انتقام الجن فى بيت الهجان (قصه حقيقيه رواها المعالجون)
الانس والجن. الخير والشر. خط رفيع قوي بين كل اتنين.
وبرغم ده كل كلمة بتشير لعالم تاني مختلف لكن انك تبقى عايش بين الاتنين ممكن ده يحصل? طب خليني اقول لك ان ممكن يحصل وهتشوف اللي عمرك ما تتخيل انه يحصل. حتى لو في اسوأ الكوابيس انا الشيخ امين عمري فوق السبعين سنة. فالاصل كنت صاحب محل عطارة ورثته عن ابويا الشيخ محمد العطار. وكمان ورثت عنه الاهم من كده. الموهبة. مش اي موهبة. مش موهبة غناء ولا تمثيل ولا لا لا لا موهبة العلاج الروحاني.
ابويا الله يرحمه كان شيخ من مشايخ الصوفية الكبار. علمني ودربني واداني عهد الامان مع الجن. وياما عالجت ناس واتغيرت حياة ناس بسبب دي يعني وكنت سبب مش اكتر وعلى الله التساهيل والشفاءطبعا. لان الشفاء بايد ربنا. احنا مجرد اسباب يا ابني.
مريت بحكايات كتيرة اوي بس خليني آآ احكي لكم على طول كده حكاية. لاول حالة اعالجها لوحدي ودي حصلت تحديدا بعد موت ابويا. وقتها كان عمري في اول العشرينات وخبرتي قليلة جدا. لكني كنت مغرور صدقت نفسي وفاكر نفسي حاجة كبيرة قوي وما فيش زيي. كان اتصال تليفوني من شخص اسمه عابد.
عابدكان شغال غفير على معبد من المعابد الفرعونية في قرية تابعة للمحافظة في اقصى الصعيد. اول لما فتحت المكالمة سمعت عابد بيصرخ وبيقول لي الحقني يا شيخ امين. البداية اتهد ويتضرب على نفوخنا. وبعدها صويت وص وعويل مخيف واصوات ناس بتزعق وناس بتتخانق كل ده كان بيحصل في خلفية المكالمة ولما سألت عابد عن ايه اللي بيحصل قال لي وهو مرتبك انه مش هينفع في التليفون هيحكي لي ايه ولا ايه كل يوم في مصيبة غير
وطلب مني اروح واشوف بنفسي وانا هقيم عنده لان هو عايش لوحده بالمناسبة فكرت شوية ومن غير ما اسأل عن تفاصيل قلت له حاضر يا عابد انا جاي. ومن هنا بدأت الحكاية العجيبة اللي حصلت فى بيت الهجان. وهحكيها لكم وانا نيتي فيها نية واحدة بس. العبرة. لعلها فعلا تكون عبرة. لكل واحد يعتبر او حتى لا يعتبر.
تاني يوم وصلت محطة القطر وخدت عربية مشيت بي فوق الساعة ونص لحد ما وصلت لمكان صحرا وفيه جبل عالي. ونزلت لقيت عابد مستنيني على الطريق. قلت له انتم طريقكم بعيد قوي. رحب بي وخدني ورحنا على بيت شعبان الهجان. بيت الهجان كان قريب من المعبد الفرعوني اللي عابد شغال غفير عليه من ناحية. ومن الناحية التانية جبلية عالية. وحواليها صحرا واسعة ما لهاش اخر. هيبة او رهبة زي ما بيقولوا كده المكان له هبة كبيرة.
