رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الثاني - حلقة ٧

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الثاني - حلقة ٧

0 المراجعات

و أخيراً حسم أمره و توجه نحو باب الغرفة طارقاً إياه ثم قام بفتحه و دخل و ....
إنعقد حاجباه بشدة ....

فهناك في منتصف الغرفة كان هناك السرير الذي استقر عليه والدة مريم و التي كانت مستلقية علي ظهرها، مفتوحة العين و هي تنظر إلي أعلي و كأنها رأت شيطاناً نظراً لملامح الفزع التي كانت تكسو وجهها، في حين كانت سبابتها اليمني تشير إلي نفس الإتجاه الذي تنظر إليه ....
و بجانب السرير كان هناك مقعد صغير ..
خالي ....
شعر ببعض التوتر و هو ينظر حوله بحثاً عن مريم ....
فلم يجدها ....
بل لم يجد أي شخص بالغرفة ....
فأقترب من والدة مريم و أمسك بيدها، فجحظت عيناه بشدة فقد كانت والدة مريم ....
بلا حراك ....
جثة هامدة ....
و ....
أختفت مريم ....
فجأة خرج مسرعاً بحثاً عن الممرضة و توجه إلي فرد الأمن المتواجد في أخر الدور و أبلغه بما حدث، و ما هي إلا بضع دقائق حتي إنقلبت المستشفي رأساً علي عقب، و أتت الممرضة مسرعة و هالها ما رأته من منظر، في حين كان أفراد الأمن بالمستشفي قد أغلقوا مداخل و مخارج المستشفي عندما أبلغهم الطبيب أن إبنة هذه الحالة و التي أتت لزيارتها اليوم تلبية لرغبة والدتها هي مريضة نفسية و لابد أن يجدوها قبل أن تشكل خطراً علي أحد أو علي نفسها ....
و تمت مراجعة كاميرات المستشفى فكانت المفاجأة أن الكاميرا الموجودة في غرفة والدة مريم كانت معطلة، و لم تظهر مريم في أي كاميرة أخري في التوقيت المفترض بعد تلك الحادثة، في حين تم سؤال كل شخص كان  متواجداً هناك وقتها، و لكن ....
دون جدوي ....
إختفت مريم ....
تماماً ....
و هنا تطور الأمر و تم إبلاغ الشرطة بعد أن أصبح الموضوع اكبر من أن تتحمل مسؤوليته إدارة المستشفي ....
أما الطبيب فقد عاد مرة أخري لتلك الغرفة ثم وقف صامتاً ....
شارداً ....
كانوا قد أخرجوا الجثة من الغرفة ....
و لكن المشهد لم يفارقه ....
تلك النظرة و علامات الخوف علي وجهها ....
نظر بعينه إلي سقف الحجرة، لعله يري علامة معينة أو أي شئ غير طبيعي ....
و لكن كانت الغرفة طبيعية تماماً، و لم يكن هناك أثر أو علامة لأي شئ غريب ....
مطلقاً ....

____________________________________________


 سادت حالة من الهرج و المرج داخل تلك المستشفي الموجودة بمنتصف البلد بالإسكندرية، و ذلك حينما وصلت قوات الشرطة إلي هناك و علي رأسها المقدم هشام سيف الدين الذي تم إبلاغه بتلك الجريمة الغامضة و تكليفه بالذهاب إلي هناك نظراً لخبرته في تلك النوعية من الجرائم، و من ثم مُعاينة المكان و محاولة كشف ظروف و مُلابسات تلك الحادثة الغريبة، و قد كان مدير المستشفي في إستقبالهم و علامات التوتر و القلق تكسو كل مليمتر في وجهه، حيث طوق رجال الشرطة مداخل و مخارج المستشفي و صعد الباقين إلي الطابق الثاني يتقدمهم المقدم هشام و معه مدير المستشفي متوجهين إلي الغرفة المنشودة مكان الحادثة، و التي خرج منها الطبيب الخاص بمريم و الذي ما إن رأي المقدم هشام و مدير المستشفي و قوات الشرطة التي إنتشرت داخل الطابق بالكامل حتي تقدم نحوهما محاولاً أن يبدي تماسكه بعد تلك الواقعة الغريبة و أبدي التحية قائلاً:
أهلاً بحضرتك، أنا الدكتور يحيي إبراهيم أخصائي الأمراض النفسية و العصبية و الطبيب المُعالج لمريم المفقودة الأن و لا نعلم أين هي.
بادله المقدم هشام التحية قائلاً:
المقدم هشام سيف الدين، مباحث شرطة، ثم تخطاه و تقدم نحو الغرفة ثم وقف علي بابها بضع ثواني متأملاً إياه ثم تقدم بضع خطوات و عيناه تكاد تلتهم كل سنتيمتر داخل الغرفة، ثم أمر من معه من أفراد الشرطة و المعمل الجنائي بفحص كل شبر في الغرفة و رفع كافة البصمات من المكان و إرسالها علي وجه السرعة ليتم تحليلها و إبلاغه بالنتيجة فور ظهورها، ثم إلتفت إلي مدير المستشفي و الدكتور يحي قائلاً:
حسناً لنذهب إلي الثلاجة و نلقي نظرة علي الجثة.

تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

المقالات

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة