مذكرات آدم المصري: بلا هوية - حلقة ٦

فجأة سمعت صوت خبط خفيف ع الباب ..
رغم إني منبه عليهم إن محدش يخبط عليا و لا يزعجني لأي سبب عشان كدة فعلاً دي أول مرة من ساعة ما جيت هنا حد يخبط عليا ....
يا تري مين؟! 
و عايز إيه؟!
فجأة حسيت إني دايخ و الدنيا بتلف بيا و ....
و أغمى عليا ....
محستش بنفسي غير لما فتحت عينى و لقيت نفسى نايم علي كرسي شازلونج في أوضة صغيرة بابها مقفول و قدامي مكتب صغير مفيش حد قاعد فيه و قبل ما ألتفت حواليا سمعت صوت ميزته علي طول بمجرد ما اتكلم ....
= عامل ايه دلوقتي يا آدم؟
- دكتور موسي! انا إيه اللي جابني هنا؟! و ازاي؟!!
= إزاي إيه؟! مش احنا المرة اللي فاتت اتفقنا إن معادنا بعد أسبوع؟!
- و هو الأسبوع فات؟!
= إيه يا آدم؟ مالك؟! انتا متأخرتش ثانية عن معادك .. جميل أوي إنك تكون دقيق في مواعيدك بالشكل ده ....
- أمال أنا إزاي تايه كدة و ناسي كل حاجة و زي ما أكون كنت لسة عندك إمبارح!!..
= انتا فعلاً مرهق أوي و لما وصلت من شوية كنت شبه مغمي عليك و حالتك صعبة جدا فأديتك شوية ڤيتامينات و سيبتك حوالي ساعة أهو علي ما فوقت .. استريح و خلي ذهنك صافي كدة و اهدا خالص ....
- أنا هادي ..
= لسة برضه مصمم تبقي غامض؟
- غصب عني ..
= طب اتكلم .. اتكلم و أنا سامعك بجد .. قول كل اللي انتا حاسه .. مهما كان إيه ..
- كتير إحتاجتلها جنبي .. المشكلة أنها عارفة ده .... و المشكلة الأكبر إن هي نفسها محتاجة إني أكون جنبها ....
= و إزاي عرفت ده؟
- من يوم ما قابلتها ....
= إزاي؟
- شوفت الحزن في عينيها، و حسيت بحاجات كتير في كلامها معايا ....
= حاجات زي إيه؟
- زي خوف .. شتات .. ضياع ....
= إيه خلاك تحس ده؟
- حاجة أكبر من إن أي بشر إنه يفهمها .... لكن اللي أنا عايزك تعرفه، و اللي كنت نفسي هي كمان  تعرفه، هو إني كنت هبقي الخلاص بالنسبالها لكل شعور سئ حست بيه في حياتها .. كنت قادر أزيل كل ده عنها .. كنت قادر أغير شكل الدنيا اللي عاشتها لو ....
= لو إيه؟
- لو أخدت فرصة .. فرصة واحد بس .. عمري ما طمعت في أكتر من فرصة واحدة تديهالي ..
= و هي رفضت تديك فرصة؟!
- لما المريض النفسي يوصل لمرحلة إنه يبقي خطر علي كل اللي حواليه و هو مش مُدرك و لا واعي لكدة، عارف المفروض يعملوا فيه إيه؟
= إيه؟
- فاكر زمان كانت في فترة الكلاب السعرانة  منتشرة في كل الشوارع بشكل بشع ....
= انتا للدرجة دي مبقاش عندك أي رحمة أو شفقة؟!
- و عندي استعداد أنا اللي أمسك البندقية و أقتلها ....
= كل ده عشان رفضت تديك فرصة؟! مش جايز دي رغبتها؟ أو ممكن ....
- مينفعش ترد عليا أو تحكم عليا قبل ما تكون فاهم كل حرف بقوله ....
= معاك حق .... كمل ..
- متعرفش قد إيه هي بتتفنن في إنها تخليني أنتظر .. أنتظر كلمة منها، رسالة أو ....
= أو إيه؟
- أو حلم ملازمني دايماً .. و هو إني .... أشوفها .. و لو لآخر مرة
= ده معناه إنك تعرفها و شوفتها قبل كدة؟
- أكيد
= طيب تقدر تقوللي آخر مرة شوفتها إمتي؟
- ٦ شهور .... بالظبط ١٧٠ يوم و ساعة و ١٤ دقيقة و ....
٣٧ ثانية
= يااااه! دي تاني مرة ألاقيك حاسبها باليوم و الساعة و الثانية .. ده ممكن أسميه إيه؟
- مش مهم تسميه إيه؟ المهم تقدر تعالجني منها؟

تابع