مقال رتوش حول مفهوم الحب بالنسبة به من الناحية الشخصية
مقال [ رتوش حول مفهوم الحب ]
كتب السيد محمد أنور
* يأتي الحب ك ثاني المفاهيم التي يتم المتاجرة بها بعد الإيمان و تلحق بهم الفضيلة ليكتمل ثالوث المفاهيم التي حولها البعض ل سلع نظراً لأنها الأكثر رواجاً في سوق التعاملات و الأكثر جاذبية و ربحية بالعلاقات . و لأنها بشكل أو بأخر تمثل ترويج ذاتي للمتحدث عنها أو لرافع لواء الإنتصار لها . لذا تجد الكثير من العلاقات و الصلات التي يدعي أصحابها أن الرابط الذي يجمعهم هو الحب و بالنظر إلى ممارستهم على أرض الواقع تجدهم أبعد ما يكونون عن الحب بل إن تفاصيل البعض من تلك العلاقات قد يشعرك بالدهشة و يدفعك للتساؤل إذا كان هذا هو الحب فكيف يمكن أن تكون الكراهية ؟!!! .
الحب هو الشعور بأن العالم إختصر بشخص . شخص في علم الحساب هو مجرد عدد مفرد لكنه بحسابات القلوب و التي كثيراً ما لا تعترف بحسابات الواقع تراه يملك ثقل يفوق المجموع . أيا ما كان عدد و طبيعة هذا المجموع . الحب هو أن تبذل و تهب و تعطي و تحتمل و تساند و تبقى و تتمسك و أنت تشعر أنك لا تفعل ما هو خارق أو عسير . الحب أن تتمسك وقت تخلي الجميع . و تبقى بينما كل الأمور تحث على الرحيل . و تثبت و قد توافرت حولك و لديك كل موجبات التغيير . الحب أعمق من إختزاله ب صلة أيا كان مسمى هذه الصلة لأن طبيعة الحب أن ما توثقه هي المواقف و ما يبقيه هو الحرص عليه و ما يجعله يزدهر و يثمر أن المحب أبداً ما تأتي أفعاله متناقضة مع كل ما إسترسل فيه من حديث . هذا لا يعني أنه بدون الحب تموت الصلات أو تهدم أعمدة بنيان العلاقات . الأمور لا يمكنها أن تسري على هذا النحو . فأصول الروابط و الصلات تُبقي الكثير منها . المنطق و الأمر الواقع يتكفلان بالمحافظة على البقية الباقية من هذه العلاقات و الصلات . و لكن الأمر مع وجود الحب مختلف . مختلف بشكل كامل و تام و مفصلي أيضاً . إن تبقى لأنك تريد غير أن تبقى لأنك تحب . لأنه ليس دائماً تكون إرادة البقاء حرة . أن تتواصل لأن الصلة أو العلاقة تلزمك بذلك غير أن تفعل لأن لا تحتمل الغياب . ولا تقوى على البعد . ولا تستطيع تخيل وقائع أيام حياتك خالية من شخص أو أشخاص للغاية هم مقربون . و لأبعد الحدود لهم بقلبك صدى و على روحك تأثير . الحب ليس شهادة ميلاد أو وثيقة زواج و ليس واقع فرضته الجيرة أو الزمالة بالعمل . الحب شخص ملك شفرة ما إستطاع بها حل لوغاريتم روحك فملكها . و خاطب قلبك بلغته فإستقر بأعماق أعماقه . و لون حياتك بلون سار غيابه يعني أن كل شيء بدونه باهت فاقد القدرة على إحداث التأثير . أن تحب هذا ليس حدث لأن الأمر يحتاج أولا لبيان مدى إستطاعتك إدراك مفهوم الحب . عمقه . سموه . إستيعاب كم هم غالي للتروي قيل الحديث عنه و قبل الإستقرار على من تتوجه إليه بمشاعرك النابضة بتلك العاطفة بالغة الرقي . لذا تجد الكثير منن يتحدثون عن الحب البعض منهم متاجرين . و البعض عن فهم حقيقة الحب عاجزين . و قلة نادرة هم من فعلياً لمعنى كلمة أحبك مدركين . لذا تموت صلات و تتوارى علاقات و يحل البرود و القسوة و الجفاء بين من كانوا لبعضهم البعض عن الحب متحدثين أو بين من عن الحب ينسبون صلاتهم و هم كاذبين و يعصهم يدرك أنه من الكاذبين و لكنهم و لسبب ما قرروا أن يستخدموا الحب ليتمكنوا به من أن يكونوا لواقع حياتهم محتملين .
الحب هو الإحساس الأغلى و الأغلى لا يهدى إلا للأغلى و تذكر أنه بإمكان الجميع الحديث عن الحب و لكن تبقى الأيام و المواقف للجميع كاشفة مهما بلغ حجم الناكرين .....
