رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٧

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ٧

0 المراجعات

#رَوَتْهُ_راهِبة

الحلقة السابعة

   فكرت كثيراً و كنت في حيرة من أمري فيما سأرويه لكم و كيف سأبدأ في سرد محطات هامة كل منها قد ساهم في تغيير مجري حياتي كلياً و حرفياً و بعد تفكير عميق و مرهق قررت أن أروي تجربتي الأولي في الحب حيث كنت وقتها قد أتممت عقدين كاملين من العمر، تجربة هي الأروع في أولها و الأبشع في نهايتها،  تجربة لها من الألم لو تعلمون عظيم ....
الحب ما هو إلا شعور خبيث يتوق له كل شخص قبل تجربته و يعاني منه كثيراً ثم يعد نفسه بألا يقع فيه بعد فشل تجربته الا ان الامر خارج عن الإرادة ..
حسب إعتقادي لا يوجد حب حقيقي وحب غير حقيقي .. هو فقط حب ..
تجربة قوية معناها حتمية توافر عناصر عديدة أولها و أهمها الايمان المطلق بأن المقابل للطرفين سيكون هو أو هي الشخص الوحيد المناسب لمثل هذه التجربة ثم بعدها تنشأ باقي العوامل والشروط كالثقة والارتياح والمشاركة إلي غير ذلك من العوامل المساهمة في نجاح أي تجربة حب مكتوب لها الخلود.
‌و في ديانتي نؤمن انه توجد في اعماق كل منا طاقه حب جبارة بسبب كوننا مخلوقين على صورة الله المحب الذى احب العالم فبذل ابنه الوحيد لكى يخلص العالم، أما عن الرومانسية فيوجد لدينا ما يسمي ب (حب الفيليا ) و هو الحب الانسانى الطبيعى او الحب الرومانسى فهو الحب الذى يتبادله الناس فيما بينهم ، حيث يتبادلون المشاعر الانسانية الرقيقة ومن خلاله تسود مشاعر الود بين البشر ،و نرى هذا الحب فى علاقات الصداقة بصفه عامة ونراه أيضا فى العلاقة بين الرجل والمرأة التى تتخذ أحياناً إتجاهاً عاطفياً خاصاً فيه فنجد حب " الفيليا " يخرج شُحناته العاطفية المتدفقة ويسمى لذلك ( الحب الرومانسى ).
بالنسبة لي فقد فارقت من أحببته حباً صادقاً و لم يكن ليستحق خفقات قلبي و لا فكري و لا لحظات عمري التي ضيعتها من أجل ما سيكون بعد فترة ما هو إلا وهم ..
أسقيته من كأس حناني فأظمأني ..
أخفي خيانته وراء إبتسامته فخدعني ..
تركت تجربته في نفسي أثاراً سيئة، و أُصبت بأمراضٍ مزمنة ....
أُصبت بالنسيان و أنا شابة في مقتبل عمري، الزهايمر في سن مبكرة .. أنهكت الدموع عيني فضعف بصري، فقدت الكثير من وزني، نحافتي الشديدة أمرضتني، و لما كل ذلك؟! 
تعددت التفاصيل التي سأسردها لكم خلال السطور التالية و لكنها تلخصت في مشهد واحد ..
هو و أختي علي فراشٍ واحد ..
إلهي لما تركتني .. 
ليتك أخذتني ..

_____________________________________________


         الحب شعور يجعل كلاهما يعتقدان أنهما جميلان، حتي و لو لم يكونا كذلك، دون الإلتفات لبعض هؤلاء الحاقدين الناقمين علي أنفسهم و الحياة، إنه الشعور الذي يجعلهما يجلسان على مقعد خشبي واحد وهناك عشرات المقاعد في الحديقة، ويجعلهما يتحدثان بضع ساعات في لاشيء، ويجعلهما يسيران تحت ثلوج الشتاء المنهمرة دون الشعور بالبرد ، ويجعلهما يستمتعان بساندويتش من الجبن لكل منهما، رغم أن في إمكان كل منهما أن يأكل وجبة دسمة لو ذهب كل منهما إلى منزله ....
أحـبـك هي كل كياني، كمالي و زينتي، أتذكر خربشتنا على الجدارن، أكتب لك مشاعري بلا خجل وبصدق..
حبك نبض زائد في الأعماق و وهج صاخب في المعاني
ونفس يخرج بصفاء ..
تلك الكلمة الصغيرة في مبناها الكبيرة في معناها هي من أودت بيه لألقي صدمة لم أكن لأتخيل تعرضي لها يوماً ما في حياتي ....
بعد تعرضي للحادث و تم شفائي ببركة الرب وحده و بركة مخلصنا يسوع، و بعد أن أفقت من هول صدمة فقدان أعز و أغلي صديقاتي مريم، فلقد تعرفت علي فادي في الكنيسة القريبة من بيتنا، و كان دائم المواظبة علي حضور قداس الأحد، ربما لم يكن أجمل شباب الكنيسة و لكنه جميل بعيوني، و هذا يكفي ....
بعد فترة بدأنا نلتقي بعدها و أدركنا حينها أن علاقتنا قد تطورت و بدأ الحب يخترقنا و وجدتني قد ودعت كبريائي و شموخي و عزتي و ذاتي و ذُبت في ذاته و يوماً بعد يوم يزداد تعلقنا ببعض أكثر و ....
 

تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة