمه الحزن فانكسر كزجاج هش متناثر في ارجاء ، مازالت تشعر بتشقق حلقها من الصراخ ، و تلك الباحة اصابت احبالها الصوتية ، تدحرجت دمعة تذكرها بانهيار أبيها أمامها ، مصدر أمانها ، حصنها المنيع ينهار بلحظة واحدة يشكو ضعفا و هوان و حزن تكالب عليه حتى سقط أرضا ،
تمسكت بحلقها تحاول التخلص من غصة خنقته ، تشعر بسقوط البيت كله فوق رأسها ليخفت ضوء يحيط روحها  تحت أنقاض الحزن يبهت لونها ، فتضحك عليها وسوساتها المتجمعة ، يزداد شهقات بكائها ، تكاثرت دموع  المطر تضرب نافذتها ، تنبهها تعيد ضوء هالتها  الخافتة  فتتوهج تدريجيا ، تأملت نقاط الماء  تنزلق تتوحد متحولة إلى خطوط تزيح الأتربة و الوسخ من الزجاج  ، كما ازاحت أنقاض متراكمة فوقها  تشعل بداخلها قوى المقاومة ، نعم هي ليست بضعيفة يائسة ، ليست بقشة تقسمها نسائم الخريف ، نهضت تفتح قبس ضوء الغرفة تزيح به من ظلمتها ، و أحزانها المتراكمة على روحها
‏   ، تكاثرت الأمطار تروي شجرتهم الجافة بعد أهمالهم لها ،
‏فتسأل نفسها سؤال واحدا لماذا لا تصبح مثل المطر تغسل جروحها تزيح أحزانها ، تتعاون مع ذاتها تشعل أمل يحارب ليلها المعتم ؟
‏لمَ  ضعفت و ارتدت   نظارة سوداء معتمة سودت ما حولها ، حتى قطرة الماء رأتها ضعيفة متكسرة هشة ، و  لم تراها تتعاون مع أخواتها تروي اشجار ظماءة تعيد لها الحياة ........؟

‏لماذا لم ترى شعلة الضوء الخافتة أخر دربها ، و تركض خلفها ؟
نهضت عازمة على محاربة عثراتها و تقف بقوة لتكمل دربها للنهاية ،
‏همس شبح أسود يذكرها : "أنسيتِ ما
قاله الطبيب .... ان والدك يعاني من ضعف القلب و لن يتمكن من العمل في الوقت الحالي ؟ "
‏اشاحت وجهها بعيدا و كأنها تتخلص منه ، تحمد الله أن أنفاس أبيها تتردد تحت سقف بيتهما تدفئها و تحيطها بأمان أن كان قليل لا يعوضها عن حضوره و ضحكاته و سكناته و كل شئ به ، يكفيها انه  يتحرك و يتكلم ..بكلمات قليلة
‏وسوس لها أخر : " و المال ...من سيدفع لك مصاريف تعليمك ؟... من سيطعمك ؟... من ....؟"
‏نفضت رأسها من كلماتهم السامة التي تسري بروحها تميتها ببطئ ،  استعاذت بالله منهم جميعا تخبرهم بصوت أعلى من همساتهم : " أن الرزق و المال بيد الله وحده ، و إن كان أبي مريض .....، الله يرزقنا "
‏وعدت ذاتها أن تكون يد المساعدة التي تنتشله و تنتشلها من الحزن و تعيدهما للحياة ، أقسمت أن تعيد له البسمة و ترجعه لواقعها ؛تى لو اجبرته على ذلك ، و ستكون له العوض عن الذين تركوه ، و تصنع ذكريات جميلة تشغله عن القديمة الحزينة البائسة التي يتهرب منها ، ستشغل وقته كله ، ترجعه لها أباها و صديقها ، ....
أشعلت المذياع يردد آيات القرأن بصوت شجي  يتسرب إلى أذنيها ، متسللا إلى قلبها يجمع أشلاءه ، يرمم كسوره يثلج جروحه ، يقضي على وسوساتها ، تدحرجت دمعاتها منصتة إلى ترتيل الشيخ  ، و قلبها يدعو ربه  أن يشفي أباها ، يزيل عنهما هذا البلاء ......