البيت كان له سور عالي وباب خشب من الابواب التقيلة القديمة بتاعة زمان المحملة. عابد وقف الباب وخبط عالي. والباب اتفتح وظهر من وراه شعبان. راجل طويل بشرته سمرا شكله كده اول الخمسينات تقريبا. كان لابس جلابية وباين عليه التعب الشديد ارهاق شنيع. شعبان رحب بنا ودخلنا البيت عبارة عن مجموعة اوض جنب بعضها مبنيين على حتة ارض واسعة وفي حوش كبير في وسط الاوض. وفي قاعدة فيها كنب بلدي ومتعرشة بفروع الشجر عشان تحمي اللي قاعد من حرارة الشمس. دخلنا قعدنا في حوش البيت وبدأنا نتكلم واتعمل لي الشاي الصعيدي التمام. وشعبان بدأ يحكي وقال لي شرفتنا يا شيخ امين. عابد كلمني كتير عنك وعن والدك الله يرحمه. وقال انك وارث العلم بتاعه. انا هحكي لك كل اللي بيحصل بالظبط. مع ان انت صغير بس بيقولوا انك شديد انا اصلا من النوبه. وبقالي سنين طويلة عايش هنا في القرية بحكم شغلي. واشتغلت في القاهرة كتير وسافرت هنا وسافرت هنا حتى تلاقي لكنتي ولهجتي عادية. مخلطة. انا بشتغل صول في سلاح الهجانة. متجوز وعندي خمسه تلات بنات وولدين.
الدنيا كانت هادية وعايشين وراضيين. لكن فجأة البيت بدأ حاله يتقلب. العيال بيجي لهم تشنجات وبيحصل لهم حوادث. وبتقوم حرايق في البيت من غير سبب. والواد والبيت الصغيرين بيجي لهم حمى شديدة يوم ويعدي يوم ورا التاني وتيجي تاني. ولا نافع معهم لا علاج ولا مستشفيات. من حوالي كام يوم البت الصغيرة سخنت فحرارتها كانت بتزيد زي ما تكون قاعدة على وابور جاز. حرارتها عمالة تزيد تزيد تزيد. وغابت عن الدنيا امها صوتت وقلنا ماتت.
وما فيش ساعة والحرارة نزلت وقامت وطابت وطلبت تشرب وتاكل ولا كأن حصل لها ايتها حاجة. بس كنا قلوبنا اتفطرت عليها من الزعل. وامها كانت هتموت من الحزن. ده غير ان العيال الكبار اوقات بيقعوا وقعات جامدة. اللي يتكسر له دراع واللي يتكسر له رجل واللي تتفتح راسه. واللي يتخرس له كم ساعة. واللي لسانه يتعقد ويتفك لوحديه. واللي يقع مغمى عليه في الحمام واللي يفضل يصوت بدون سبب. واللي يفضل يتنطط زي ما يكون متكهرب. والفزع يملا وش العيال. كانهم شايفين عفاريت قدامهم. واول ما يهدوا يروحوا في نوم عميق. ويصحى ناسي كل حاجة حصلت. صدقني يا ولدي.
احنا بقلنا سنة ما عداش علينا يوم عدل من غير ما يحصل فيه مصيبة. الكوارث زي ما يكونوا بيسلمونا لبعض من مصيبة للتانية. وقبل ما نفوق منها تكون التانية حصلت. قلنا حسد ولا عمار البيت زعلانين? يمكن. شددت على العيال وامهم انهم يقيمو الصلاة في موعدها وما بيفوتوش فرض ابدا. وبقينا نجيب شيوخ يختموا القرآن هنا في البيت. ونجيب ناس ويبقوا يقعدوا في المندرة. وكمان كل ما نسمع عن معالج او شيخ من اهل الخطوة. زي ما بنقول عليهم في البلد. كن نبعت نجيبه لكن الامور تهدى يوم تاني تالت وترجع اسوأ من الاول. كان اول ما حد فينا عينه بس تغمض نبدأ نسمع خبط ورزع عالي زي الطبل. وصرخ ناس كتير عيال صغيرة على ستات على رجالة وكانهم في جهنم والعياذ بالله.
اليوم اللي يعدي حلو نشوف كوابيس تكمل علينا واحنا نايمين. لحد ما عابد شاف الحزن هيموتني. وقال لي اني ما اقلقش. وقال لي اهون على نفسي. وقال لي انه يعرف واحد معالج كويس. وبيتقي ربنا. وطلب مني اني انك تيجي. وافقت. يا رب يا رب تخلصنا من اللي احنا فيه يا شيخ امين.
خلص شعبان كلامه وطلبت منه ادخله كده ابص على اوض البيت. وبالفعل بدأت ادخل آآ اوضة اوضة واحدة ورا التانية انا وشعبان ومسيطر علي زهول. مستغرب ازاي اهل البيت دول عايشين بعد اللي سمعته ده كله. لما خلصت طلبت من شعبان يجمع كل اهل بيته ورحنا كلنا وقعدنا في الحوش وشعبان بص لي وقال لي خير يا شيخ امين. ما لك? شفت ايه ولا لقيت ايه فضلت باصص في الارض شوية وبعدين بصيت له وقلت له هو البيت مش كويس خالص يا عم شعبان? ايه اللي انت عملته لما عليكم كل الجن والعفاريت دول? ده ما فيش ركن في البيت واحد كده ما فيهوش جن. تقصد عمار المكان يعني عمار المكان ما يعملوش كده ابدا. عمار المكان يعني اخرهم يعاكسوا. مش اكتر من كده. مشاغبات خفيفة. انما اللي انا شفتهم دول شياطين مطاريد الجن. مؤذيين. هوام الجن. موكلين بالهلاك من شكلهم واضح ان هم عندهم حالة غضب شديدة. والغضب ده اكيد انت تعرف سببه. شعبان كان هيقع من طوله من اللي سمعه من خوفه على عياله ومراته. قعدت مع مرات شعبان الست بخيتة وهي ست طيبة في اواخر الاربعينات سألتها بتشوف اي حاجة مش طبيعية في احلامها بكت شوية وبعد كده تمسكت واتكلمت وقالت انا كل احلامي بشوف فيها خوف ورعب وفزع هو احنا بنعرف ننام ولا بيغمض لنا جفن يا شيخ ده انا بقيت خايف اخرج من البيت ما ارجعش تاني حساني لو خرجت هتطلع وهموت. كنت ببعت البنتين الكبار يعملوا مشاوير بدالي. وبعد شوية بقوا يرفضوا هم كمان يخرجوا. وكانوا بيقولوا له هنتخطف. والرعب ما لهم يا شيخ.
وخلصت الست بخيتة كلامها وقامت لانها كانت محتاجة ترتاح. كلهم كلهم كلهم باين عليهم تعب رهيب. ده غير الرعب اللي مالي الوشوش. بالبلدي كده متلبشين. واللي بيحكوه مش طبيعي. انا عارف ان حتى لو في حد عامل لهم عمل ما كانش الوضع هيبقى بالسوء وبالطريقة اللي انا شايفها دي.
البنتين الكبار لما كلمتهم ما كانوش مستحين خالص وعرفت منهم ان هم كانوا مخطوبين وكل حاجة كانت ماشية تمام. لكن بدون سبب قلبوا على خطابهم بعد ما كانوا قربوا يتجوزوا. وقرروا الاتنين يفسخوا الخطوبة واحدة ورا التانية بينهم وقت. وفي الوقت دخل عم شعبان ده في الوقت ده واتكلم وقال كل ما كنت احاول اتكلم معهم في موضوع فسخ الخطوبة ده يصرخوا ويتشنجوا ويتحولوا. كانهم جن. واحسوا ان هم مش بناتي. لحد ما العرسان طفشوا. طفشوا بعد اللي سمعوه عن البيت لان هم كانوا متمسكين بالبنات. ما حدش يقدر يلومهم يا ابني. وهم قالوا يا روح ما بعدك روح. ونفدوا ب جلدهم. وراحوا لحالهم.
بعد كلامي مع شعبان ومع اهل بيته. فضلت قاعد تلات ايام بنام عند عابد ومع طلوع الفجر وكنت بصحى اصلي الفجر انا وعابد وهو يروح شغله وانا اروح على بيت شعبان. اللي اخد اجازة من شغله عشان يبقى موجود. كنت بروح اقعد في حوش البيت وافضل اقرأ قرآن واذكار لحد في رابع يوم كنت رايح بيت الهجان الصبح واول ما وصلت سمعت صوت شديد. جريت دخل لقيت الوضع صعب والبيت مقلوب وفيه هرج ومرض. الست بخيتة كانت مرعوبة جدا ومش قادرة تسيطر على اعصابها. حسيت بوجود شيء شر مش قادر اشوفه. قرأت المعوذتين واية الكرسي. وقلت احلف عليكم بالله وباليوم الاخر الا تبدوا لنا ولا تؤذوننا. وفضلت اقرا قرآن وادعية لحد ما الست بخيتة هديت وده ما كنش بالساهل. قعدت معي هي والعيال في حوش البيت وقالت انا متعودة اصحى الصبح بدري فجر عشان متعودة اخبز كل يوم بيوم والعيش طازج للفطار والغداء.
والنهاردة لما صحيت الصبح ولسه هبدأ اجيب الخشب والقش عشان اولع الفرن لقيت كلب اسود شكله غريب واقف جنب الفرن. كنت وقتها رايحة ناحية الفرن لكن كنت شايفة كأن فيه دخنة جاية قريب من الفرن. قلت في بالي يمكن تراب ولا عفرة?
بس هييجي مني
لا الدنيا صيف وما فيش هوا. وكل ما كنت اقرب من الفرن كانت الشوفان يبقى اوضح. لقيت كلب ضخم واقف قدامي. وكل ما خطي خطوة ناحيته الاقي جسمه يكبر. ويعلى اكتر واكتر. عينيه ما كنتش موجودة. لكن كنت حاسة انه باصص لي وشايفني. كان بيحرك راسه في كل اتجاه يرجع يبص لي وما اعرفش ازاي كان شايفني وهو من غير عنين. بعد شوية لقيت نفسي بقرب من الكلب اكثرر بدل ما اجري. وكل ما اخطي خطوة لورا الاقيني بخطيها لقدام. ولما قربت شفت اثر حروق على جسمي. واماكن كتير من فروته كانت متقطعة ومسلوخة. رميت القش والخشب اللي كله في ايدي وجريت على اوضة لقيت شعبان قاعد على سجادة الصلاة بيسبح بعد ما خلص صلاة الفجر. دخلت عليه وانا بتنفض وقلت له الحقني يا شعبان. قام شعبان يجري معي يشوف فيه ايه ما لقاش حاجة. سابني ودخل جوة وهو بيزعق لي وقال لي انت باين لك اتجننتي يا بخيتة. حلفت له اني مش بخرف.
شوح لي بايده وقال لي ارحمينا من اللي احنا فيه ومشي عشان يلحق يروح الشغل. لما النهار طلع والعيال صحيت اتشجعت. قلت اروح اخبز. كنت كل ما بحاول احط القش والخشب في الفرن عشان اولعها وكنت بحس بالرعب بينهش في قلبي وجتتي. كان انا اللي بتحرق مش القش. جيت على نفسي وولعت النار وشمت حركة في الفرن ببص فيه ايه لقيت كلب لقيت الكلب المحروق قاعد جوة الفرن وعينيه بتطق شرار. وفاتح بوقه على الاخر ونيابه كانت اطول من الاول. نط وهجم علي من جوة الفرن وده السبب اللي خلاني وجيت. ما حستش بحاجة يا دوب العيال فوجوني قبل وصولك على طول. وشعبان بعتوا جابوه من الشغل.
الست بخيتة خلصت كلامها وانا حسيت بخنقة. خنقة بسبب العجز اللي مسيطر علي وشالل تفكيري. فطبعا اه طبعا دي كانت اول حالة احاول لوحدي بالمناسبة. مش عارف قلت لكم ده ولا لأ. والمرات اللي فاتت كان ابويا الشيخ محمد هو اللي بيعالج وانا كنت بس مساعد وباتعلم.
خرجت من بيت شعبان ورحت اتمشى في البلد وانا باكلم نفسي. وباقول انا عملت كده كل اللي اعرفه. وكل اللي اتعلمته وكل اللي اقدر عليه. وما فيش نتيجة. الموضوع مش على قد ذكر وقرأه. اهل البيت نفسهم مواظبين على الصلاة. ده البيت اتختم فيه القرآن كتير. وما فيش حاجة بتنفع. كانت دايما بخيتة هي اللي عندها اساس كنت حاسس ان الهدف ان هم يأذوها في عيالها.
بالليل كنت قاعد مع عابد في بيته لقيت شعبان جه وسلم علي وقال لي بمنتهى الزوق.
انت حاولت كتير يا ابني. لكن زيك زي باقي اللي جم. ما حدش قادر يوصل لحاجة. وانا مش عاوز اعطلك اكتر من كده بقى لك فترة قاعد عند عابد وهو برضه ظروفه على قده. ومش عاوز اكون السبب في حمل عليه. هو ملوش ذنب. كلامه يا ابني هزني من جوة. وحسيت بالعجز والاحراج. وقلت الله يرحمك يا ابا. لو كنت موجود ما كنش كل ده حصل. ما قلتش انا بجد حاولت كل اللي اقدر عليه لكن انا مش عارف اوصل للسبب. مش عارف اعرف ايه سببه. كل اللي بيحصل لكم ده. معلش. طول بالك واديني بس مهلة اسبوع. ولو ما حصلش حاجة هامشي واسيبكم. خلاص. ما اكدبش عليكم كنت حاسس بالهزيمة. وخصوصا ان انا اول مرة احاول اعالج مشكلة لوحدي وكنت يعني واثق في نفسي ومصدق نفسي قوي. بس الموقف صعب. ولو ما قدرتش فعلا اوصل لحاجة في خلال اسبوع يبقى الله غالب. وما باليد حيلة. وهمشي وكفاية علي بقى الموضوع ده ومش مش فيه اصلا ولا روحاني ولا غيره. لان كده في اول موقف اتحطيت فيه لوحدي فشلت.
عرفت ليه انا حكيت لكم القصة دي بالذات. لانها كانت الفيصل بين اني هكمل ولا لأ? مشيت من عند وخرجت اتمشى في المكان وانا بفكر ودماغي مطحونة افكار. هساعد ازاي شعبان وعيلته? قررت وقتها ان انا اعمل محاولة اخيرة واعمل زي ما كان والدي بيعمل واحاول استدعي الجن اللي عايش هناك في البيت نزلت المركز اشتريت بخور معين ابويا ما عرفهولي ومواد خاصة كده بنستعملها ورجعت لبيت شعبان دخلت وقعدت في حوش البيت لوحدي بالليل وكان اهل البيت جوة وطلبت منهم ما حدش يخرج من اوضته مهما حصل. مهما سمعتوا مهما اي حاجة حصلت ما حدش يطلع. ولعت البخور وقلت اقسم عليكم بهيبة القهار العزيز الجبار. الذي كسى المصطفين الاخيار من خلقه نورا. اقسمت عليكم بقوة انهم من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلو علي واتوني مسلمين مسلمين مسلمين. اقسمت عليكم يا بني الدهانشة والقفاطشة والخواطفة والمشترقين السمع من افق السماء والغواصين تحت الثرى. وسكان البراري والقصار والكعوف والتلال ورؤ الجبال. من كان منكم اعجميا او عربيا فاني اطلت عليكم بعزتي اجيبوا دعوتي واحضروا مجلسي هذا يا سكان هذا الدار. يا سكان هذا الدار يا سكان هذا الدار. اقسم عليكم هيبة الذي كسى المصطفين الاخيار من خلقه نورا. اقسمت عليكم بقوة.
