المنزل المسكون (قصة حقيقية واقعية )

المنزل المسكون (قصة حقيقية واقعية )

0 التقيمات

قالت احدى السيدات الفلسطينيات…

كانت الحرب قائمة وكانت الصواريخ والطائرات فوق رؤوسنا كنا في غاية الخوف والرعب …ولكن خوفنا لم يكن لاننا كباقي الناس من حولنا …فقد كان لنا قريب يسكن في نفس بنايتنا وكان هذا القريب ذو شأن عظيم في الجهاد ضد الاحتلال …وانه كان مطلوبا لهم وفي مرة حاولو اغتياله ولكنهم فشلو واصابوه اصابة طفيفة …كنت اخشى على صغاري فهم لا زالو اطفال …كنا نعيش الرعب في كل ليلة وننتظر دورنا …الي ان طالبونا الاحتلال بمغادرة البناية لانهم يريدون تدميرها ….لم يحددو يوما او ساعة …ولم يكن لدينا الوقت الكافي لنجد مكانا آخر …ولكن نفس ذلك القريب المطلوب …ارشدنا  الى بيت احد اصدقائه المهاجرين فقد كان خالي لعدة سنوات وذهبنا نحن نقطن فيه الى ان ينتهي التهديد الذي يحاصرنا …نظفت المنزل من الغبار …المنزل كان حرفيا مثل فيلا …كان كبيرا واسعا جميلا ومؤثثا بأفضل الاثاث …تساءلت كيف لهم ان يهجرو مثل هذا المنزل الواسع الرائع ….انهيت عملي واطعمت صغاري واستلقيت منهكة من التعب ….لم اشعر بالوقت ابدا ولم اعلم بأن الظلام قد حل ….ولكنه حل بالفعل و زوجي لم يعد حتى الان ….تجولت بالمنزل الواسع ولفت انتباهي غرفتان مغلقتان طلبا منا اصحاب البيت عدم العبث بها و لكن كان المفتاح داخل الباب …اي ان بامكاني الدخول ومشاهدتها دون العبث بأغراضها ..وما ان نظرت شعرت بتأنيب الضمير بالرغم انه لم يكن هنا شيء عدا الاثاث المكوم فوق بعضه البعض …اغلقت الباب كي لا يدخلو اطفالي ويفسدو مقتنيات الناس …بعد وقت عاد زوجي وفتحت له بالحال …كانت ليلة هادئة ومضت بسلام …سالني زوجي لما لم افتح الباب له حين عودته قبل ساعات …اخبرته بأنني كنت نائمة ولم اشعر بشيء …لم يهتم كثيرا وانا ايضا لم اهتم …مضى على وجودنا ثلاثة ايام تقريبا ولم يتعرض منزلنا للدمار ولم نستطع العودة اليه لان الحرب ما زالت قائمة …كنت في غياب زوجي عن المنزل التزم بغرفة واحدة ولا اغادرها …ولكن  كنت اسمع اصوات من الغرف الاخرى …اذهب واقوم بجولة سريعة فقد كان بيتا كبيرا به ستة غرف تقريبا وثلاث حمامات وصالون كبير وواسع …تكرر الامر كثيرا فقط اصوات تدب بالبيت ولكن لا ارى شيئا …صارحت زوجي حينما عاد…ولكنه اخبرني بان هذا الشيء طبيعي جدا فنحن في برج سكني والبيوت متجاورة ومن الطبيعي ان اشعر بان الاصوات داخل البيت وليس خارجها …كنت افقد الاشياء ولا اجدها في مكانها …احيانا اسمع صوت الموقد قد اشعل فاذهب واجده مطفئا …كان الامر مرهقا بالفعل ….نام اطفالي الصغار وكي لا ارتعب لاني زوجي تاخر بالعمل …نمت الي جانبهم ….لا ادري كم مضى علي من النوم …ولكن حينما استيقظت كان الباب الخارجي يطرق بالة حادة ….ركضت حينما تأكدت انه زوجي وفتحت له الباب ….اخذ يصرخ علي فقد مضى على وقوفه بالخارج قرابة الساعتين وهو يحاول ايقاظي والاتصال بي وانا لا اجيب …اعتدت على مبالغات زوجي لذا لم اناقشه كثيرا واعتذرت منه وانتهى الامر ….ولكنه تكرر في نفس الليلة التالية وحينما استيقظت كاد ان يتهجم علي ويضربني …اقسمت له بانني لم اسمعه ولكنه لم يصدقني وامسك بهاتفي و رن عليه فصدح صوته عاليا مزعجا واراني كم مرة حاول الاتصال بي وكانت تقريبا خمس وثلاثون مرة ….انا لم اسمع شيئا ابدا …مستحيل ان لا اسمع طرقات الباب الحادة او رنين الهاتف الذي لا يفارقني ابدا ….بصعوبه نلت رضا زوجي وجعلته يصدقني ويصفح عني …والليلة التي بعدها ولاني زوجي دائما يتأخر …وضعت فراشا خلف الباب مباشرة ونمت وانا واثقة بأني هذه المرة سوف استيقظ …ولكن ولصدمتي لم استيقظ الا بعد ساعات من طرقه الباب ورنينه على الهاتف ….كان الامر غريبا مريبا …لم اكن اعرف هل اكون نائمة ام ميتة ….ماذا اصابني لم لا اسمع ولا اشعر …ما الذي يحدث معي ….قال زوجي بأنه سيبقى هذه الليلة ولن يذهب للعمل …وجلسنا انا وهو ولم يحدث شيء انتظرنا وترقبنا ولم نخلد الي النوم …ولكن الوضع كان طبيعيا جدا …الي ان بدأت اصوات تصدر …ضحكات ….همسات …سير أقدام ….نظرت الي زوجي لاتأكد ان كان يسمع مثلي …طلب مني البقاء فوق السرير وذهب ليستكشف الامر ، انا كنت مرتعبة ولم اتحرك من مكاني ….وراح زوجي يتفقد المنزل …كان هناك صوتا ينادي زوجي باسمه …الصوت كان بشريا هامسا انثويا ناعم ولطيف …بقيت في مكاني مترقبة ….كان الصوت واضحا جدا وقريبا جدا وتمنيت لو زوجي يعود الي جانبي فورا …ولكنه تاخر بالعودة …اردت ان اعرف مع من يتحدث من الصوت الذي يناديه ….ولكنه اتى الي غاضبا متذمرا …وهمس بشدة …لماذا تناديني ماذا تريدين …..اجبته بدهشة لم افعل لم اناديك ابدا ….عبس مستغربا وانا مت رعبا اذ ان الصوت نادى مجددا واتى تماما من جانبي من الفراش ونادى باسم زوجي مرارا وتكرارا ….انتقلنا الي غرفة اطفالنا بسرعة وبقينا جانبهم الي ان طلع النهار …لملمت اغراضي واخبرت زوجي سأذهب لبيتي وانام به فأنا افضل الموت شهيدة من قصف على ان اموت مرتعبة من عفاريت الجن …و قالت المرأة لم اهتم حينها بالصواريخ والطائرات من فوقي كل ما يهمني هو الذهاب الي بيتي والابتعاد عن هذا المنزل المسكون …الحمد لله بيتي لم يقصف وانتهت الحرب ونسيتها ولكن ذلك الصوت لم انساه ابدا فما زال صداه يتردد في اذني و يدب الرعب قلبي .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

8

متابعهم

3

مقالات مشابة