قصة المنزل المهجور لمحبي قصص الرعب الغموض
"المنزل المهجور"
في قرية صغيرة بعيدة، كان هناك منزل مهجور يقع على هضبة مظلمة في أطراف القرية. لقد كان هذا المنزل مصدر شائعات مرعبة بين السكان المحليين، فلم يدخل أحد تلك الأبواب المهملة منذ عقود طويلة.
تُروى القصص عن أصوات غريبة تصدر من داخله وعن ظواهر غريبة حدثت في الجوار. تشكل الأمطار الغزيرة والأعاصير العنيفة موسمين دائمين هناك، مما أضاف إلى سحر الرعب الذي يحيط بهذا المكان المهجور.
أحد الأيام، قرّرت مجموعة من الشباب الفضوليين استكشاف الحقيقة وراء تلك الأساطير. اجتمعوا في ليلة عاصفة، وبدأوا مغامرتهم نحو المنزل المهجور.
دخلوا المنزل بخوف وتوتر، كل خطوة كانت تثير صدى مخيف في الأرجاء القديمة للمبنى. وجدوا الأثاث متناثرًا والجدران ملطخة بالرطوبة والقشرة.
في الطابق العلوي، وجدوا غرفة مغلقة بإحكام. حاولوا فتح الباب بكل الوسائل المتاحة، وبعد عناء طويل، تمكنوا أخيرًا من فتحه.
لم يكن هناك أحد في الغرفة، لكن كان هناك دفتر يوميات قديم على الطاولة. بدأوا في قراءة ما كتب فيه.
كانت الصفحات ممتلئة بالكلمات الممحونة والصور الملتوية، وتحدثت عن أرواح شريرة تسكن المكان وتلعن أي شخص يخطو قدمه داخل هذا المنزل. بينما كانوا يقرؤون، بدأت الأصوات تزداد واضحة من الخارج، كأن هناك أشياء غريبة تقترب بسرعة.
فجأة، اهتزت الأرض وانهارت الجدران من حولهم، وكأن المنزل كان ينهار حولهم. اندفعوا نحو الخارج بينما تتهاوى الأسقف فوق رؤوسهم.
في الصباح التالي، لم يبقَ شيء من المنزل المهجور سوى ركام من الحطام. ولم يُعثر على أي من أفراد تلك المجموعة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الحطامات تحكي قصة المنزل المهجور وتظل تذكيرًا مرعبًا بما حدث في تلك الليلة المظلمة.
بعد حادثة انهيار المنزل المهجور، لم يبقَ شيء سوى ركام مبعثر ومكان مهلك. السكان المحليون أخبروا السلطات المحلية بالحادثة، وبدأوا في إجراء تحقيقاتهم فيما حدث.
لكن الغريب أن الأشخاص الذين دخلوا المنزل المهجور لم يُعثر عليهم، لم يكن هناك أي أثر يُشير إلى أنهم كانوا هناك على الإطلاق. كأنهم اختفوا فجأة دون أي أثر، وكان هذا الأمر يثير الذعر بين السكان.
في الليالي التالية، بدأ البعض يقول بأنهم يسمعون أصواتًا غريبة تنبعث من تحت الأنقاض. صوت صراخ خافت وأصوات تنبعث من العمق، ولكن لا أحد كان يتجرأ على التقدم لمعرفة مصدر هذه الأصوات.
في إحدى الليالي العاصفة، قرر أحد الشباب الشجعان العودة إلى مكان الحادثة، مصرًا على كشف الحقيقة وراء الاختفاء الغامض.
وجد نفسه يتجول بين الأنقاض المبعثرة، يحاول فهم ما حدث. وفي لحظة من الصمت المرعب، بدأت الأصوات تتصاعد من أعماق الركام، أصوات غريبة تشير إلى وجود شيء ما هناك تحت الأرض.
فجأة، انفجرت الأرض وانبعثت كتلة مضيئة من الضوء البرتقالي من العمق. وفي لمحة، ظهرت أشكال غامضة تنبعث من تلك الكتلة المضيئة، كأنها أرواح ملتهبة.
أدرك الشاب المغامر أنهم الأشخاص الذين اختفوا في حادثة انهيار المنزل. كانوا محاصرين في حالة غيبوبة بين العوالم، محاصرون في أبعاد مظلمة تحت الأرض.
حاول الشاب مساعدتهم، لكن الكتلة المضيئة امتصتهم بسرعة، واختفوا مرة أخرى بين الظلال المظلمة.
بقي الشاب مرتعدًا ومرعوبًا، لم يكن يعلم ما الذي حدث حقًا. غادر المكان بسرعة، ولكنه لم ينسَ الرؤى الغريبة التي شهدها في تلك الليلة.
ومنذ ذلك الحين، ظلت الأسطورة تحكي عن المنزل المهجور وعن الأشباح الغامضة التي تحتجز الأرواح في أبعاد مظلمة، مما جعل الناس يتجنبون تلك المنطقة ويروجون للحكايات المرعبة التي تدور حولها.