انا حسيت بسخونة شديدة. وتجسد من الفراغ شيء مخلوق او مخلوقة. وبتقول دعوتنا للحضور الى الجنة. من انت?
وفي من ظلمتنا اتكلمت معها. وعرفتني على نفسها واسمها بالمناسبة ليلى. والغريب انها عارفة والدي الله يرحمه. وقالت انه معروف في العالم بتاعهم. وما كانش حد بيجرؤ امره ابدا. وعشان انا ابنه واكراما له واكراما للعلاقة الطيبة بينهم وبين والدي. هي حضرت دونا عن الباقيين اللي كانوا بيستهزؤوا بي وشايفين اني ما استحقش حضورهم. خليني احكي لكم هي قالت لي ايه قالت لي ان بخيتة كانت مولعة النار على زيت والزيت بيغلي. ورايحة تغسل البطاطس على الطرمبة والزيت غلي جامد. وكان فيه قطة فوق السقف بتاع المطبخ بتجري وتنبش فيه زي القطط العادية. والسقف بتاع المطبخ معمول من الخوص والغاب. وقع في الزيت قش وتراب. جت شافت الزيت مليان قش وتراب راحت شايلة الطاسة ورمت الزيت المغلي في الحمام. وبسببها اتحرق عيال الست. ده غير عيالي في ناس كتير كمان اتحرقت مننا بتكمل وبتقول لي ان بخيتة كان قدامها الصحرا واسعة كانت ممكن ترمي الزيت في الرمل. ولا كانت سابته لما يبرد وبعدين ترميه في الحمام لو هي مصممة انها ترميه فيه. لكن هي بدون رحمة ولا ذرة شفقة شوهت عيالي. دخلت بيتنا وحرقتنا كملت ليلى كلامها وبدأ شكلها يتغير وبدأ يبان وشها فعلا انه محروق حروق شديدة. ولحم وشها بدأ يقع على الارض وتحول وشها لاشبه بالعضم. وقالت لي شايف شكلي عامل ازاي? انا بس حبيت اوريك هي عملت ايه في ولادي وشوهتهم ازاي. وشوهتني انا كمان ازاي. طيب انا شايف ان انتم اذيتوهم بما فيه الكفاية. كفاية بقى لحد كده. نرجع تاني نعيش في سلام. انتم في حالكم وهم في حالها قالت لي بكل غضب. في اللحظة دي انا بدأت احس بحضور قوي جدا في المكانة. وطاقة غريبة من الغضب ملت المكان. وعرفت ان دول الجن اللي اتاذوا من الزيت المغلي هم صحيح تقريبا ما ماتش منهم كتير. لكن اللي مات مات واللي هيعيش هيعيش مشوه. كنت باحاول احتوي الموقف باي طريقة لان انا عارف ان هم اصحاب حق. وبالبلدي كده لهم تار عند بخيتة. ومش هيسيبوا تارهم. قلت لها طيب ايه التطرديةاللي تتعمل اللي انت عاوزاها? ايه المطلوب يتعمل للتكفير عن اللي حصل? بتسلسلونا وتحرقونا ومش بتتهاونوا معنا مننا انا اخ او بدون قصد ما فيش عندكم عفو ولا سماح كل مرة بشوف ولادي بيقللوا بسبب التشوه اللي فضل معاهم ولا زال قبل ما يموتوا ما تجبش كلهم ماتوا بس في مات منهم واللي عايش منهم كل ما تشوفه مشوه قلبك يتعب . كده تسامحه انت اكرم مننا. انا باطلب منك تكوني اكرم مننا. وتسامحي. انا باترجاكي. صدقيني باترجاكي
