الاعضاء الVIP
Mohamed Elyamany Vip المستخدم أخفى الأرباح
Ahmed Adel Vip Founder المستخدم أخفى الأرباح
اسلام ابراهيم Vip المستخدم أخفى الأرباح
أكثر الأعضاء تحقيق للأرباح هذا الاسبوع
Ahmed Adel Vip Founder المستخدم أخفى الأرباح
Mohamed حقق

$6.03

هذا الإسبوع
chandipa-dz المستخدم أخفى الأرباح
Azezasayed المستخدم أخفى الأرباح
رمزي الجرنه المستخدم أخفى الأرباح
noor owda حقق

$2.13

هذا الإسبوع
MUSTAFA Hatam حقق

$1.99

هذا الإسبوع
Mofarh حقق

$1.68

هذا الإسبوع
mohamed حقق

$1.39

هذا الإسبوع
Mohamed Elyamany Vip المستخدم أخفى الأرباح
كيفية صناعة التاريخ

كيفية صناعة التاريخ

استقر العلماء على أن التاريخ هو التدوين القصصي لمجرى شئون العالم كله أو بعضه. حيث أننا نتمكن من معرفته عن طريق تسجيل الأدباء له والهيئات المختصة بذلك، ونبدأ بدراسته والبحث فيه لكي نتعرف على جوانبه، والتأكد من مدى صحته. ولكن من منا لم يشعر ذات مرة بالتناقض في بعض الأحداث التاريخية واختلافات الأدباء مع بعضهم البعض في تفسيرهم للأحداث. فإذا بحثت جيدا بشكل محايد دون الميل إلى أحد الجوانب ستدرك أن هناك أحداث تاريخية كثيرة ما هي إلا كذبة تطورت واستحالت على مر السنين إلى تاريخ؛ بغض النظر من هو المستفيد من ذلك. على سبيل المثال فترة حكم الملكية في مصر قبل قيام الضباط الأحرار بالثورة وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية؛ وفقا إلى تاريخنا أن هذه الفترة كانت فترة ظلم وفساد من الحكام والملوك، وانتهاك لحقوق الشعب، وإهدار لأموال الدولة على حفلات ونزوات الملك، وفرض الضرائب المقفرة على الشعب، والتجنيد الإجباري لصغار السن وانتزاعهم من أباءهم... إلخ. ولكن وفقا إلى كلام وروايات أجدادنا الذين عاشوا في هذه الفترة ونقلوها إلى أبنائهم وهكذا، ووفقا إلى الأرقام والوثائق الاقتصادية نجد أن قيمة العملة المصرية آنذاك كانت أعلى من قيمة الدولار وكانت مصر تدين المملكة المتحدة بملايين الجنيهات. نعم كان هناك فقر وظلم للفلاح والعامل البسيط نستطيع أن نقول عبودية من نوع خاص ولكن كل عصر به العديد من المميزات والسلبيات. لم أقل أنني أحب عهد الملكية والأسرة الحاكمة بما يشبه الإرث ولكني لن أقول أيضًا أن مصر امتلكت حريتها بقيام ثورة الضباط الأحرار ١٩٤٩ لنا أن نقول أنها تحولت من عبودية من نوع خاص إلى حرية من نوع خاص؛ حرية مقيدة بربق خاص. على عكس ما هو مُثبت تاريخيا، كانت الحالة الإجتماعية للفرد البسيط جيدة إلى حد كبير وكانت الجنسية المصرية لا تُمنح بسهولة وكانت مصدر فخر لحاملها. كانت مصر من كبار الدول المصدرة للعلوم والفنون لا يمكن أن تكون هذه الفترة فترة ضعف وظلم تام في الدولة ولكن من هو المستفيد من تشوفيه هذا العصر...؟ 
خير دليل على حديثي هذا، شعبية جمال عبد الناصر وتكريم التاريخ له على الرغم من كونه جمال عبد الناصر صاحب أكبر هزائم في تاريخ مصر الجمهورية. دون التطرق إلى فترة حكمه، قام عام ١٩٦٢ بإرسال ٠٠٠‚٧٠ جندي من الجيش المصري إلى حرب اليمن ليلقوا حتفهم وهزيمتهم هناك. وكانت هذه أحد الأسباب في هزيمة ٦٧ مرورا بحرب الإستنزاف التي استهدفت فيها القوات الجوية الصهيونية المدنيين لإخضاع الحكومة المصرية، استمرت ثلاثة أعوام دون جدوى وانتهت ببقاء الاحتلال الصهيوني على الضفتين. بعد كل هذه الأحداث السالف ذكرها والتي يعرفها القاصي والداني حظي جمال عبد الناصر بشعبية كبيرة، وحب الملايين حتى وقتنا هذا ويرجع ذلك إلى بث الشائعات في الإعلام آنذاك، والتي تُعد أقوى وأسرع في الانتشار من الحقيقة وذلك لتحسين صورته أمام الشعب. أيضا هناك أحد الأحداث التي لا يمكنني تفسيرها مثل إنتصار السادس من أكتوبر المجيد، من منا لا يفتخر بهذا النصر العظيم! الذي استطاعت به الدولة المصرية بقيادة الرئيس العظيم أنور السادات بطل الحرب والسلام أن يستعيد حريتنا وأراضينا من جديد، ويعيد بناء الجيش، وعزيمة الشعب الذي تعرض لهزيمة نكراء في ٦٧، ويضع استراتيجية مازالت تدرس حتى الأن في الجامعات وأجهزت المخابرات في جميع أنحاء العالم، ويثبت للعالم ولكل عدو يحاول أن يحتل هذه الأرض أنه سوف يلاقي نفس المصير. ولكن الذي لا أستوعبه لماذا قام الرئيس أنور السادات بتوقيع هذه المعاهدة مع الصهاينة قبل أن يفرض شروطه ويقوم بطردهم من الأراضي الفلسطينية! لماذا يقبل الطرف المنتصر الفائز بالحرب بهذا الأمر! كان يجب أن يكون الأمر حاسم بالإجلاء عن جميع الأراضي العربية وعودتهم إلى بلادهم مرة أخرى خائبين، وتدمير أحلامهم بأن يكون هناك وطن لكل اليهود؛ بالأخص بعد هذه الهزيمة التي لم يتوقعها أحد. لولا هذه المعاهدة لما أصبحت الصهيونية التي نراها اليوم من أقوى دول المنطقة، إن لم تكن الأقوى. بهذا كان سيصبح الانتصار أكبر وأقوى ولكن ها هنا ندفع نتيجة هذا الخطأ الذي قد يراه أحد أنه بسيط وأن المهم أننا انتصرنا واستعدنا حريتنا. لذلك لا أعلم أهو حقًا انتصار أم...؟
هناك أيضا أحد الأحداث الشهيرة في القرن الحادي والعشرين ألا وهو حادثة ١١ سبتمبر ٢٠٠١ حادثة سقوط برج التجارة العالمي، الحادثة الشهيرة. وبعد التحقيقات وجه الإعلام العالمي الاتهام إلى أحد التنظيمات الإرهابية لا يعنيني أحداث ١١ سبتمبر في شيء، ولكن ما لم أستوعبه تفسيرهم، كيفية سقوط البرج. اصطدمت طائرة به فخر ساقطا. إذا فكرت لمدة دقيقة واحدة بتمعن في الأمر ستدرك أن هذا محض هراء كيف تصطدم طائرة بالبرج فيسقط البرج بالكامل من الأسفل. تنهار أساسات برج، وليس برجًا عاديا، هذا برج التجارة العالمي. هل عندما تصطدم الطائرة بأعلى البرج هل هذا يجعله يسقط دفعة واحدة؟! كيف يحدث هذا الشيء؟ 
  بالنظر إلى كل هذه الأحداث التي ذكرتها أستطيع أن أخبرك كيف تتم صناعة التاريخ. يبدأ الأمر بكذبة صغيرة لا يهم مدى استحالتها وغرابة سخافتها، على العكس تماما كلما كانت هذه الكذبة أكثر سذاجة من أن تصدق كلما تؤتى ثمارها. فالاعتماد كُلي عندما تكون هذه الكذبة يستحيل صدقها. يبدأ الناس في بداية الأمر يتهامسون بها على سبيل الدعابة والسخرية فتصير من كونها كذبة إلى شائعة. والشائعة لا تحتاج سوى جمع صغير من الناس يتسامرون ويلغون في الحديث، فتنتقل الشائعة من مجموعة إلى مجموعة ومن فرد إلى فرد، ومن إقليم إلى إقليم حتى يصبح لها ( الشائعة ) فئة مفتتنة بالتفكير فيها. فتنتقل من كونها شائعة لا يجب التحدث عنها إلى معلومة، لا يهم إن كانت صادقة أم كاذبة المهم أنه يجب أن تتم محاورة مطلقوها ( مطلقوا الشائعة التي هي في الأساس كذبة ) ودحضها وإلا ستودي بنا وتدفع بنا إلى الهاوية. وهنا يا عزيزي أستطيع أن أخبرك أن المطلق الأول لهذه الكذبة 
( عندما كانت فقط في بداية الأمر كذبة ) يبدأ في هذه المرحلة أن يتنفس الصعداء لأن الكذبة تحولت إلى معلومة أو بإمكاننا أن نسميها رأي معين وهذا ( الرأي ) يتحول إلى اعتقاد ثم الاعتقاد بفعل الأيام والسنون يتحول إلى تاريخ. يجب أن يكون هناك رقابة على تسجيل التاريخ لأنك ترتكب جريمة كبيرة في حق شعب كامل وأجيال قادمة. هناك كثير من الأحداث في الحضارات والشعوب المختلفة هي محط نظر واختلاف في وجهات النظر. ما أريد قوله، ليس التشكيك بالتاريخ ولكن كيف يكون تاريخنا العريق مبني على أكاذيب! كيف أستطيع أن أفرق بين التاريخ الحقيقي والمزيف؟ كيف أستطيع أن أثق في أي شيء أقرأه بعد ذلك؟ سأشعر دائما أن هناك خطأ حتى وإن لم أعرفه ولكن سأضع في الاعتبار أن كل ما أقرأه وأسمعه من الممكن أن يكون حقيقة أو كذبة. المثقفون والأدباء هم مصدر الضوء الذي ينير الطريق للمجتمع ولكن بمرور الوقت باعوا أنفسهم واستبدلوا نورهم بظلام دامس. والشيء الأغرب من ذلك أن المجتمع ينسى بسرعة هائلة والأكاذيب التي كان دوما يعارضها يصبح بمنتهى السهولة ينطق بها، بل ويدافع عنها بكل استماتة. أصبح من السهل جدا التأثير على الناس فكما قلت يبدأ الأمر بكذبة وبمرور الوقت تتحول إلى تاريخ أو مثال مجتمعي يحتذى به. والغريب أن الخبر الكاذب يسهل انتشاره بصورة كبيرة كالنار في الهشيم وتحتاج لأعوام كثيرة لتصحح هذا الكذب، بخلاف ردود الفعل التي سوف تواجهها ومدى الانتقادات والاتهامات التي سوف تتعرض لها فقط لأنك تريد أن تصحح هذا الخطأ وتقوم بتوعية المجتمع. 
  حضارات الأمم تقاس بما تخلفه من تاريخ. ماذا تتوقع من مجتمع لا يعلم تاريخه أو أن فكره مشوش بشأن هذا التاريخ. هل يحذو حذوه وهو لا يعلم مدى صدقه من عدمه...؟ وأيضا يسهل على أي ناقد أو باحث في تاريخ المجتمعات والحضارات أن يوجه أصابع الاتهام لأي حضارة كانت. فهو يتخذ نقاط الضعف تلك ( الشائعات والأكاذيب ) لتكون أسبابه التي يبني عليها حكمه. فبتشوهيك للتاريخ تساعده بذلك وتوفر عليه جهدا كبيرا في البحث عن ثغرات، بتقديمك له أسباب واضحة جلية لا يوجد بها شائبة أو شك. إذا لم يكن هناك من يراقب ويحرث التاريخ دائما ويتصدى لمن يملؤنه بالكذب والشائعات سوف يأتي علينا اليوم الذي نرى فيه أن الصهاينة هم بناة الأهرامات ويضيع تاريخنا.
 

التعليقات (0)
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقالات مشابة
...إخلاء مسئولية: جميع المقالات والأخبار المنشورة في الموقع مسئول عنها محرريها فقط، وإدارة الموقع رغم سعيها للتأكد من دقة كل المعلومات المنشورة، فهي لا تتحمل أي مسئولية أدبية أو قانونية عما يتم نشره.