مكانة الازهر في العالم الاسلامي

مكانة الازهر في العالم الاسلامي

0 reviews

مكانة الأزهر في العالم الإسلامي

إجتذب الأزهر كبار العلماء المصريين من الكليات والجوامع الكبري والذين وفدوا إلى مصر من شتي أرجاء العالم الاسلامي يلتف حولهم علماء الأزهر وطلبته

وكان من اشهرهم العلامة الفيلسوف المؤرخ: ابن خلدون: عبدالرحمن بن محمد ــــ ولد في تونس أول شهر رمضان ٧٣٢ هـــ / ٢٧من مايو ١٣٣٢م لأسرة عربيه من اصول يمنية استقرت عند الفتح الإسلامي في اشبيلية بالأندلس حيث شغلو العديد من المناصب السياسيه ثم انتقلت الأسرة إلي تونس واستقرت واختار والده العمل كفقيه بعيد عن السياسه

وبدأ ابن خلدون الكتابة وهو في العشرين من عمره فلخص أفكار بن رشد وغيره ثم عكف على كتابة

: العبر: في تونس وفي فاس اشتغل بالعلم وتدريس العلوم

جاء مصر أول شوال سنة ٧٨٤ هـ / ٨ ديسمبر ١٣٨٢م على عهد أول دولة سلاطين المماليك الثانيه وامتدت إقامته في مصر ثلاث وعشرون سنه حتي جاز إلي ربه في القاهرة سنة ٨٠٨ هـ / ١٤٠٦م عمل استاذا بالأزهر وتولى القضاء قبل وفاته بأيام وقد تصدر ابن خلدون حلقات الدرس بالأزهر ودرس علي يديه فريق من كبار العلماء ومنهم

١/القلقشندي صاحب الموسوعه الشهيره: صبح الأعشي: المتوفي سنة ٨٢٤هـ / ١٤١٨م

٢/المؤرخ المصري الشهير __ المقريزي تقى الدين أحمد بن على صاحب الخطط الشهيره المتوفي سنة ٨٤٥ه‍ــ/ ١٤٤١م

٣/ وابن تغري البردي ـــ جمال الدين أبي المحاسن يوسف صاحب النجوم الزاهرة في تاريخ ملوك مصر والقاهره المتوفي سنة ٨٧٤هـ / ١٤٦١م

٤/ والسيوطى ـــــ جلال الدين عبدالرحمن أبي بكر المتوفي سنة ٩١١هـ/ ١٥٠٥م وغيرهم الكثير من أقطاب الفكر والكتابة في مصر والعالم الإسلامي

وكان ممن وفد على مصر بعد ابن خلدون وتصدر حلقات الأزهر ـــ العلامة المغربي محمد تقي الدين الفاسي المتوفي سنة ٨٤٢هـ/ ١٤٣٨م وممن استمع إليه وأخذ عنه العلامة ابن حجر العسقلاني

وقد تضافرت عدة عوامل جعلت الزعامه الفكريه للأزهر تمتد من النطاق المحلي داخل مصر إلى أرجاء العالم الاسلامي ومن هذه العوامل

اولآ:

الغزو المغولي للشرق الإسلامي واقتحامهم بغداد سنة ٦٥٦هـ/ ١٢٥٨م وابادة سكانها واشعلوا النار في المدينه فأنت على تراث العباسيين وتراث الحضاره الاسلاميه في الآداب والعلوم والفنون ثم قتلو الخليفه المستعصم بالله واصبح العالم الاسلامي يشعر بفراغ كبير بعد سقوط بغداد والخلافة على أيدي المغول الذين أحرقوا جوامعهم ومحو تراثهم وأصبحت بغداد قاعده للمغول الوثنين

وشاء القدر والظروف أن يهرب الأمير أحمد بن الخليفة الظاهر أبو نصر محمد بن الخليفة الناصر لدين الله أحمد المستضيء لدين الله العباسي إلي مصر وهو ومن معه ممن يشهدون على صحة نسبه فلما دخل القاهره استقبله السلطان بيبرس أحسن استقبال وبايعه هو ورجال الدولة ثم بايعه جميع الناس وكتب السطان بيبرس لسائر الملوك والنواب خارج مصر ليبايعوا الخليفة الجديد والذي لقب بلقب المستعصم بالله وأمرهم أن يدعو له على المنابر وبذلك أخذت القاهره مكان بغداد وحلت محلها في زيادة العالم الاسلامي وأصبح لحكامها مكانة مرموقه

بوضعهم حماة الخلافة المتمتعين ببيعتها

ثانيا: انهيار الخلافة الأمويه في الاندلس فقد خاضت الأمة الأندلسية صراعا ضد القوى المسيحية الصليبيه في اسبانيا بحيث لم يأت منتصف القرن السابع الهجري الرابع عشر الميلادي وألا وتساقطت قواعد الأندلس وثغوره في الشرق والغرب في الأيدي المسيحيه

وقد أدى هذا الإكتساح المسيحي الصليبي إلى نتيجتين هما: إندثار المعاهد الإسلامية التي كانت مزدهرة في هذه القواعد وانكماش الرقعة الإسلامية في اسبانيا فلم يبعد عنها سوي غرناطة تؤلف مملكة صغيرة في الجنوب ظلت تقاوم قرنين من الزمان حتى واجهت الفناء

وكان هذان الاملان سقوط بغداد ، وانهيار الحكم الاسلامي في اسبانيا ،(الأندلس) حدثين طارئين استفاد منهما الأزهر كجامعة فقد انتقل إلى مصر علماء المشرق الإسلامي وعلماء من المغرب الإسلامي شدهم الأزهر إليه

ثالثا: الثراء الذي تدفق علي حكومة المماليك من حصيلة الرسوم الجمركية الباهظة علي التجاره الشرقيه في مرورها بالأراضي المصرية وهي في طريقها إلى أوربا فكان يصل ثمن السلعة عند خروجها من موانى مصدر إلى أوربا أربعة اضعاف ثمنها الأصلي

وقد غدا الأزهر بسبب هذه العوامل منذ أواخر القرن السابع أي منذ عفت معاهد بغداد وقرطبة في الأندلس كعبة الأساتذة والطلاب من سائر العالم الأسلامي حتي أطلق عليه في عصر المماليك العصر الذهبي للأزهر 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

9

متابعين

2

متابعهم

0

مقالات مشابة