رواية أسوأ أب على الإطلاق

رواية أسوأ أب على الإطلاق

0 reviews

 

 الاب الاكثر سوء على الاطلاق

كانت إيميلي تعيش مع والدها ذو الخمس وخمسين عاما والذي كان يتصف بالسيطرة الشديدة على حياتها، كان والدها يشعر بأنه يفعل ذلك من أجل رعايتها، ولكن في الواقع كانت تعاني كثيرًا من تلك السيطرة،  لم يسمح لها بأن تخرج إلى الخارج أو تتعرف على أي شخص آخر أو حتى صديقة في  المدرسة،  كان يتحكم في كل تفصيل من حياتها، حتى إنه كان يختار لها ألوان  ملابسها ويجبرها على ارتداء ألوان معينة .
كان والدها يتصرف بشكل سيء تجاهها بشكل شبه يومي،  يتعامل معها كما لو كانت عبئًا عليه، ولم يكن يعيرها الاهتمام اللازم، كان يصرخ عليها ويتعامل معها بقسوة، وكان ذلك يترك آثارًا عميقة على إيميلي.    

كان والد ليلى يتناول الكحول بانتظام، ولديه أصدقاء أشرار ،يحب دائما أن يسهر الليل معهم ولكن كان  يمنعهم من دخول المنزل أو رؤية ابنته لأنه كان يخاف عليها منهم ، إن علاقته بالرجال السيئون   والشرب المتكرر ، يؤثر بشكل كبير على سلوكه تجاه ابنته، في الليالي التي كان يشرب فيها كثيرًا، كان يصبح أكثر عدوانية وكان يضربها ، كان يرفض الاعتذار لها عندما يتصرف بشكل سيء، وكان يدعوها بألفاظ لا يجوز استخدامها مع أي شخص.
كانت إيميلي تتخيل دائمًا كيف ستكون حياتها لو كان لها أم وأبًا يحبونها، كانت تشعر بالحزن الشديد حيال الوضع الذي تعيش فيه، وكانت ترغب في الهروب منه، لكنها لم تكن تعرف كيف يمكنها الهروب من والدها، خاصةً بعدما حاولت 
مرة الخروج بدون إذنه ، فكان العقاب ضربا مؤلما وحرمها من المدرسة بشكل نهائي  ، فكانت تلك أكبر صدمة جعلتها تدخل في حالة اكتئاب ، كانت تنتظر ذهاب والدها إلى العمل أو السهر ثم  تدخل غرفة أمها التي تفتقدها كثيرا ، لا تملك من صور الأم شيئا  ،كل ما تتذكره إيميلي انها استيقظت من النوم على صوت صراخ الأب وهو يبكي ويحطم كل شيء حوله

 

،كانت البنت  صغيرة لكنها تتذكر كيف خرج والدها إلى حديقة المنزل وأشعل النار، ثم شاهدت والدها يحضر أشياء أمها مثل الملابس والقبعات والفساتين الغالية الثمن ، وأحرق كل شيء ، في النهاية جمع  صور الأم المعلقة على جدران غرف البيت ، ورماها في النار ، لا تتذكر إيميلي كل شيء  لأنها كانت طفلة صغيرة في الخامسة من عمرها ، والآن كبرت وأصبحت في عمر ١٩ عاما ، ولا تجرأ أن تسأل  عن أمها ، أو عن سبب الاختفاء المفاجئ كل هذه السنوات ، 
بعد هذه الذكريات الحزينة  ، نامت إيميلي بدون أن تشعر ، نامت على سرير أمها المليء بالغبار والأوساخ ،لأن الأب كان يمنع إيميلي من الاقتراب من هذه الغرفة ولا يسمح لها بتنظيفها على الاطلاق ، كان يقول " اتركي الجرذان تعيش هنا ، فهي مثل امك"

 

