الملك و الإبنة الصغيرة ذات المقولة الشهيرة

الملك و الإبنة الصغيرة ذات المقولة الشهيرة

0 reviews

يحكى أنه في قديم الزمان كان يوجد ملك كبير ذو ملك عظيم و لديه ثلاث من البنات و في أحد الليالي أراد الأب أن يعرف مقدار حب بناته له و كم هو يعني بالنيبة لهم . قام الأب بسؤال إبنته الكبرى هل تحبينني يا إبنتي . أجابت البنت الأكبر نعم أحبك يا أبي . فقال الأب إلى أي مدى يبلغ حبك لي يا إبنتي . فقالت الإبنة إني أحبك يا أبي مثل حب السمك للماء.

أخد الأب يفكر في كلام إبنته و قال إنه لا يمكن للسمك أن يعيش بدون الماء فالسمك لو إبتعد عن الماء سيموت . و هذا يعني أني سبب الحياة لإبنتي فأراد الأب أن يكرم تلك الإبنة الكبرى فأعطاها الكثير من المجوهرات و قصر كبير و قطعة أرض كبيرة .

في اليوم التالي كان الأب شارد الذهن قليلا فأتت إبنته الوسطى فسألته ما بك يا أبي قال لها إني أفكر في مقدار حبك لي يا إبنتي ، أجابته إبنته الوسطى إني أحبك يا أبي كحب الطير للسماء ، فضحك الأب من تلك الإجابة و أخذ يتفكر فيها و في مغزاها ، فالطير لا يمكن له أن يستغني عن السماء فالسماء بالنسبة له حياته و مصدر رزقه و قوته و لولا السماء لما طار الطير . إذا فتلك الإبنة الوسطى تحبني حبا كبيرا فأعطاها الأب المجوهرات و منحها قصر كبير و قطعة من الأرض .

ذهب الأب إلى إبنته الصغرى فقال لها يا إبنتي يا حبيبتي أريد أن أسألك سؤالا ، فقالت له نعم يا أبي ، قال هل تحبينني ، قالتأنت حبيبي يا أبي ، فقال لها الأب ما مقدار حبك لي ، قالت الفتاة الصغيرة إني أحبك يا أبي مثل حب الملح للطعام . ذهل الأب من تلك الإجابة و ظن أنها تحتقره فهل هي تشبهني بالطعام و بذرات الملح ما تلك الإبنة التي لا تعرف قدر أبيها و لا تحبه ؟

فما كان من الأب إلا استشاط غضبا و أمر بطردها من القصر لأنها لا تحبه.

تركت الإبنة الصغرى القصر الكبير الواسع و تاهت في الطرقات و الأزقة تهيم على وجهها و تلقفها رعاع الناس كل يريد أن ينهش منها شيئا فكأنهم ذئاب إجتمعوا على قطعة من اللحم ، فمنهم من يريد أن يقوم بإسترقاقها لتكون عبدة له و منهم من يريد أن يخطفها و يبيعها في سوق العبيد ، لم تجد الفتاة مأوى و لا طعام و لا ماء و ياتت شريدة لقيطة ، حتى رٱها و حن لها أحد و ٱواها في بيته و طلب يدها للزواج و تزوجته الفتاة إبنة الملك و عاشا معا فترة من الزمن .

نسى الملك إبنته الصغرى و بعد فترة من الزمان خرج في رحلة صيد و أخد يطارد غزالا و إنهمك في المطاردة حتى إبتعد عن حراسه و غاب عن ناظرهم و جن عليه الليل فإلتفت الملك خلفه فلم يجد أحد و بدأ صوت الذئاب في العويل و الإتفاع و بعد أن كان الصياد أصبح الطريدة ، فما كان من الملك إلا أن أخد يبحث عن مأوى يقضي فيه الليل فوجد من بعيد نار تنبعث من أمام كوخ و المدفأة يعلوها الذخان فتوجه الملك إلى الكوخ الصغير.

قرع الملك الباب فأجابه صاحب الكوخ ، من بالباب ، قال الملك أنا عابر سبيل أريد أن أبيت عندك الليلة ، فلو قال الملك أنا الملك لن يصدقه صاحب الكوخ لأنه بدون حرس و لا ركاب ، فتح الرجل الطيب باب كوخه و إستضاف الغريب و طلب الرجل الطيب من زوجته أن تعد الطعام لهذا الغريب عابر السبيل ، قال الغريب للرجل أنه الملك و بدأ يحكي له قصته مع الغزالة و كيف إبتعد عن حراسه و ٱل به المٱل إلى هذا الكوخ ، شمعت الفتاة في المطبخ هذا الصوت ، و إرتجف قلبها ، إنه صوت مألوف ، إنه صوت يشعرها بالحنين و بالدفئ و بالوطن ، إنه صوت أبيها الملك ، تمالكت شالفتاة نفسها و قامت بتقديم الطعام دون أن يرى الملك وجهها .

بدأ الملك في أكل الطعام بنهم لأنه لم يأكل منذ المطاردة و قد أنهكه التعب ، و عندما بدأ توقف الملك عن الأكل و قال لصاحب الكوخ ماهذا الطعام بدون ملح ألا تعلمون أن الملح مهم للطعام . و بمجرد أن قال الملك تلك الكلمات حتى تذكر إبنته الصغرى التي قالت له نفس تلك الكلمات و طردها من قصره ، فبكى و أجهش بالبكاءو حكى قصته لصاحب الكوخ و أنه نادم على ما فعله بإبنته و أنه لم يعي مقولتها إلا الٱن . خرجت الإبنة الصغرى من المطبخ و إحتضنت أباها و تعانقا طويلا و عادت هي و زوجها إلى قصر أبيها الذي أكرمها و عوضها عما عانته و قاسته.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة