مذكرات آدم المصري: بلا هوية - حلقة ٥

مذكرات آدم المصري: بلا هوية - حلقة ٥

0 reviews

= كفاية كدة النهاردة
- كفاية؟
= اه كفاية .. إيه؟! الساعة دلوقتي ٤ الفجر و أنا عمري ما سهرت في العيادة للوقت ده .... عايزنا نبات هنا و لا إيه!
- انتا متجوز؟
= اشمعنة يعني؟!
- مجرد سؤال
= لأ
- ماشي
= معادنا زي النهاردة الأسبوع الجاي
- اتفقنا
______________________________________

و دي كانت أول جلسة ليا عند الدكتور موسي ....
و أنا نازل بصيت علي الباب اللي الست العجوزة كانت واقفة عنده و عمالة تبصلي ..
سرحت لثواني و بعدها ..
مشيت ..
فضلت ماشي ماشي ماشي .. لحد ما لقيت نفسي علي البحر ....
وقفت شوية و أخدت نفس طويل ..
و طلعته مرة واحدة ..
حسيت إن في حاجات كتير خرجت و بتخرج مع كل نفس باخده، لكن ....
لكن مش برتاح ..
ده معناه إن اللي جوايا أكتر و أكبر بكتير ....
فضلت ماشي لحد ما وصلت ناحية القلعة ..
قعدت شوية و كان قريب مني راجل كبير قاعد بعربية حمص الشام و صوت الست طالع من سماعة صغيرة جنب العربية و هي بتغني "انت عمري" ....
سرحت بعيد و قلت لنفسي جايز صوتي يوم يوصل، و لو موصلش و فضلت وحيد مش هندم عشان من قلبي حبيتها و عمري في لحظة ما نسيتها
يمكن مع شمس اليوم جديد ألاقيها حست ..
نزلت ع الشط و كان ضوء القمر مع المية و المراكب الصغيرة حواليا جميل أوي ..
بس يا خسارة و إيه الفايدة! ....
و لا مليون منظر جميل ينفعوا قصاد قلب موجوع ونفس ضايعة وحزن حالف ما يمشي مـن حياتي و رغم كدة ....
هقول ده نصيبي و هقول كمان إن حظي قليل في الدنيا ..
مين عارف ربنا كاتب إيه؟!
لعله خير ....
رغم كمية الرعـب و الخـوف و الرعشـة اللي بتموتني كل 
كل ما بتخيل إن اللي حبيتها ....
مطلعتش بني آدمة ....
______________________________________

محستش بنفسي رجعت اللوكاندة امتي؟ و لا نمت امتي؟
المهم اني لما صحيت كانت الساعة حوالي ٨ بالليل ..
أحلي حاجة من يوم ما جيت هنا .. إن محدش بيقلقني أبداً .. بخرج و برجع ألاقي كل حاجة مترتبة و متظبطة بكل هدوء .. الناس هنا تحس إنهم من الزمن الجميل اللي مش ممكن يرجع تاني أبداً .... آخر الناس الطيبين فعلاً هنا .. و الله لما ببص لواحد منهم بحس بالشفقة و إني صعبان عليهم .... بشوف في عيونهم أسئلة كتير عني، بس مش بدي فرصة لحد يقرب مني و يسألني ....
أفتكر زمان كانت العقلية و العواطف أسهل من دلوقتي ....
يا تري مين السبب؟
يا تري أنه أحسن؟
زمان ..
و لا دلوقتي ....
ايه عملتي فيا كدة؟ ليه؟
أنا ازاي حبيتك كدة؟
رغم إنك ما تتحبيش أصلاً
شايفك في أجمل صورة
شايلك جوة القلب و العين و الذاكرة
نهيت كل حاجة و مسحت كل شخص عرفته في حياتي عشانك
كل ده و مش لاقي وصف واحد يوصف الإحساس ده ....
لا في أرض و لا في سما ..
انتي هي انتي
انتي القمر و الشمس و الهوا و المية ....
أنا اقتنعت و اتأكدت و أيقنت انك كل حاجة ....
وصفوني بالتكبر و الغرور و محدش عارف إني بتكبر و بتغر بحبك انتي
و مبقاش عندي هدف في الحياة غير إني أسعدك ....
أنا مش هنحني و لا انتي كمان ..
احنا بس هنسجد سوا لربنا و ده كل المُني ....
محستش بنفسي غير و أنا واقع علي أرضية الحمام ....
مش شايف حاجة من كتر الدموع ..
أنا لسة صاحي .... وصلت للحمام ازاي من غير ما أحس كدة .. وقعت ازاي .. هو في إيه؟! .. أنا ليه و إزاي بقيت كدة؟!
انتي ايه؟ لعنة و شيطان و لا جنسك إيه؟
هو انتي فعلاً ممكن تكوني حبيبتي؟!
نفسي اقول كل حاجة جوايا يمكن أرتاح .. كان نفسي أعمل كدة و أنا في العيادة بس ....
مقدرتش ....
حتي الحل الوحيد و الملاذ اللي لجئت ليه .. خايف منه ....
مبقتش عارف أنا بقول إيه بالظبط ..
يعني أنا مفهمتنيش .. لازم المرة الجاية أحاول أطلع اللي جوايا أكتر من كدة و ....
فجأة سمعت صوت خبط خفيف ع الباب ..
رغم إني منبه عليهم إن محدش يخبط عليا و لا يزعجني لأي سبب عشان كدة فعلاً دي أول مرة من ساعة ما جيت هنا حد يخبط عليا ....
يا تري مين؟! 
و عايز إيه؟!


تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة