رفقا بريحانة القلب !

رفقا بريحانة القلب !

0 المراجعات

قبل سنوات وصلتني رسالة من بنت!
كنت بتمنى أموت قبل ما اقرأها..
لإنها كانت بالنسبة إلي موجعة فوق الوصف..
وهيّ مضى على الرسالة سنوات وأنا لحد هاللحظة مش قادر أنساها..
ولا بحياتي رح أنساها..!

بس يا ريت أقدر ما أخليها حاضرة بكل تفاصيل يومي وحياتي..
يا ريت بقدر أرجع للإنسان اللي كنته قبل الرسالة..
لما كانت الحياة حلوة أو بالأحرى ما كانت بهديك القسوة والظلم اللي شفتهم بعد ما قرأت الرسالة..
.
.
******
"أنا بنت منيحة ومن بيت كتير منيح..
قبل الجامعة كنت بمراكز قرآن وكنت شاطرة بمدرستي وكل المعلمات بحبوني وكنت واعية بعرف الصح من الخطأ..
كنت على قدر من الوعي يخليني ما أنجر ورا أي غلط..

دخلت الجامعة وأنا واعية إنها بيئة مش سهلة والواحد بصادف فيها أشكال وألوان..
وكثير سمعت وقرأت قصص عن ناس غيّرتهم الجامعة، ناس فقدوا ثباتهم وخسروا دينهم ومشيوا ورا أهوائهم..!

بالرغم من وعيي وديني وتحفظي وقعت بحب شب !
مع ذلك كنت حريصة إنه حتى بعلاقتي معه يكون فيها حدود..
وهو أصلاً أكبر مني وبفصل تخرجه..
وكنت حريصة أوجه الموضوع للحلال لإنه هو حكالي بعد سنة رح يتقدم إلي وأنا بكون سنة ثانية، وأظن أهلي رح يوافقوا فيما لو كنت سنة ثالثة أتزوج..

تطورت علاقتنا بشكل رهيب..
ما كنت متصورة إنه الحب هالقد حلو!
وغضيت النظر عن كل ملاحظات البنات حول الشباب لإني كنت شايفته غير عنهم..

وكان بينّا ثقة عمياء..
وهالثقة العمياء كان أحد أكبر تجلياتها لما مرة بلحظة ضعف غاب صوت الوعي والضمير وغاب عن بالي نظر ربنا اللي ما بفوته شيء مهما صغر..

ما تفهم من كلامي إني غلطت ووقعت بكبيرة..
لكن صدرت مني أفعال وتصرفات فاضحة كان الأصل ما تصدر مني وما توقعت بيوم تصدر مني..!

والنقطة المهمة
"أوووووه حكيت كتير آسفة..خلص ركز بالجاي"
النقطة المهمة إنه الثقة العمياء تجلت إني أسمحله يصور الإشي اللي صار فيديو..

بعرف رح تحكيلي إني غبية والأصل ما أسمح بس زي ما بحكوا: الحب أعمى!
أولها رفضت يصور لكني استسلمت إله، وبصراحة ما بقدر أشك فيه ولا نتفة إنه هالشخص اللي رح يصير زوجي وأبو ولادي ممكن بيوم يستغلني ويبتزني !

خبرني لاحقاً وبعد إلحاح مستمر إنه حذف الفيديو ..
وأنا والله تبت لربنا وندمت وما رجعت أبدًا لهيك تصرفات..
وهو أصلاً تخرج وبطلت أشوفه زي زمان..
وما بدي أفصّل اكثر لكن انتهت علاقتنا !

تجاوزت الإشي..
واشتغلت على حالي ورجعت لربنا وهو أشعرني أكثر من مرة إنه قبل توبتي والدليل إنه فتحلي أبواب خير كثيرة، وبنفس الوقت كان الشب يحاول يرجع يتواصل معي وكنت أرفض تمامًا تمامًا حتى أثبت لربنا صدقي..
مع العلم كنت أحس حالي لسه بحبه وكنت ما رح أرفضه فيما لو تقدم إلي بالحلال..

مرت سنوات من الخير والعطاء والتطوع والإلتزام والصحبة الصالحة والقرآن واكتشفت إنه الحب ما طلع حلو هالقد..!
لإنه ما في أحلى من شعور الإنسان يكون قريب من ربنا..
والحب حلو هالقد لما يكون بالحلال وبرضى ربنا..
كنت كل ما أتذكر فصلي الأول أضحك عحالي كيف كنت هيك..
وأحكي الحمدلله..
.
.
تخرجت والشب هداك تقريباً من سنة بطّل يبعت إشي لإني كنت أعمله بلوك وهو أصلا يئس مني تماماً وعرف إني صرت إنسانة غير، مش زي البنت إم الـ 18 سنة اللي كان يعرفها..

تقدملي شب على قدر كبير من الأخلاق والدين ووافقت عليه وتزوجنا الحمدلله..
وعايشين حياة أسعد منها ما في!

أسعد منها ما في حتى لحظة ما وصلني بيوم مسج من "فييك أكاونت"!
ما كنت أتصور إنه الدنيا بشعة هالقد..
كان المسج من هداك الشب بسألني فيه سؤال واحد:
ذاكرة الفيديو؟؟؟؟!!

تجمدت بمكاني! 
واضطريت أرد عليه شو بدك؟ مشان الله شو بدك ؟
خبرني وقتها إنه كان صادق معي لما طلبت منه يحذف الفيديو..
بس للأسف قدر يرجعه وكان ببتز فيي بشكل واضح وصريح إنه رح ينشره ويبعته لزوجي لو ما برد عليه بشو رح يطلب مني !
مع ذلك لو شو ما صار مستحيل أرد عليه..
بس أنا عايشة برعب ! 
والفيديو فعلاً لسه موجود عنده..
وحكالي رح يرفعه يوتيوب ويبعته لكل الناس اللي عندي..

وهو برا البلد حتى لو بدي أخبر الجرائم الإلكترونية رح يكون الإجراء صعب وانتربول وممكن تضيع القصة بين قصص ثانية كثيرة..

إحكيلي شو أعمل..مشان الله ! 
أنفصل عن زوجي وخلص قبل ما يعرف ! 
بس كيف أنفصل وما صارلنا 6 أشهر متزوجين وفش بينا مشكلة وحدة !
طيب أعترفله وأنا ما بضمن ردة فعله..وما أظن يستوعب إنه الغلط كان وأنا عمري 18 وكنت هبلة وغشيمةـ. وهل رح يصدقني لو قلتله إنه الفيديو كان دقيقة استثناء وضعف من عمري اللي كنت حريصة فيه على ديني وأخلاقي وعفتي وحيائي !
طيب أحكي لأهلي؟
بتعرف أبوي رح ينجلط متأكدة..
وأخوي الكبير متأكدة ممكن بفورة غضب يقلتني !
مشان الله..شو اعمل ؟؟
******************

جاوبتها جواب طويل جدًا..
وحكلتها رح نآخذ بالأسباب بخصوص الجرائم الإلكترونية..
وطلبت منها ما تتسرع بأي تصرف وحذرتها من أي خطوة غير مدروسة وأكدت عليها إني رح أربطها بناس يساعدوها..

ومع ذلك ولإنه بهيك قصص الواحد مهما أخذ بالأسباب فممكن تخونه..
انهيت رسالتي الطويلة بأسوء سيناريو -لا سمح الله- ممكن يصير:

يعني لا سمح الله فعلاً يبعت الفيديو وزوجك وأهلك يعرفوا..
زوجك ما يتقبل الإشي وتنفصلي عنه لا سمح الله..
أهلك وإخوانك يتصرفوا بشكل عنيف معك..
وتتشوه سمعتك بين دائرة معارفك..
قلتلها هذا أسوء سيناريو ممكن يصير وحله  ببساطة : "الله" !

خلص مش إنت تبتي وهالغلط كان دقيقة وزلة بعمرك القريب منه..
مش إنت حكيتيلي إنه هو أشعرك إنه غفرلك وتاب عليك..
صدقيني هو المهم فقط..

ولو صار هالسيناريو فهذا بلاء كبير ما إلك خيار غير الصبر عليه، صح رح تخسري زوجك وأهلك وسمعتك لكن تذكري هالدنيا لفترة محدودة..
بعرف إنه الكلام سهل بس ما إلك خيار غير تصبري وتحتسبي..
وصبر على هيك خيار صدقيني ما بليق فيه إلا الفردوس الأعلى..
ومع أول قدم في الجنة إن شاء الله رح تقسمي بربنا إنك ما شفتي بحياتك أي بؤس أبدًا..

أنا شفت صدق كبير برسالتك بس ديري بالك تركيزك ينصب على معادلة الدنيا فقط..
ما تنسي "الآخرة"..
هي العزاء والأمل وربنا رح يعوضك فيها عن كل ألم..
ورح ينتقم من كل حد ظلمك !
**************
(الخاتمة)

هالبنت المظلومة !
غامدية هذا العصر..
واللي توبتها لو وزعت على أهل الأرض لوسعتهم..
ولعلها اليوم أقرب أهل الأرض إلى أهل السماء..
وصلني مسج منها من خلال صاحبتها:

أسوء سيناريو صار فعلًا..!!
بس أخوي ما قتلني ويا ريته قتلني وريحني من هالحياة !

ما رح أنسى كلامك عن معادلة الآخرة وإنه الدنيا لفترة محدودة..
وإنه ربنا هو المهم فقط..
وإنه مع أول قدم بالجنة رح أقّسِم بربنا إني ما شفت أي بؤس أو شقاء في الدنيا..

يا الله معقول جد أنسى كل هالجحيم اللي عايشته..؟
معقول أنسى نظرة زوجي إلي لما عرف..؟
ونظرة الناس اللي كنت أفكرهم أقرب الناس إلي؟
جد رح أنسى الوجع والألم اللي تعرضتله لما أخوي الكبير ضربني بكل قسوة !

متى الآخرة؟
متى رح يتبدد كل هالوجع؟
متى رح أحط إلي أول قدم بالجنة؟
بتعرف إني كثير كنت بفكر أنتحر بس تذكرت "الآخرة" اللي صارت بتمثل إلي العزاء والأمل..
هي هسا بالنسبة إلي كل الأشياء اللي بخلت عليّ فيها الدنيا..
.
.

آه ربنا بغفر وبرحم وبعفو وبتجاوز...بس الناس لأ!
حتى لو ادعوا بيوم إنهم جنبك وبحبوك..
مع زلة وحدة منك بصدروا أحكامهم عليك وبعايروك!!
---------

بدي اطلب منك آخر طلب..
ممكن تدعي ربنا يعجّل في قبض روحي..
لإني والله تعبت..

واشتقتله !

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

2

متابعهم

0

مقالات مشابة