لقد حاولت إيميلي مع مرور الأيام  البحث عن أي مخرج من هذا الوضع، لكن كل الأبواب كانت مغلقة بوجهها، حاولت الحصول على وظيفة، لكن والدها لم يسمح لها بالعمل خارج المنزل، كان الأب يخشى حدوث أمر سيء ، لكن ليلى لم تفهم ما ذا يدور في رأس الاب،  حاولت الهروب إلى صديقاتها القدامى ، لكن والدها لم يسمح لها بالخروج من المنزل إلا بموافقته.
استمر الوضع .. و إيميلي  اصبحت تعاني من الاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة ، بسبب الاهمال الذي كانت تعيش فيه،  بدأت تشعر بأنها لا تستحق العيش بهذه الطريقة، وكانت تفكر بشكل جدي في الهرب من هذا السجن الذي تعيش فيه بسبب والدها الغريب الأطوار
،  

 

في أحد الأيام عاد الأب ليلا ثملا  تحت تأثير الكحول ، وعندما شاهد ابنته أمامه ، صار يتكلم بكلام سيء ،وقال " انا لا أثق بالنساء .. أمك كسرت قلبي وأنا اكرهك ..  هل تسمعين ما أقول يا إيميلي ؟.. أنا اكرهك لأنك ستصبحين مثل أمك في النهاية "
بعد أن رمى تلك الكلمات القاتلة أمام فتاة مراهقة تفتقد إلى الاهتمام والحب والرعاية ، كل ما فعله أنه حطم من تبقى من الصبر لديها 
...
أبي يكرهني .. لماذا أعيش في منزل لا يحبني فيه أحد ؟   الهروب  .. إن الهروب  من المنزل والبحث عن  مأوى أخر هو الحل .

انتظرت خروج  والدها  إلى العمل، ثم خرجت من المنزل ، بدأت تسير في الشوارع، دون أي فكرة عن المكان الذي تتجه إليه.


بعد ساعات من السير في الشوارع الباردة والمزدحمة بالثلوج، وجدت إيميلي نفسها في حديقة عامة. كانت تشعر بالتعب والجوع والخوف والبرد الشديد ..تفتقد الدفء ، كانت بعيدة عن المجتمع ولم تعرف كيف ستتصرف ، و الاسوء أن  الليل أصبح قريبا ، ولم تكن لديها مكان للنوم ، بدأت تبحث عن أي مأوى، وعندما تعبت جلست في الزاوية وحضنت نفسها قبل ان تتجمد من البرد  وبدأت تبكي. " هل حقا لا يوجد أحد في هذا العالم يحبني؟!"

فجأة، ظهرت امرأة تبلغ من العمر أكثر من  60 عامًا ، مرت بالصدفة وسمعت  كلمات إيميلي ، وشاهدت الدموع والاحباط على وجه الفتاة المسكينة ، و على الفور سألتها  إذا كانت بحاجة للمساعدة ، كانت ليلى مترددة في البداية، ولكن بعد ذلك قررت الحديث معها.    


كانت السيدة اسمها روز، وكانت ترغب في مساعدة إيميلي ،أخذت إيميلي إلى منزلها، وأعطتها الطعام والماء والملابس الدافئة  النظيفة ، في تلك اللحظات بدأت إيميلي في الشعور بالأمان لأول مرة منذ سنوات .
عندما سألت روز إيميلي عن سبب هروبها من المنزل، أخبرتها بالوضع الصعب الذي كانت تعيشه فيه،  لم تصدق روز ما سمعته، وقررت أن تساعد إيميلي على تغيير حياتها.
روز : عزيزتي إيميلي .. لا يوجد أب في العالم يكره ابنته ..بالتأكيد هنالك سبب مقنع حتى وصل والدك إلى هذه الحال .
سكتت إيميلي ..فهي تعلم أن السبب هو أمها ، ولكنها لا تعرف كل القصة، 
بدأت روز بمساعدة إيميلي في البحث عن وظيفة  حتى  وجدت عملا  نادلة في مطعم قريب ،قامت روز  بتعليمها كيفية الوصول إلى مكان العمل  والعودة إلى المنزل بأمان. كانت إيميلي سعيدة جدًا لأنها بدأت ترى بعض الأمل في حياتها ،  لكنها كانت تفتقد والدها وتفكر كيف يعتني بنفسه الآن ؟

 


مرت  الأسابيع والشهور وجاء الصيف والشمس والدفء ، بدأت حياة إيميلي في التحسن كانت تحب عملها   في المطعم القريب، وكانت تعيش في شقة صغيرة مع روز. بدأت تجد متعة في الحياة مرة أخرى، وكانت سعيدة لأنها تشعر بأنها بدأت في السيطرة على حياتها.
ولكن، في يوم من الأيام فكرت بشكل جريء و قررت أن تقابل والدها وتواجهه .. اكتشفت بعد الاقتراب من الحي وسؤال الجيران القدامى ،   أن والدها يطاردها ، ويبحث عنها  حتى  يعيدها إلى المنزل ،لكن إيميلي لم تكن تريد العودة، وقررت مواجهته و الدفاع عن نفسها.
اقتربت إيميلي من المنزل ودخلت بتردد ، كانت تعلم أن والدها موجود في هذا الوقت ، عندما دخلت شاهدت والدها جالس على الأرض تحت الكرسي .. وعندما رأت وجهه متورما وشاحبا ، شعرت بالحزن على حاله ، ركضت الفتاة اليه وعانقته بقوة .. 
إيميلي: آسفة أبي .. أسفة لأنني تخليت عنك  ،كنت أشعر أنك لست بخير في غيابي ... 
أنكر أنه أصبح سعيدا برؤيتها ..  دفعها بعيدا عنه وقال : كل النساء متشابهات.. وأنت مثل كل النساء ..    


إيميلي : أنا لا أعلم ماذا فعلت أمي .. ولا أعلم كيف كسرت قلبك .. لكنني لا أريد أن أكسر قلبك صدقني .. أنا أحبك حتى لو كنت لا تحبني. 
الأب : كاذبة ،  لقد رحلتي مثل أمك .. وتركني الجميع وحيدا .. لقد  واعدت أمك أن  أترك ادمان المشروب مقابل أن تبقى معي .. لقد رجوتها ألا تتركني ولا تتخلى عني .. في النهاية طلبت الطلاق وتخلت عني وعنك .. امك بلا قلب .. وأنت الآن تكررين ما تفعله أمك 
إيميلي : لا يا أبي .. أنا فتاة تحتاج والدها ليكون معها دائما .. أنت قلت أنك تكرهني .. لكن أنا أحبك بكل ما أملك من حب .. لقد فهمت كيف تجري الامور .. وفهمت انك احتفظت بي في المنزل لأنك تخاف علي من الناس ..أنت تخاف أن أتركك وأبتعد عنك مثل أمي ..  أليس هذا صحيحا ؟ 
الأب بدأت عيناه تدمعان لعمق الجرح في قلبه ..  لكنه  اخفى ذرات  الدموع عنها  : اذهبي .. عودي من حيث أتيتي ..تبدين بحال أفضل .. كل شيء تغير للأفضل بالنسبة لك عندما ابتعدت عني .. هيا غادري حيث كنتي 
إيميلي : لا أريد الابتعاد عنك  .
صرخ الأب : اخرجي حالا .. الآن .. اذهبي 
تفاجأت إيميلي من قسوته التي لا تتغير .. وبسبب الصدمة   بقيت صامتة  
..نهض الآب وأخذ زجاجة نبيذ وبدأ يشرب ويلعن النساء و يصفهن بكلام غير لائق .

 

خرجت إيميلي تمشي ببطء وحزن ..وقفت عند الباب ثم التفتت الى والدها .. كان شكله مثيرا للشفقة . ثيابه متسخة لم يغيرها من شهر ..
قالت .. أنا احبك يا أبي .. رغم كل شيء ..أنت أبي الذي أحبه ..
كان يدير ظهره لها ولم يكترث بما قالته 
.. مسحت دموعها وعادت الى شقة روز .. كانت روز تنتظر بحماس لتعرف ماذا حدث مع إيميلي ..  وعندما رجعت إيميلي كانت تعابير وجهها حزينة جدا ... فالتزمت الصمت وتركت إيميلي ترتاح .
مر أسبوع .. وعادت إيميلي إلى العمل ..لكن قلبها حزين من أجل والدها ، لقد فهمت أنه لا يستطيع الاهتمام بنفسه بسبب حالته السيئة.
. كانت تشعر بالحزن والغضب تجاهه، بالضافة إلى الشفقة  لأنه كان يعاملها بشكل سيئ،  لم تكن تعرف كيفية التعامل مع هذا الشعور، ولكنها كانت تعرف أنها بحاجة إلى التحدث إلى والدها ، تحب الاطمئنان عليه كل أسبوع  ، ستفعل  ذلك حتى لو طردها من المنزل ورفض رؤيتها    

..

قررت إيميلي أن تتحدث إلى والدها عبر الهاتف،  لم تكن متأكدة مما ستقوله، ولكنها كانت مصممة على إيجاد طريقة للتعامل مع هذا الشعور، وعندما بدأت في الحديث مع والدها، كانت تشعر بالغضب والحزن في نفس الوقت
إيميلي : أبي   هذا رقمي أريد التواصل معك باستمرار ..  
الأب : لماذا تتصلين بي ؟ 
إيميلي حاولت اخفاء غضبها ، وقالت :  لا يوجد قوة في الدنيا تمتعني من التحدث إلى والدي .. أبي الذي أحبه .  أنا فقط أريد أن أخبر أبي الذي يكرهني أنني أحبه ... 
حل صمت مفاجئ على التلفون .. 
على الرغم من ذلك، كانت إيميلي تتحدث بصراحة وصدق،  أخبرت والدها عن الألم الذي سببه لها، و تأثير سلوكه على حياتها،  وكانت تريد منه أن يفهم كيف كان سلوكه يؤثر عليها، وكيف أنه كان يحتاج إلى تغيير سلوكه وتصرفاته ،  ثم قالت  ..: اتمنى فقط أن تتوقف عن الشرب  وتعود كمان كنت قبل ذهاب أمي .. 
أنا لست أمي ولن اتركك ..هذا وعد .

 

كان والد إيميلي مذهولًا من كلامها، لم يكن يدرك أن سلوكه كان يؤثر عليها بتلك الطريقة .. كان يفكر فقط أن يحميها من المجتمع  كان يخاف أن تحب أحدا وتتخلى عنه  كما فعلت أمها... ولكن بعد أن سمع كلامها، بدأ يشعر بالندم على ما فعله وتمنى لو كان قد فكر في ذلك من قبل.  .. حل صمت طويل بين الطرفين على الهاتف ..ثم فجأة أغلق الأب المكالمة .. كانت رد فعل غير متوقعة 
..لأول مرة في حياتها استسلمت إيميلي لليأس  وضعت سماعة الهاتف واجتمع زملاؤها حولها وشاهدو الدموع تنزل من عيونها،   كانت محطمة بشكل حقيقي ، وشعرت ب الخذلان . 
عندما عاد والد إيميلي إلى المنزل في نهاية اليوم،  وجد أن كلمات إيميلي اثرت في عقله أكثر من الكحول .. إنها فعلا تحبه وتتحمل أخلاقه البشعة وتصرفاته الطائشة .. 
اعترف لنفسه أن حياته تحولت لجحيم منذ أن ابتعدت عنه ابنته  . كانت مثل الضوء في هذا المنزل المظلم .
في الأيام التالية، بدأ والد إيميلي في التغيير تدريجيا ، تعلم كيفية التحدث بلطف وكيفية التعامل مع مشاعر الآخرين بحساسية ، وقرر أن يتحدث مع إيميلي ..  فكانت أجمل مفاجئة في حياة إيميلي هي لحظة دخول والدها إلى المطعم الذي تعمل فيه .. عندما شاهدته لم تصدق كيف تغير .. ارتدى  ملابس نظيفة   وحلق شعره الطويل المتشابك .



.. كان مظهره أكبر دليل أن هناك تغييرا قد حدث .. تحدث إليها بطريقة مختلفة تمامًا ،  كان أكثر اهتمامًا بمشاعرها وأصبح يعاملها بلطف واحترام ، بدأت إيميلي تشعر بالراحة والسعادة مع والدها، وأخيرًا شعرت أن لديها أب مثل كل الأطفال
مع الأيام كان الأب  يعتذر دائمًا عن سلوكه السيئ في الماضي وكان يحاول دائمًا تقديم الدعم لها في حياتها
أصبحت إيميلي تشعر بالامتنان والسعادة مع والدها الجديد ، وبدأت تتحدث عن علاقتها مع والدها بصورة إيجابية لأصدقائها وزملائها في العمل، وأصبحت تنظر إلى الماضي بتفاؤل وتحاول النظر إلى المستقبل بإيجابية.
بدأت إيميلي تحقق نجاحًا كبيرًا في حياتها المهنية ، تمكنت من الحصول على ترقية في  وظيفتها الرائعة وأصبحت مشهورة في مجال عملها ،ولكن الأهم بالنسبة لها هو إنها استعادت والدها ...
 

