منفصم - على فراش الموت
رشفة واحدة من الخمر الفرنسي و دع ملك الموت يأخذ روحي. و تراهات الفلاسفة و الأطباء مثل نكتة سيئة لم يضحك عليها أحد. ليس لدي أحد لأترك له وصية لا أصدقاء و لا حتى أحبابي. منطق الإنفصام ممنوع التعلق بأحد. بعد لحظات توقفت دقات قلبي و أصبحت أتنفس بشكل سريع كأنني أجري، توقف الدم عن الجريان و توقف قلبي. لحظة الحقيقة أن تكون على قيد الحياة يجب أن تدفع الثمن في النهاية. ثم رائحة عطر أنثوي و خطوات خفيفة أسمع بعض الهمس. لا يزال على قيد الحياة أدخلوه إلى غرفة العمليات.
ليس هناك نبض و لا يتنفس ربما مشكلة في الشرايين أو القصبة الهوائية؟ أحضرت الممرضة الصاعق الكهربائي و وضعو تلك القطع على قلبي و لم أشعر بأي شيء إطلاقا. لا دغدغة ولا ألم لا شيء. في سبات كنت فيه معي نفسي توقف جسمي بشكل كامل عن الحركة و لم يعد بإستطاعتهم فعل أي شيء. و أخبرتهم الطبيبة نحن على وشك فقدانه أحضرو كل شيء قادر على أن يجعله يفتح عينيه. في تلك اللحظة عداد ضربات القلب أصبح صفر و الخط أصبح مستقيم بشكل كامل. لم تصدق الطبيبة ما تراه عينيها في تلك اللحظة و كانت الدموع تتساقط بدون توقف في تلك اللحظة.
في عالم موازي حوار بني و بين إنفصامي زاد الحديث إثارة و في على فراش الموت هناك دق قلبي دقة واحدة بشكل مخيف و قالت الطبيبة لدينا أمل لنعد إلى العمل هيا. رغم الصفر الموجود في اللوحة على جانبي لم تتوقف عن المحاولة. لم تعلم أنني فقط أتحدث مع نفسي هناك و لست ميتا بحق. كان لإنفصامي رأي أخر حول أن أنتقل إلى دار البقاء و إتفقنا على أن نستمر في الحياة شريطة أن لا يتدخل في الأمور العاطفية. فتحت عيناي و عاد كل شيء إلى طبيعته و جلست هناك أمام الجميع و كانت الطبيبة تبكي على جانب السرير و قلت لها لماذا كل هذا البكاء.
قلت لها أسف على كل دمعة فأنا كنت أجري حوارا مع إنفصامي فقط لست ميتا بحق. تعجب الكل و كلهم يهمسون مستحيل أن يحدث هذا لمخلوق مثلنا. و قلت لهم أنا بشري بحق فقط منفصم و ثمالة الخمر الفرنسي كانت السبب في كل هذا. و لكن شكرا لكم على مجهوداتكم حقا. قبلت الطبيبة على جبينها و حضنتني و سمعتها تقول الحمد لله بصوت منخفض بسبب الخوف و الهلع. القلب يا إنفصامي القلب و بعض القصبات الهوائية كانت كفيلة لوضعي على فراشي الموت.
