فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٨

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٨

0 المراجعات

بدأت الحكاية بالجدل الذى ثار مع اقتراح تعديل فى القانون الجديد للآثار يسمح للمواطنين بالاتجار فيها داخلياً، فأنتشر التنقيب عن الآثار فى مصر بشكل كبير للغاية و قد أستفحل الأمر من قبل بعض العصابات التي تخصصت في ذلك، ففي أوائل الثمانينات من القرن الماضي، قامت مجموعة كبيرة من قوات الأمن و رجال شرطة الآثار، بشن هجوم قوي علي بعض أوكار العصابات الموجودة في عدد من محافظات الصعيد و الذي ذاع صيتهم في تجارة الآثار آنذاك ....
و قتئذٍ تم القبض علي أحد السماسرة الذين يعملون لحساب هؤلاء التجار و يدعي سلامة الهنداوي، و بالتحقيق معه تبين أن الأمر لم يقتصر علي مجموعة من تجار آثار عاديين فحسب، بل أن هناك أحد كبار الشخصيات في الدولة هو من يمسك بمقاليد الأمور و يتحكم بها فيما يخص ذلك الأمر، و لكن لم يتثني لأحد من هؤلاء أن يراه، فدائماً ما كان هناك أكثر من وسيط، و لا يمكنك رؤيته مطلقاً ....
تم القبض علي العديد من المتهمين بالتجارة في الآثار و بيع التماثيل الفرعونية و تهريبها خارج البلاد، و لكن بلا أي دليل ....
مجرد متهمين، بل و الأكثر من ذلك أنهم كانو مجرد وسطاء ليس أكثر، و ما أدلوا به من معلومات في التحقيقات ليس بالكثير، الأمر الذي جعل نتائج التحقيقات آنذاك تقف دائماً عند النقطة صفر ....
إلا عندما تم القبض علي سلامة الهنداوي ....
كان طرف خيط ممتاز للغاية و ....
سيل من الذكريات التي انهمرت علي عقل ذلك العجوز المقبل علي الثمانين من عمره، ذو الشعر الأبيض و الذقن البيضاء اللذين أضفا عليه المزيد من الهيبة و الوقار، و لم تنجح التجاعيد التي بدت واضحة علي وجهه في إخفاء وسامته رغم كل هذا العمر، و كل ذلك تغلفه ملامح حادة و نظرة أشبه بنظرة ذئب عجوز جريح صارع كل من حوله من أجل البقاء و ها هو قد بقي ....
ها هو يجلس في شرفة قصر مهيب يطل علي البحر في مدينة فايد، يقع علي مساحة شاسعة، تحيط به الأشجار الكثيفة مما يجعله مخفياً عن الأنظار، و مُحاط بكل وسائل الأمن من أفراد و أسلحة، بالإضافة إلي وجود مهبط للمروحياتعلي السطح، ويحتوي علي كل سُبل الراحة و الرفاهية حتي صار أشبه بمدينة متكاملة ....
و قد أخذ نفساً عميقاً و هو ينظر أمامه إلي البحر قبل أن يتناول هاتفه المحمول و يضغط زر الإتصال و انتظر ثواني حتي أتاه صوت محدثه علي الجانب الآخر، فقال بحزم و صرامة إعتاد عليها:
إيه يا هشام ....
الشغل أخد وقتك لدرجة إنك نسيت أبوك ....
صمت قليلاً، ثم تابع دون أن يلتفت إلي رد محدثه:
عايزك بكره الصبح تكون عندي هنا، فاهم و لا لأ ....
و تبقي ما تجيش يا هشام ....

____________________________________________ 

بعد أن إنصرف كل من صابر و أبو حجاج، قضي المعلم حامد ليلته يفكر فيما خططوا له ....
إنه ليس بالأمر السهل علي الإطلاق ....
إنه هوس التنقيب عن الآثار بحثًا عن الثراء الفاحش، فلقد أصبحت ظاهرة البحث و التنقيب منتشرة فى كل أرجاء مصر منذ سنوات طويلة جداً، و هو الأمر الذي دفع العديد من المواطنين إلى دفع أموال عديدة للدجالين والنصابين، أملاً فى العثور على الآثار، وأصبح البحث عن تلك الكنوز و الآثار غاية الجميع أملاً فى ثراء لا حدود له، و صار الحلم الذي يراود الكثيرين، لكن لقى العديد مصرعهم تحت أنقاض الحفر العميقة التى قاموا بحفرها أسفل منازلهم، وكأنها لعنة الفراعنة سقطت عليهم، و رغم تعدد حوادث الاختفاء والموت الغامض لكل من ينقب بالحفر العشوائى تحت المنازل باحثًا عن كنز من الكنوز الفرعونية المدفونة، وعادة ما يستأجر المنقبون دجالين، يقولون إن لديهم قدرة على «فك الرصد الفرعونى»، أو ما يعتقدون أنه تعاويذ فرعونية تحول دون وصول اللصوص للآثار تحت الأرض، وأحيانا يقعون ضحايا لهؤلاء الدجالين حيث يغالى الدجالون فى الطلبات، ويزعمون أن فك رصد أثر فرعونى معين يتطلب ذبح طيور ومواشى، وأحيانا معاشرة فتاة جنسياً بجوار الحفر، مثلما حدث فى البحيرة و غيرها، و ذلك لتسهيل الوصول إلى الكنز ....
    تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة