عودة إلى الوطن: قصة علي الذي عاش على جزيرة مهجورة

عودة إلى الوطن: قصة علي الذي عاش على جزيرة مهجورة

0 المراجعات

علي كان رائد فضاء مصري يعمل في وكالة الفضاء الدولية. كان في مهمة لاستكشاف كوكب جديد عندما تعرضت مركبته الفضائية لهجوم من قبل كائنات فضائية غريبة. تمكن علي من الهرب بصعوبة، لكنه فقد اتصاله بالوكالة وسيطرته على المركبة. بدأت المركبة تنزلق نحو الأرض بسرعة كبيرة.

علي حاول تفادي الاصطدام بالأقمار الصناعية والأجسام السماوية، ولكنه لم يستطع تحديد موقعه أو وجهته. شعر بالخوف واليأس، ولكنه لم يفقد الأمل. تذكر أسرته وأصدقائه وبلده، وتمنى أن يراهم مرة أخرى.

فجأة، رأى علي جزيرة صغيرة في وسط المحيط. كانت المركبة تقترب منها بسرعة. علي قرر أن يحاول الهبوط عليها، رغم خطورة ذلك. استخدم مظلته الطارئة ونظام التحكم اليدوي لتخفيف سرعة المركبة وتوجيهها نحو الشاطئ. شعر بصدمة قوية عندما اصطدمت المركبة بالأرض، لكنه نجا من الموت.

علي خرج من المركبة المحطمة ونظر حوله. كان على جزيرة استوائية خضراء، مليئة بالنباتات والحيوانات. لم ير أي علامة على الحضارة أو البشر. شعر بالحيرة والدهشة، ولكنه شعر أيضًا بالامتنان لأنه على قيد الحياة.

علي قرر أن يبحث عن مصادر الماء والطعام والمأوى على الجزيرة. كان يأمل أن تلاحظ الوكالة اختفائه وتبحث عنه. كان يحاول أيضًا إصلاح جزء من معدات المركبة لإنشاء جهاز إرسال إشارات طوارئ.

علي قضى أسابيع على الجزيرة، حيث تعلم كيف يتأقلم مع الظروف القاسية والغير مألوفة. تغذى على الفواكه والجوز والبروتينات التي صادها من البحر. بنى كوخًا من الخشب والأوراق والحبال. أشعل نارًا من الحجارة والجذور الجافة. رسم خارطة للجزيرة وسجل يومياته في دفتر.

على الرغم من صعوباته، كان علي يحافظ على روحه


والمفاجئة. في أحد الأيام، بينما كان علي يجمع الحطب، سمع صوتًا مألوفًا في أذنه. كان صوت نور، زميلته في الوكالة وصديقته المقربة.

“علي، هل تسمعني؟ علي، أين أنت؟” قالت نور بحماسة.

“نور؟ هل أنتِ أنتِ؟ لا أصدق! أنا هنا! أنا على جزيرة في المحيط! كيف وجدتني؟” قال علي بدهشة.

“علي، أنا سعيدة جدًا لسماع صوتك! لقد كنا نبحث عنك منذ اختفائك! لقد استخدمنا الأقمار الصناعية والرادارات والطائرات لتحديد موقعك! لقد رأينا إشارتك الطارئة التي أرسلتها من مركبتك! هل أنت بخير؟ هل تحتاج إلى مساعدة؟” قالت نور بقلق.

“نور، أنا بخير، نوعًا ما. لقد نجوت من السقوط وعشت على الجزيرة لأسابيع. لقد كانت تجربة صعبة ومدهشة في نفس الوقت. لقد تعلمت الكثير عن البقاء على قيد الحياة وعن نفسي. لكني بالطبع أحتاج إلى مساعدة. أرجوك، انقذوني من هذا المكان!” قال علي بفرح.

“لا تقلق، علي. سننقذك. لدينا طائرة هليكوبتر في طريقها إليك. فقط ابقَ في مكانك وانتظر قليلًا. سأبقى معك حتى تصل الطائرة.” قالت نور بحنان.

“شكرًا لك، نور. شكرًا لك على كل شيء. أنتِ صديقة رائعة. لا أستطيع الانتظار لرؤيتك.” قال علي بامتنان.

“أنا أيضًا، علي. أنا أيضًا.” قالت نور بابتسامة.

بعد دقائق قليلة، سمع علي صوت طائرة هليكوبتر تقترب منه. رأى شخصين يخرجان منها ويهبطان على الشاطئ. كان أحدهما نور، والآخر كان رئيسه في الوكالة. ركض علي نحوهم وحضنهم بحرارة. شكروه على شجاعته وذكائه وصبره. رفعوه إلى الطائرة وأخذوه إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية.

كان ممتنًا لمساعدة نور والوكالة والقرية الصيدية التي أرسلت الطائرة. روى قصته للجميع وأدهشهم بتفاصيلها. تلقى تكريمًا وتقديرًا من الحكومة والإعلام والجمهور. كان بطلاً وقدوة للكثيرين.

لكن علي لم ينسَ تجربته على الجزيرة وكيف غيرته. تعلم أن الحياة مليئة بالمفاجآت والتحديات، وأنه يجب عليه أن يكون مستعدًا لها. 

بعد ساعة، سمع علي صوت نور في سماعاته.

“علي، هل تستمتع بالرحلة؟” سألت نور.

“نعم، نور. إنها رائعة. شكرًا لك.” قال علي.

“لا شكر على واجب، علي. أنت تستحق ذلك.” قالت نور.

“ولكن، نور، ما هذه المفاجأة؟ أين نحن ذاهبون؟” سأل علي.

“لا تقلق، علي. ستعرف قريبًا جدًا. فقط انظر من النافذة.” قالت نور.

علي نظر من النافذة وصدم من ما رأى. كانوا فوق جزيرة خضراء في المحيط. كانت جزيرته التي عشقها لأسابيع. لم يصدق عينيه.

“نور، هذه… هذه جزيرتي! كيف وصلنا إلى هنا؟ ماذا تفعلين؟” قال علي بتعجب.

“علي، هذه هدية مني لك. أردت أن أجعلك تزور جزيرتك مرة أخرى. أردت أن أريك شيئًا مميزًا.” قالت نور بحب.

“شيئًا مميزًا؟ ما هو؟” سأل علي بفضول.

“انزل من الطائرة واتبعني. سأريك.” قالت نور بغموض.

علي نزل من الطائرة واتبع نور إلى الشاطئ. رأى شيئًا يلمع في الرمال. اقترب منه واندهش من ما رأى. كان عبارة عن لافتة كبيرة مكتوب عليها بالحروف الضخمة: “أحبك يا علي”.

“نور، هذه… هذه لافتة! ما معنى هذا؟” قال علي بدهشة.

“علي، هذه طريقتي لأقول لك شيئًا لم أستطع قوله من قبل. شيئًا كنت أخفيه في قلبي لسنوات. شيئًا يجعلني أشعر بالسعادة والحزن في نفس الوقت.” قالت نور بجدية.

“ما هو؟” سأل علي بحيرة.

“أنا… أنا أحبك يا علي. أحبك منذ أول يوم رأيتك في الوكالة. أحبك كصديق وكزميل وكشريك. أحبك كرجل وكإنسان وكبطل. أحبك بجنون وبصدق وبشغف.” قالت نور بإخلاص.

“أنت… أنت تحبينني؟ حقًا؟” قال علي بصدمة.

"نعم، يا علي. حقًا. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. لقد حاربت مشاعري لفترة طويلة

وتزوج على و نور وعاشوا حياة سعيدة فالنهاية


 



 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

3

متابعهم

2

مقالات مشابة