‏**********
‏بدر قد استقى من حمرة الدماء و سكب القليل على ماء الواحة لتتحول إلى بركة دم أحمر قاني ، ليس هذه فقط بل أضفى على كل شئ حمرة تصيبهما بخوف  ،
‏و فجأة اندفع جسد مبهم ذا فرو ، يتعاظم تدريجيا  يقترب منهما بسرعة هائلة كنيزك ناري ، صرخت الفتاتان يبتعدان عن الشرفة  ، منحنيتان يتمسكا برأسهما بوجل  ، اخترق الجسم نافذتهم يحطم  الزجاج و بعض أحجار الجدار محدثا دوي صدح في الأرجاء ،
‏التفتت الفتاتان إليه لتدلى أفواههما من الذعر ،و تتسارع نبضاتهم ، ذئب ينهض أمامهما يحرك ذيله ، تتعلق عيناه بفريسته ، يتوهج فروه البرتقالي الذي اقترب من الأحمرار كنار تتراقص قبالتهما ، ليكتمل المشهد  بسينفونية عواء مخيف و زمجرات متألمة أتية من كل مكان ، تعزف على أوتار القلوب لحن مخيف
‏تقدم منهما بخطوات بطيئة ، ليتراجعا بالمثل ، يرسموا دائرة تتواجه بها النظرات منها الخائفة و منها المبتسمة بانتصار ....
‏انقض عليهما فجأة  ، فقفزا مبتعدتان عن مرماه يتجهان صوب باب الغرفة ، تغلق نور الباب عليه بالمفتاح ، تأخذ عبائة و وشاح فرح تساعدها في ارتداءه ، أما  هي كدمية تتحرك بين يدي صديقتها ، فمازالت تمتلكها الصدمة ، تنحسر الدماء عن وجهها تبحث عن حروف تتسأل بها :
" ‏ايه ......أيه ده.....ذئب ... ذئب كبير.... "
‏صمتت تبتلع باقي حروفها مرتعبة ، إثر  صوت  اندفاع الباب  يتبعه زمجرة غاضبة  لتشهقا بوجل  ، ركضت نور صوب الباب ، تلحقها صديقتها مستندة على عصا مقشة وجدتها بجوار غرفتهم لأنها لم تستطع أخذ عصاها معها  من الصدمة ، حاولت نور إدخال  المفتاح بيدها المرتعشة ، لكنها تفشل ، و تسقط المفتاح أرضا ،.....
‏انحنت لتلتقطه
لكن ‏دفعة أخرى نجحت في تحطيم باب الغرفة  منعتها من المحاولة ، وقف أمامهما ، تتطاير من عينيه شرر غضب ،
‏فتوكز فرح صديقتها تهمس : " بسرعة يا نور افتحي ...يلا "
‏التقطت الأخرى المفتاح تديره مرة واحدة ، فيركض الذئب عليهما ، تصرخ مغمضة العينان : " يلا يا نوووورررررر "
‏تحكمت نور برعشة يدها بل جسدها كله حتى نجحت اخيرا في فتحه ، ساحبة صديقتها معها توصد شقتها بالمفتاح ،
‏ركضت تسند الأخرى على درجات السلالم تلاحقهم عواء الذئب الغاضب ، الذي نجح بعد عدة دفعات أن يتخلص من محبسه ، يقفز على السلالم ليلحق بهما ، خرج من المنزل كله ، تطوف عينيه الحمراوان تبحث عنهما ، تتحرك اذناه ترصد همهماتهما حتى توقفت فابتسم يدنو منهما بتؤدة يرصد رعشاتهما ، اصواتهما المكتومة ، إلى أن صار بجوار حائط يختبئان منه و يكتمان أنفاسها منه بأيديهما المرتعشة ...
‏وثب قبالتهما ، يحاصرهما بزاوية ، و بوثبة أخرى أنقض على فرح يقبض على رسغها بأنيابه حتى انفجرت منه الدماء ، أوقعها يشرف عليها بجسده الضخم يلعق شفتيه ، و يسيل لعابه فوقها ،
‏اصطكت أسنانها خوفا ، و هربت الدماء من أطرافها ... الآن فقط صدقتها ، بعد أن شاهدت ،  سمعت بل لمست لعابه أيضا ، صدقت بعد فوات الأوان ، بعد أن أصبحت عشاءه اللذيذ ، و قبل أن تغمض عينيها ترفع راية الاستسلام مرحبة بالموت على أنيابه ، ودعت نور لأخر مرة ، لتصرخ الأخيرة تنادي عليها و تشق صراخاتها عباءة السماء .....
‏********

التعليقات (0)
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقالات مشابة
...إخلاء مسئولية: جميع المقالات والأخبار المنشورة في الموقع مسئول عنها محرريها فقط، وإدارة الموقع رغم سعيها للتأكد من دقة كل المعلومات المنشورة، فهي لا تتحمل أي مسئولية أدبية أو قانونية عما يتم نشره.