رواية أرض المقابر - قصة الخاتم المجهول

رواية أرض المقابر - قصة الخاتم المجهول

0 reviews

النفس البشرية ميلة للمال والمقتنيات الثمينة، وجمعها. وهذا الأمر مذكور في القرآن، وكذلك الرغبة الدنيوية في جمع المال وتحصيله بأي شكل من الأشكال، وهو شيء معروف. ولكن، كما يقولون في الأمثال: “تشابهت الغايات واختلفت السبل”، لأنه يجب على الإنسان أن يأخذ بالحيطة في حياته من الطمع والجشع الذي يمكن أن يودي به 'وراء الشمس'.

"أنا اسمي إسلام، إسلام صالح، مهندس زراعي من المنصورة، لكن ظروف عملي تجبرني على العيش في القاهرة. أهلي كلهم في المنصورة، بما في ذلك زوجتي وأولادي. وأنا أذهب لزيارتهم بشكل منتظم، لدي أحمد الذي يبلغ 15 عامًا وهند الكبيرة التي تبلغ 21 عامًا. طبيعة عملي توفر لي دخلاً متوسطًا إلى حد ما، وعادةً ما أرسل الأموال لزوجتي بسبب صعوبة السفر لفترات طويلة. في يومٍ ما، دخل زميلي محمود إلى مكتبي وقالي بصوت متلهف كده ومبسوط : اسلام احنا اخيراً هنروح نشتغل في المشروع الجديد. قلت له: "ما هو المشروع الجديد؟" فأجابني قائلاً: "مشروع الاستصلاح في جنوب الفيوم، وأنا سعيد جدًا لأن الدولة تضع توقعات كبيرة عليه وتحتاجه بأسرع وقت ممكن، وطبعًا أنت تعلم أنه إذا طلبنا مقابلًا مرتفعًا للعمل بجدية، فإنهم سيوافقون". قمت بابتسامة وقلت له: "أنه أمر سهل جدًا!"، وفعلاً تلقيت إشعارًا رسميًا من مدير الشركة يخبرني بأنني سأنتقل للعمل في مشروع الاستصلاح الجديد مع محمود وياسر واكمل وبعض العمال والمندوبين من شركات أخرى وغير ذلك. لن أدخل في التفاصيل الكثيرة، لكننا استعدنا بسرعة وانتقلنا لمكان العمل الجديد، وفي اليوم الثالث كنا في الموقع وجاهزين للعمل، وكنا نعمل بجد واجتهاد مع العمال. وبعد أسبوع، جاء المدير المالي واجتمع مع أكمل حيث يُعتبر الأكبر سنًا بينا، وبعد الاجتماع، عاد أكمل ووجهه عليه غضب واضح، سأله محمود بلطف: "هل كل شيء على ما يرام يا باشمهندس؟" فأجابه بابتسامة: "نعم، بإذن الله، أمش عارف ابدأ منين يا جماعه ولكن المدير المالي بيقول ان بنود العقد والميزانيه مش هتسمح بأي زيادة في الرواتب". لقد أصابنا جميعًا الإحباط،  وفقدنا الحماسة والتفاني التي بدأنا بهما العمل. بعد انتهاء العمل، وعندما كانت الشمس تغيب، جاء ثلاثة رجال يرتدون الجلاليب والزي الريفي أو الصعيدي. استقبلتهم أنا ومحمود في الاستراحة، وبدأوا في الحديث. تحدث أحدهم قائلاً: "نحن من أهل المنطقة ونعيش هنا منذ فترة طويلة، نحن وأجدادنا وأجداد أجدادنا. المشروع الذي تخططون له أنتم وشركتكم في المنطقة يجب أن يتوقف، لأنه سيجلب الخراب والدمار ليس فقط لكم، بل للقرية بأكملها، وربما للبلد أيضًا". انا قاعد غير مستوعب شيء، جيت ارد واقوله يوضح اكتر محمود صحبي سبقني وقاله متشكرين يا حج لو احتجنا حاجه هنبقي نكلمكم تقدروا تتفضلوا انا بصيتله بسرعة وقولتله ايه اللي بتقوله ده لقيت الراجل تفهم الكلام وقام وقال (ما علي الرسول الا البلاغ)، ثم رحلوا. 

دخلت الغرفة لأنام، وطوال الليل كنت أفكر في كلام الرجل، لكنني لم أتوصل إلى أي استنتاج. نمت واستيقظت في اليوم التالي لاستكشاف الموقع، وعندما كنت أتجول، لاحظت شيئًا يلمع من بعيد، لون أحمر مشابه للدماء. اقتربت لأجد أن مصدر اللون يصدر من داخل كهف موجود بالمنطقة  وعندما دخلت الكهف اكتشفت خاتمًا، خاتمًا أحمر اللون ينبعث منه ضوء أحمر كالجمرة المشتعلة. عندما لمست الخاتم ببطء، تغير لونه فجأة ليصبح من الذهب، ويحتوي على ماسة. كانت جميلة جدًا. سرعان ما أخفيته في جيبي وعدت إلى الاستراحة، حيث وضعته في درج المكتب. تناولت الغداء وشعرت برغبة قوية في النوم، فاستلقيت ونمت بعمق. استيقظت في اليوم التالي لأرى الخاتم موضوعًا على المكتب مرة أخرى، وكان أحمرًا مرة أخرى، والجزء الماسي اللي فيه بيشع نور احمر عامل زي كتابه علي الجدار بحروف كتير كده (م-أ-م-و-ن-إ-ب-ن-م-ل-ك-ا-ل-ش-ي-ا-ط-ي-ن-و-ا-ل-ج-ن-ل-و-س-ي-ف-ر-ي-أ-م-ر-ك-م-ب-ت-ق-د-ي-م-ا-ل-ق-ر-ا-ب-ي-ن-ل-س-ي-د-ه) "مأمون، ابن ملك الشياطين والجن، يأمركم بتقديم القرابين لسيده".

"خوف..فزع..أنا مش فاهم حاجة..حاسس بشلل تفكير..كل اللي قدرت أعمله إني كلمت محمود وحكيتله وكان رده كالآتي.."يا إسلام يا إسلام، إنت بتهزر، خوف إيه يا بني؟ الخاتم ده تبيعه وفكِّر في بنتك يا إسلام، متنساش إنَّ عندك بنت علي وش جواز ولازم تجهزها، وكمان يا يعم ما اصحاب المشروع ضحكوا علينا، والمرتب ده اكيد مش هيكفيك"..نوعًا ما اقتنعت بكلام محمود، ولكن في لسه شك جوا قلبي روحت البيت وحطيت الخاتم جوا الدولاب ونمت..صحيت على صوت دوشا وكركبه وصوت غريب كده، قومت لقيتني في مقابر..! أها مقابر، مقابر كتير أوي والقمر زي ما يكون مش موجود، ولكن في ضوء أحمر جاي من مقبرة بعيد، بدأت أتمشى..الجو مضلم والغيوم كثيفة جدًا وفجأة من ورايا سمعت صوت كلب...أها ما هو ده اللي كان ناقص، بصيت ورايا لقيت كلب أسود وكبير أوي وعمال يطلع منه صوت غريب أوي ولقيت من بعيد شوية ظهر كلبين كمان. بدات أرجع لورا بخطوات ثابتة، أنا مش من الناس اللي بتخاف من الكلاب، وطيت على الأرض وعملت زي العيال الصغير ومسكت طوبة ورميتهم بيها، لكن واضح إنها استفزتهم أكتر وبدأوا ينبحوا، ومن بعيد سمعت صوت أذان الفجر..جريوا أها جريوا، حمدت ربنا إنه نجَّاني منهم، ومشيت لحد ما وصلت لباب المقابر واكتشفت بمجرد خروجي من الباب إن كل شئ اختفى، المقابر والكلاب وكل شئ، ده حتى القمر ظهر تاني، بس لقيتني فين بقي دلوقتي؟ أنا في الأرض..أرض المشروع، أنا مش عارف أنا وصلت هنا إزاي ولا إمتى، المهم رجعت تاني الاستراحة وأنا في فـ دماغي مليون سؤال ومش عارف هتصرف إزاي...الخاتم ده واضح إن وراه سر كبير ومن الواضح إنِّي خلاص ادبست، لكن مش عارف هعمل إيه، قطع تفكيري الخاتم..الخاتم موجود على المكتب، أنا متأكد إني حطيته في الدولاب، إزاي وإمتى خرج على المكتب..مش عارف..مش عارف..زي المرة اللي فاتت الماسة لونها أحمر زي الدم وظاهر الضوء على الجدار تاني، بس المرة دي مش مكتوب غير جملة واحدة"القربان الأول" 😈💀

"القربان الاول ام مالك الخاتم" دي الجملة اللي قريتها لما ظهرت علي الجدار ومبقتش فاهم هو بيسألني يعني ولا ايه كنت هتأخر فـ جهزت نفسي بسرعة ونزلت الشغل وبدات اشتغل وبعدها افتكرت الخاتم فـ قعدت شوية كده حطيت دماغي علي المكتب وفجأة لقيت محمود بيناديني قالي ايه يبني اللي حصلك شكلك عامل كده ليه قولتله مفيش بس مرهق شوية لقيته بيقولي اي ده مناخيرك مالها قلتله مالها يعني وفجأة لقيت مناخيري كأنها حنفية دم واتفتحت جريت علي الحمام ومحمود بيجري ورايا و زمايلي جم علي صوته دخلت الحمام وقفلت الباب ورايا وحاولت بصعوبة كبيرة جدا اوقف النزيف ولكنه مش عايز يوقف وفين وفين علي ما وقف خرجت وانا مرهق جداً وروحت البيت بصراحة حسيت فجأه اني تعبان اوي فـ دخلت نمت و وانا ناايم شوفت...شوفت نفسي واقف في مكان اسود اوي ضلمه كحل و من وسط الضلمة دي كلها ظهر...كائن طويل عن البشر لا ده طويل بزيااده و عريض وله اجنحه سوده برغم من ضلمة المكان انا كنت فيه لكن كنت شايفه وجه وحط الخاتم في ايدي وقالي مرحباً بك ايها المالك الجديد في اللحظه دي انا اتغرز في ضهري إبر گتيرة اوي وضهري بدأ يوجعني جداً صحيت من النوم مفزوع حمدت ربنا انه كان مجرد حلم وقومت بسرعة استحمي لان كده هتأخر علي الشغل دخلت الحمام و حاولت ابص علي ضهري في المراية لكن انا..الابر في مكانها وشم علي ضهري...ده..ده الخااتم...مطبوع علي ضهري وفي وسط ما انا في قمة تركيزى في النظر في المراية ظهر فيها  وش واحد ميت...اتفزعت وخرجت اجري لكن باب الحمام مش بيتفتح الباب مش عايز يفتح...من ورا الستارة بتاعة الحمام سامع صوت الماية شغالة وكمان واضح ان في شخص بيستحمي  والماية مكان ما هو بيستحمي بدأت تنزل من البانيو لارضية الحمام لكن دي مش ماية...ده دم..! ندهت عليه وقولتله..انت مين...! سمعت في اللحظه دي صوت صرخة..صرخة من الجحيم وقعت علي ارضية الحمام وانا مصدوم وفجأة ستارة الحمام اتفتحت وظهر في البانيو..جثث..! اها والله جثث..جثث كتيرة اوي و..ومحروقة..! وبدأوا يتحركوا ويقربوا مني وخارج منهم صوت وجع وصرخات وفضولوا يقربوا مني لحد ما حاوطوني كلهم بوشوشهم المحروقة واصواتهم المفزعة واجسادهم المفحمة اللي كلها دم اكيد دي نهايتي اكيد.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

28

متابعين

17

متابعهم

0

مقالات مشابة