أصبحت إيميلي مصدر إلهام للعديد من الأشخاص بسبب تفاؤلها وإيجابيتها ، بدأت تنشر رسائل إلهام على وسائل التواصل الإجتماعي وتحاول مساعدة الآخرين في تحقيق أهدافهم ،وكانت تدعمهم وتشجعهم على التغيير وتحسين حياتهم.
كان والد إيميلي فخورًا جدًا بما حققته ابنته وكان يشعر بالرضا العميق لأنه تمكن من تغيير سلوكه وأنهى علاقته السيئة مع ابنته،  وأصبح يشاركها السعادة والفخر في حياتها المهنية والشخصية.
 بعد كل ذلك التشتت .. اجتمعت العائلة الصغيرة المكونة من أب وابنته .. وجاء فصل الشتاء مجددا .. ولكن ما يميز هذا الشتاء أنه كان أكثر شتاء دفئا في حيلة إيميلي .. رغم تساقط الثلوج ، والبرد القارس ، والصقيع المنتشر .. رغم كل ذلك كان وجود أب لطيف يحيطها بحضنه  يعطيها دفئا ،واطمئنان .يعوضها عن  طفولتها السيئة .
قرر والد إيميلي أن يتحدث عن تجربته مع ابنته وكيف تمكن من تغيير نفسه والعمل على تحسين علاقته معها،  بدأ ينشر رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي يشجع الآباء والأمهات على التغيير والعمل على تحسين علاقتهم مع أبنائهم…  شرح كيف أن جرح العائلة لا يشفى .. حتى لو انتهى لكن اثره سيبقى ..أنه يرى ذلك البؤس القديم في عيني ابنته كل مرة .

 

أكثر موقف أثر فيه بشدة هو الموقف الأخير الذي حدث يوم عطلة إيميلي ..حيث تقدم أحد زملائها يطلب الزواج منها ..  في تلك اللحظة شعر الأب أن فراقها هذه المرة صعب جدا ..فقد اعتاد على حياتهم الجديدة والجميلة معا .. لكنه يدرك أن هذا اليوم سوف يأتي ..  ابتسم مجاملة وتظاهر بالفرح ..وقلبه يتألم لأن هنالك من سيأخذ منه ابنته .. قال لها : اتمنى لك السعادة من كل قلبي يا ابنتي الجميلة .. 
الدموع المحبوسة في عينيه اختفت حين سمع جواب ابنته على عرض الزواج ،  قالت إيميلي مبتسمة : أنا طفلة أبي حتى إشعار آخر .. أحتاج سنوات عديدة حتى أشبع من أبي اللطيف  ..أجمل أب على الاطلاق ..
ثم ضحك الجميع على كلامها حين قالت : يمكنك التقدم لخطبتي عند بلوغي سن السبعين 
.. ..  
 إيميلي فتاة لطيفة تستحق كل الحب وهذا ما كتبه الأب في كل منشور يكتبه على وسائل التواصل ..

 

كانت رسائل والد إيميلي تلقى تفاعلًا إيجابيًا من الآباء والأمهات في جميع أنحاء العالم،  وبدأوا في تغيير سلوكهم وتحسين علاقاتهم مع أبنائهم،  وكانت إيميلي سعيدة جدًا لأنها أصبحت سببًا في إلهام الآخرين ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم. 
وهكذا انتهت قصة إيميلي ووالدها، حيث أدرك والد إيميلي أنه كان الأب الأكثر سوءًا على الإطلاق، ولكنه تمكن من التغيير والعمل على تحسين علاقته مع ابنته، وأصبح مصدر إلهام للآخرين. وأدرك أن الإنسان قد يمر عليه اشخاص  يتركون انطباع مزعج ..لكن ليس كل البشر اشرار ..

النهاية

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

5

متابعهم

6

مقالات مشابة