" ما أجمَل كُرة القَدم ، وما أجمل الأصدقاء "
" ما أجمَل كُرة القَدم ، وما أجمل الأصدقاء ،
جالس في المطَار ، الساعة الخامسة صباحاً ، أكاد أطير من الفرحة ، وصلت هُنا لكَي أدعم صديقي ، هكذا كنت أحدّث نفسي ،
سأقف معه في المباراة النهائية للمونديال و سأشجعه ،
صديقي ذلك لا يعرفني ، لا يَعرف بوجودي ، لكنّه مع ذلك صديقي ،
أنظر للناس من حولي ، الكثير منهم واضح أنهم غير مهتمون بالمونديال ، يوم واحد يفضلنا عن النهاية بالتالي من لديه أي اهتمام وصل مسبقاً ،
كثير من العائلات و الناس وقليل مَن يعرفون كرة القدم ،
وفجأة ، شَخص كبير بالسن يدفع كرسي متحرك لشخص من ذوي الهِمم ، الذي يجلس على الكرسي يرتدي قميص الأرجنتين بإسم ميسي ، كذلك صديقه ، لكن لأنه يرتدي جاكيت ، لم يظهر الإسم ،
المنظر مرَّ أمامي جميلاً جداً ، فإسم ميسي رائع مع تغطية ظهر الكرسي لباقي التشيرت ،
بكل صراحة ، تمعنت كثيراً و سرحت ،
أنا أظن نفسي مميز ، لأني جِئت لكي أدعم صديقي ، وهذا الشخص رُغم صعوبة قدومه ، جاء في الوقت الذي يكون الدعم في أعلى درجاته ،
و بنفس الوقت أُشاهد صديقه الذي يقوم بخدمته و يساعده في التنقل وفي كل شيء تقريباً ،
وقُلت حينها : هذا صديق حقيقي ، الأول الذي يرتدي قميص لِيونيل ، و الثاني الذي يأخذ صديقه بقلبه قبل ساعده ،
ابتسمت ، ابتسمت كثيراً ، فرحت حقاً ، هو مشهد لا يمكن وصفه حتى بالـ 850 حرف الذي قرأتهم أنت منذ بداية هذا المقال ،
ذهبت اليهم و القيت التحية ،
السلام عليكم ، ارحبوا ، وبعدها تحدثت معهم بلغة يفهموها ، وسالتهم ، أنتم اقرباء !؟ اخوة ،
قال لي الأكبر بينهم ، لا نحن اصدقاء ، أصدقاء منذ 44 عام ،
الثاني سألني سؤال فجأة بالإنجليزية do you love messi ، هل تُحب ميسي !؟ ،
ابتسمت ، وقُلت له : Quien no ama a Messi ،
فرحته كانت كبيرة وطلب مني أن احضنه ،
صديقنا الذي لا يعرفنا جميعاً ، جمعنا من على بعد الاف الكيلو مترات بلغات و ثقافة مختلفة تماماً ،
للأسف طلبت من صاحب (ذوي) الهمم صورة سوياً ، رفض ، لأنه لا يُحب الصور مع العامة (والسبب شعرت به ، أنه يخجل من ما خُلق به وجهه من بعض التشوهات) ، والرائع أن صديقه رفض أيضاً ، طبعاً دون أن يقول السبب ، لأجل صديقه ،
ما أجمل الأصدقاء ، ما أجمل كُرة القَدم ، وما أجمل وجود لِيونيل ميسي بها "