بكى القدر دموعا

بكى القدر دموعا

0 reviews

مرت الأيام و أصبح المال قليل ، أصبحت الظروف صعبة ، إجتمعت العائلة ، تحدثوا كثيرا ، و لكن الحلول لم تكن موجودة ، قرر الإبن التوقف عن الدراسة لأن التكاليف باهضة ، و بدأ العمل مع والده ، قررت الأم أن تخيط الملابس مهما كان المبلغ ، خرج الوالد حزينا ... مقهورا لحالة عائلته الميؤوسة ، شعرت الأم و الإبن بقهر الأب ... فقهر الرجال صعب ، حاولا عدم إظهار حزنهما حتى لا يزداد ألمه .
مرت الأيام ، صحن واحد في اليوم ،صحن أكثره ماء و قطعة خبز كان يرميه الأغنياء ، في أحد الأيام مرضت الأم بقصور كلوي ،أخذوها للطبيب ، بعد فحصها أخبرهما أن كلا كلياتاها ستتوقف عن العمل قريبا ، ثم أخبرهما بثمن العلاج ، أخفى الوالد و الإبن حزنهما ، حتى أنَّ ثمن الفحص كان باهضا ! أحضر الإبن و الوالد كل مدخراتهما من أجل ثمن فحصها فقط .
‏مرت الأيام و تفتح الأم عينيها لتجد نفسها في المستشفى ، أخبرتها الممرضة أنها ستكون بخير و أنها ستتمكن من الخروج بعد عدة أسابيع فقط ، مرت الأسابيع و بدأت الأم تتعافى حتى آن أوان خروجها من المستشفى ، و ذهبت إلى المنزل ... مازال كما هو ... دخلت و لم تجد أحد ، قالت في نفسها أنهما في العمل و سيأتيان و هما مرهقين ، لذا سأفاجئهما بعودتي و أطبخ لهما أفضل وجبة ، المطبخ فارغ تقريبا ، ستطهو لهما الوجبة المعتادة ، قليل من الفوائد و كثير من الماء ، يا لهذا الحال السيء ! جهزت الطعام و بقيت تنتظرهما ... مرت ساعة ... ساعتان ... 5 ساعات ... لقد تأخرا كثيرا ! قلقت جدا ... لماذا غابا هكذا ؟! خرجت من المنزل بحثا عنهما ، في الطريق أثناء سيرها كانت مسرعة ، فجأة تلتقي جماعة من أصدقاء إبنها ، نهض الجميع لما رأوها ... تعابيرهم حزينة جدا ، هل إشتاقوا لصديقهم لأنه غاب عنهم بعض الوقت فقط ؟ أو هناك قصة أخرى ؟ سألتهم عن إبنها ، لم يجبها أحد ، كأنهم عاجزون عن إخبارها ، بدأت تشعر بالقلق فعلا و أخذت تسألهم باستمرار ، لم يجبها أحد ، لم يعد يبدو الأمر خيرا ، فجأة تكلم أحدهم و الحزن يملئ عينيه : سيدتي ... إبنك ... إبنك ... صديقي توفي قبل عدة أسابيع و أباه أيضا ! ... لم يلتقط الموقف أنفاسه ... سقطت الأم منهكة على الأرض و لم تستطع إستيعاب ما أخبرها .... كيفا ماتا ؟! لقد أغمي عليها فعلا ... الحزن صدمة قوية إذا جاء فجأة ! 
‏إستيقظت الأم ، وجدت نفسها على الفراش في منزلها ، أصدقاء إبنها حولها ، الحزن يملئ تعابير وجوههم ، الأم إستيقظت تدرف الدموع ، أدركت أنه ليس كابوسا ، لقد فقدت إبنها و زوجها فعلا ! سألتهم بكلمات متقطعة :  ماذا حدث ؟! لم يجبها أحد منهم ، نهض أحدهم و أعطاها ورقة .... إنها رسالة .... عنوانها وداع جميل : إذا قرئتِها هذا يعني أنكِ بخير ، لا تفكري بغيابنا كثيرا  لا نريد أن نزيدك ألما ، أردنا لكِ حياةً سعيدة ، عندما كنتِ سعيدة و نراك مبتهجة لَمْ نستطع أن نرى قيمة عيشنا و أنت غير مبتسمة ، نعلم أنه يبدو خطأ ما فعلنا ... في إعتقادك ، و لكن أن تحظي بحياة طويلة ... ذلك يسعدنا كثيرا ! 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

0

similar articles