فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٧

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٧

0 المراجعات

حصولك على شهادتك بعد عمر ال ٢٥ لازال يعتبر إنجازاً .. أن تبلغ من العمر ٣٠ ولم تتزوج بعد لكنك سعيد يعتبر أمرا جميلا.. ان تبدأ بتأسيس عائلتك بعد عمر ال ٣٥ يعتبر أمراً ممكنا .. أن تشتري منزلك بعد عمر الأربعين يعتبر أمراً عظيماً ..لا تجعل أحدا يستعجلك بناءً علي خطه الزمني ، لأن آينشتاين قال:
" ليس كل ما يحصي يحتسب وليس كل ما يحتسب يمكن إحصاءه ".
طالما راودتها أحلام شتي، لكن الإحباط يجد سبيله لها في النهاية، حتي نصيبها من الحب يقبع في قاع مستنقع حصين ملئ بالتماسيح يستحيل الحصول عليه ....
ما تلك اللعنة التي أصابتها و أحاطت بها و التي قررت أنها ليست وحدها من ستلقي مصيرها الملعون؟! .....
بل كل من لهم أي صلة بها سيلقون ....

 كانت عقارب الساعة تشير إلي الحادية عشر قبل منتصف الليل تماماً حينما اجتمع كل من المعلم حامد البسطاوي من أكبر تجار الوكالة بالأسكندرية و صابر البرنس مسجل خطر جميع أنواع السرقات و أبو حجاج الكومي شيخ و إمام مسجد صغير بمنطقة بحري بالإسكندرية و ذلك في شقة الأول بمنطقة المنشية، و يبدو التوتر في أجلي صوره علي كل خلجة من خلجات المعلم حامد في حين بدا كل من صابر و الشيخ أبو حجاج أقل هدوءً منه، و بعد دقائق من الصمت قال المعلم حامد بصوته الأجش:
يعني انتا يا مولانا مالي إيدك من الموضوع دا؟
ضحك أبو حجاج ضحكة طويلة استفزت حامد كثيراً، في حين كان صابر يترقب كلا منهما في صمت، قبل أن يتوقف أبو حجاج عن ضحكه فجأة متابعاً:
مالي إيدي؟!  إلا مالي إيدي .... يا معلم أنا كل يوم تقريباً مغروس في الشغلانة دي، شغلانة معاك إنها خطر و توقف القلب، لكن دا لواحد زيك معلش أنا أسف في الكلمة خوفه يموته لو النور قطع بس .. إطمن يا معلم إطمن، و لا إيه يا صابر ما تقوله يتعلم منك و يجمد كدة ..
نظر إليه صابر بإزدراء قائلاً:
شوف يا شيخ .. أنا قلبي ميت مفيش كلام، لكن في تخصصي و لمؤاخذة، إنما شغل العفاريت و البلا الأزرق بتاعك ده أنا ماليش فيه اه .. كل واحد يعمل شغله..
ثم نظر إلي المعلم حامد نظرة حادة متابعاً:
أنا مش هعمل أي حاجة إلا لما المكان يبقي أمان .. أنا مش مستغني عن روحي اه ..
ضرب المعلم حامد كفيه ببعضهما قائلاً بصوت عالي:
و أنا اللي بطمن نفسي بيكم .. جرا إيه يا شيخنا شوف هتبقي جاهز إمتي و وقت ما تقول يلا بينا هتلاقينا جاهزين ..
ثم نظر إلي صابر و تابع قائلاً:
مولانا قديم في الكار الزفت ده و ....
قاطعه أبو حجاج قائلاً بصوت خافت:
إهدا وطي صوتك و اتكلم بإحترام، بعدين حد فيهم يسمعك و تبقي ليلتنا كلنا طين ....
حك صابر ذقنه بيديه و نظر بغضب لكل من أبو حجاج و حامد قبل أن يصطنع إبتسامة أجبر نفسه عليها و هو يشير لحامد بإستكمال حديثه، فتابع الأخير بصوت خافت علي غير عادته:
خلاصة الكلام لازم تهدأ يا صابر و لازم كلنا نهدا فعلاً و أنا أولكم، اللي احنا داخلين عليه ده مش سهل خالص، محتاج ترتيب كبير أوي أوي، و عيون مفتحة، و إحنا فعلاً بنجهز، و لو كل واحد عمل دوره صح ....
هنعدي ...
و الملايين هتجري في إيدينا ..
برقت عينا كل من صابر و أبو حجاج إثر سماعهما لسيرة المال و كل منهما يمنّي نفسه بها، فكل واحد منهم علي إستعداد أن يفعل أي شئ مقابل حفنة من المال، فكيف سيكون الحال إذا لم مجرد حفنة؟ بل ملايين ....
        و هنا شعر المعلم حامد بأثر كلامه عليهما و كان ذلك كافياً ليطمئن المعلم حامد أن كل منهما سوف لن يدخر جهداً من أجل تلك الملايين المنتظرة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة