فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٠

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٠

0 reviews

  " إتقتل .. قصدك إتقتل .... "
قالها المقدم هشام و هو يقف بجوار جثة العسكري التي تم نقلها إلي المشرحة و معه كل من الرائد حسام و الطبيب الشرعي الذي قام بفحص الجثة و الذي أثارت مقولة هشام دهشته فألتفت إليه حيث إرتفع حاجباه في دهشة بالغة و هو يقول:
و عرفت منين يعني يا باشا؟!
أنا معاك إن دا لسة تقرير أولي من خلال الفحص الظاهري للجثة  و إن التشريح ممكن يظهر مفاجآت في الحالات اللي زي دي، بس حضرتك إزي حكمت إنها جريمة قتل؟! رغم إننا لسة ما شرحناش الجثة!..

إبتسم الرائد حسام و أشاح بوجهه عنهما حتي لا يلحظه أي منهما في حين ظل هشام صامتاً للحظات حتي قطع ذلك الصمت قائلاً:
هستناك تجاوب علي سؤالك ده لما تكتشف بنفسك إنها مش هتكون أبداً وفاة طبيعية، يعني و لا أزمة قلبية و لا الكلام اللي ممكن تقوله في الآخر ده خالص، و إنها هتطلع جريمة قتل فعلاً، بس معتقدش إنك هتقدر تحدد إزاي تمت أصلاً لإستحالة إكتشاف طريقتها، و صدقني مش تشكيك في قدراتك لا سمح الله لأ ....
بس لإن لو اللي في دماغي طلع صح هيبقي الموضوع أكبر منك و مني و من أي حد بجد.
بهت الطبيب لدي سماعه لذلك الرد المبهم و المخيف في نفس الوقت،فحاول حسام أن ينتزعه من سيل الأفكار الذي كان سيغوص فيه فأشار له قائلاً:
عموماً إحنا منتظرين نتيجة الطب الشرعي بعد تشريح الجثة، و هنشوف بعدها ممكن نعمل إيه.
قالها و إنصرفا كلاهما تاركين الطبيب و قد إرتسمت علي وجهه حيرة بالغة و هو يفكر في كل حرف نطق به هشام، و لم يجد تفسيراً منطقياً له، إلا أنه نفض كل ذلك خلف ظهره قائلاً:
أنا في المجال دا بقالي سنين، و ما سيبتش كبيرة و لا صغيرة فيه إلا و عرفتها، و قرأت بعدد شعر راسي عن حوادث كتير غامضة، يعني مش حتة عسكري في قسم شرطة و هرب منه واحد و هيقولي جريمة قتل و قال إيه غامضة كمان ....
هيعملي فيها المفتش كرومبو ....
مجنون ده و لا إيه؟! ....

_____________________________________________

          قضي الشيخ أبو حجاج ليلته في غرفته المغلقة التي يمارس فيها نشاطه المعتاد من الدجل و الشعوذة و النصب علي خلق الله من هنا و هناك، متخذاً من الدين ستاراً لما يفعله كعادة تلك الفئة التي أخذت تنتشر في المجتمع كالطاعون، هذا وتعتبر عادة التنقيب عن الكنوز في القرى المصرية بالصعيد عادة قديمة تشتد مع الفقر والعوز في الأوساط غير المتعلمة حيث ينشط هؤلاء المشعوذون الذين يطلبون أحيانا قرابين آدمية للرصد "حارس الكنز".

أخذ أبو حجاج مجموعة من الكتب ووضعها أمامه و أخذ يبحث عن كل كبيرة و صغيرة في هذا الأمر الذي لم يكن في الحسبان مُطلقاً بالنسبة له، فهي ليست جلسة تحضير أرواح كتلك التي يخدع به هؤلاء الجهلة المتخلفين الذين يأتون إليه يومياً، بل الأمر أكبر من ذلك بكثير، فقد قرأ أن المصريون القدماء قد عرفوا بوجود الأرصاد "حراس الجن" وأنهم لذلك كانوا يدفنون الذهب في المقابر بجانب الجثث لأن سلطة الرصد لا تمتد للمقابر وبالتالي أمكن الكشف بسهولة عن الآثار المصرية القديمة ومنها مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة بذهبها والتي اكتشفها عالم الآثار "كارتر" عام ١٩٢٢، و الرصد أو "حارس الجن" يسعى دائما وراء الذهب وهو معدن مرتبط بالشمس بينما الفضة مرتبطة بالقمر في حين أن كوكب المريخ يرتبط بمعدن الحديد. ويرى الفلكي المصري العالمي الدكتور سيد علي أن الإنسان لو دفن على سبيل المثال خاتما من الذهب في الأرض فلن يجده في نفس المكان بعد مرور ٢٤ ساعة لأن الجن سيكون قد رصده وزحزحه من مكانه وكلما ظل الخاتم مدفونا مدة أكثر من الزمن تزحزح أكثر عن مكانه، و فسّر ذلك بنظرية "عامر الجن" والتي تؤكد أن أي مكان مسكون بالجن، بل أن الإنسان نفسه له قرين منهم فهو عالم غير منظور لكنه يعيش معهم. وقال إن كل الكلمات المكتوبة على الآثار الفرعونية بما فيها الهرم الأكبر ووادي الملوك والملكات في الأقصر وحوائط المعابد، عبارة عن طلاسم سحرية حتى أن هناك اعتقادا بأن الجن ساعد الفراعنة في بناء الأهرامات فالأحجار موضوعة بطريقة هندسية لا يمكن أن يصل إليها الإنسان في تلك العصور القديمة. إلا أن الفلكي سيد علي لا يرى أصلا من الحقيقة لفك الرصد بالقرابين الآدمية ويؤكد أن "المشعوذين هم الذين ينشرون هذه الخرافات ويصدقهم بعض العامة بسبب الجهل فلا حقيقة لما يشاع عن أن الرصد يتم صرفه من المكان بتقديم ذبيحة آدمية كقربان له". وأضاف " يتم إبطال الرصد بواسطة متخصصين يعتمدون في ذلك على أسرار في الكتب السماوية يعرفونها" ..

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة