الشدة المستنصرية مات بسببها ثلث سكان مصر

الشدة المستنصرية مات بسببها ثلث سكان مصر

0 المراجعات

الشدة المستنصرية
مات بسببها ثلث سكان مصر

-  شهدت مصر في العهد الفاطمي أحد أقسى المجاعات التي تعرضت إليها إن لم تكن الأقسى على الإطلاق والتي عرفت في التاريخ باسم ‏الشدة المستنصرية
-  حدثت المجاعة في عهد الحاكم الفاطمي المستنصر بالله الذي حكم مصر لمدة 60 عام كاملة كأطول فترة لحاكم إسلامي في التاريخ
-  تولى المستنصر بالله حكم مصر في العهد الفاطمي عام 1036م وعمره 7 أعوام فقط وبدأ عهده والدولة في حالة رخاء وازدهار
- ‏ استمرت فترة الرخاء الاقتصادي في عهد المستنصر سنوات طويلة لدرجة أن أبواب القصر كانت مفتوحة للعوام وتوزع عليهم ‏المؤن والطعام والأدوية مجانًا
-  لكن بعد 17 عام من حكمه انخفض فجأة منسوب مياه النيل لأدنى مستوى له منذ عقود طويلة للغاية ما تسبب في دمار ‏المحاصيل الزراعية
-  إستغل التجار الجشعين هذا الأمر فقاموا بتخزين البضائع ورفع أسعارها معتقدين أنها فترة قصيرة وستمضي وعليهم استغلالها لكن ‏تفاقمت الأمور تباعًا
-  إرتفعت الأسعار بشكل جنوني لم تشهده مصر في تاريخها حيث أصبح ثمن البيضة من الدجاج يساوي ثمن قراريط من الأرض
-  أصابت المجاعة المصريين بالجنون فشاعت في البداية حوادث السرقة بينهم حيث دأب كل شخص أن يسرق أي طعام يجده عند أي ‏شخص آخر وتم نهب قصور الأغنياء
-  وصلت المجاعة لأشد صورها جنونًا حيث أصبح وجود الطعام في مصر شيئًا نادرًا فبدأ الناس أولًا بأكل دوابهم من الخيول والحمير
-  مع زيادة شدة المجاعة وفناء الدواب لجأ المصريون إلى اصطياد القطط والكلاب وتناولها حتى اختفت تمامًا من الشوارع ثم لجأوا ‏إلى أكل الجيف وجثث الحيوانات الميتة
-  تعاظم جنون المجاعة دفع الناس لأكل بعضهم 
-وذكر ابن إلياس أن الناس أكلت الميتة وأخذوا في أكل الأحياء وصنعت الخطاطيف والكلاليب؛ لاصطياد المارة بالشوارع من فوق الأسطح وتراجع سكان مصر لأقل معدل في تاريخها.
-  لزم الناس بيوتهم حتى لا يتعرضون للقنص والصيد من قبل الآخرين لكن شدة المجاعة وصلت لمستويات قياسية حتى أصبح أهل ‏البيت يأكلون من يموت منهم من شدة الجوع
-  فى خضم هذه الشدة العظيمة كان الناس يموتون كل يوم بأعداد كبيرة وكان الناس ينتهزون وجود أي جثة لشخص في أي مكان ‏ليأكلوها
-  إستمرت الشدة المستنصرية لمدة 7 أعوام سميت بالسبع العجاف على غرار سنين نبي الله يوسف
-  تناقص عدد سكان مصر لأقل معدل في تاريخها ‏ومات ثلث السكان في أكبر عدد من الوفيات التي أصابت مصر عبر تاريخها الطويل وتفشت الأوبئة ‏والأمراض الفتاكة بين الناس
-  ذكر بعض المؤرخين أن المصريين في تلك الفترة كان اللحم يلامس عظامهم من شدة الجوع
-  بعد سبع سنوات من المجاعة المميتة قام والي عكا في ذلك الوقت "بدر ابن عبد الله الجمالي" بتقديم يد المساعدة فقدم إلى مصر مع ‌‏100 سفينة محملة بالغذاء
-  قام بفرض الأمن أولًا على مصر بعد أن أصبحت فوضى بصورة كبيرة وشاع النهب والسلب والسرقة والقتل بها دون رقيب أو ‏حسيب
-  تزامن في هذا الوقت حدوث الشيء الذى انتظره المصريون 7 أعوام كاملة حيث ارتفع منسوب النيل من جديد وفاض الفيضان على ‏البلاد لتبدأ مصر في تنفس الصعداء ‏
-  قام الجمالي بتنظيم قنوات الرى المهملة منذ سنوات وقام بتقديم يد العون للفلاحين من أجل تنظيم زراعة المحاصيل للخلاص من ‏المجاعة الضاربة وقام بتخفيف الأعباء عنهم
-  نجحت سياسة الجمالي في تنظيم شئون الزراعة في مصر وقامت مصر بحصاد محصولها الزراعي لتبدأ المجاعة في الانقشاع ‏
-  فرض الجمالي نظامًا قضى بأن تكون المحاصيل للفلاحين لمدة 3 أعوام حتى لا يترك أي فرصة للتجار لشراء المحاصيل وتخزينها أو ‏استغلالها ونجح في ذلك الأمر وكان ذلك من الأمور التي ساعدت على إنهاء المجاعة في فترة قصيرة بعد فيضان النيل
-  إنقشعت الشدة المستنصرية تمامًا بعد 7 أعوام من أعظم مجاعة ضربت مصر في تاريخها ولتنطوي تلك الصفحة السوداء
-  حفظ المصريون معروف بدر الدين الجمالي الذي أنقذهم من المجاعة فأطلقوا اسمه على أحد أكبر أحياء ‏القاهرة آنذاك " حى الجمالية " وهو من أشهر الأحياء كذلك في الوقت الحالي
-  ظل الخليفة المستنصر على رأس حكم مصر وحكمها لمدة 36 عام أخرى حتى وفاته لتصبح فترته الأطول في تاريخ مصر منذ ‏الفتح الإسلامي لها عام 641م.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

40

followers

14

followings

40

مقالات مشابة