الغربة والبحث عن الهوية

الغربة والبحث عن الهوية

0 reviews

هناك حيث يسكن الحلم،وحيث مسافة البعد عن الوطن تقاس بالعمر نزعت نفسي من تربتي وعبثا حاولت دفن جدوري غير أن لا ارض تعطيك حياة لتنمو فيها ،فما ان تغادر الوطن تبدأ بالذبول .

فغير وطنك يعطيك تربته لتعيش فيها  لا لأن تحيا .

اتذكر أول ساعه في مطار الغربة وإلى الآن أحمل في خاطري ذلك الفزع والدهشة وذلك التيه ، ولازلت احس ذات الاحساس في كل مطار ادخله .

أول خطوة خارج الطائرة ،هواء وريح لم اعهده بارد كالمشاعر التي سأختبرها لاحقا ،أحسست وخز برودتها كإبر تخترق مسام جلدي ، كنت اتبع مسافرين قد سبقوني لهاته الأماكن التي اكتشفها لأول مرة ،وهذه المشاعر التي أغالبها.

أطفال أمامي تتشبت ايديهم بأيدي ذويهم، هذا ماكنت احتاجه لحظتها، يد اتشبت بها ، لا أدري لماذا قفز لخاطري لحظتها صورة امي، طأطأت رأسي وكأن صورتها ترتسم أمامي ، لم استيقظ لحظتها إلا وأنا أمام مصلحة الجوازات، وكأي مواطن عربي وجب ان يحس بالرهبة والخوف لمجرد مرور شرطي أمامه، فقد كانت جرعة الخوف هذه المرة مضاعفة ،مع ان الامر لايعدو ان يكون إجراء روتني ليجعلني في حالة استنفار ، ذلك المرور السهل طمأن خاطري.

أول خطوة خارج المطار لم اظن اني سأختبر كل هذا السيل من الاحاسيس، ازدحام صدري بمشاعر اكثر ماازدحمت به حقيبتي من ملابس،

سويعات بالطائرة فصلت ماضي عن حاضري  .

بين اهلك ان سقطت فأيادي كثيره تمتد لتسندك ،أما حين غربتك ان سقطت فأرجل الكل ستدوسك ، انت هنا في العراء تحمل قلبك معك ويتحمل معك دروس الغربة القاسية ولاتمهلك  الغربة وقت لتراجع نفسك . الآن وهنا تبدأ وتنطلق او تنكسر وتعود .

قبل ان تفكر في دخل وعمل تلهت خلف هوية وأوراق إقامة ، إلى أن في مسار اللهت خلف هوية يفقد كثيرون هويتهم   ويصير أوربي الهوى ، هذه هي حياة الغربة ، وهذه ضريبة الغربة ، فلا أحد تغّرب وابتعد وبقي قريب من شخصيته التي خرج بها أول مرة ، فكما الاناء الفخاري الفاخر ما سار باهض الثمن إلا لانه مر بمراحل من العجن إلى أن ذاق حرارة الفرن إلى أن وضع في متحف بعد ان كان طينا يداس ، كذلك المغترب إما ان يبقا كما جاء طينا يداس او يتعلم من تجارب الغربة فيصبح ذا قيمة .

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

1

followings

1

similar articles