فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١١

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١١

0 reviews

أخذ أبو حجاج مجموعة من الكتب ووضعها أمامه و أخذ يبحث عن كل كبيرة و صغيرة في هذا الأمر الذي لم يكن في الحسبان مُطلقاً بالنسبة له، فهي ليست جلسة تحضير أرواح كتلك التي يخدع به هؤلاء الجهلة المتخلفين الذين يأتون إليه يومياً، بل الأمر أكبر من ذلك بكثير، فقد قرأ أن المصريون القدماء قد عرفوا بوجود الأرصاد "حراس الجن" وأنهم لذلك كانوا يدفنون الذهب في المقابر بجانب الجثث لأن سلطة الرصد لا تمتد للمقابر وبالتالي أمكن الكشف بسهولة عن الآثار المصرية القديمة ومنها مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة بذهبها والتي اكتشفها عالم الآثار "كارتر" عام ١٩٢٢، و الرصد أو "حارس الجن" يسعى دائما وراء الذهب وهو معدن مرتبط بالشمس بينما الفضة مرتبطة بالقمر في حين أن كوكب المريخ يرتبط بمعدن الحديد. ويرى الفلكي المصري العالمي الدكتور سيد علي أن الإنسان لو دفن على سبيل المثال خاتما من الذهب في الأرض فلن يجده في نفس المكان بعد مرور ٢٤ ساعة لأن الجن سيكون قد رصده وزحزحه من مكانه وكلما ظل الخاتم مدفونا مدة أكثر من الزمن تزحزح أكثر عن مكانه، و فسّر ذلك بنظرية "عامر الجن" والتي تؤكد أن أي مكان مسكون بالجن، بل أن الإنسان نفسه له قرين منهم فهو عالم غير منظور لكنه يعيش معهم. وقال إن كل الكلمات المكتوبة على الآثار الفرعونية بما فيها الهرم الأكبر ووادي الملوك والملكات في الأقصر وحوائط المعابد، عبارة عن طلاسم سحرية حتى أن هناك اعتقادا بأن الجن ساعد الفراعنة في بناء الأهرامات فالأحجار موضوعة بطريقة هندسية لا يمكن أن يصل إليها الإنسان في تلك العصور القديمة. إلا أن الفلكي سيد علي لا يرى أصلا من الحقيقة لفك الرصد بالقرابين الآدمية ويؤكد أن "المشعوذين هم الذين ينشرون هذه الخرافات ويصدقهم بعض العامة بسبب الجهل فلا حقيقة لما يشاع عن أن الرصد يتم صرفه من المكان بتقديم ذبيحة آدمية كقربان له". وأضاف " يتم إبطال الرصد بواسطة متخصصين يعتمدون في ذلك على أسرار في الكتب السماوية يعرفونها" ..

جلس الشيخ أبو حجاج يقرأ و يقرأ و يبحث هنا و هناك،
حتي أصبح لديه من اليقين ما يؤكد له أن ما يبحث عنه ما هو إلا خُرافات علي الأرجح، و أقوال متضاربة هنا و هناك و أن عمليات سرقة الأثار تتم كأي عملية سرقة عادية، و لا خوف من تلك الخدع التي قام بها الفراعنة لحماية مقابرهم من السرقة علي يد لصوص المقابر، و لا يوجد جن يحرس تلك المقابر و ....
انتفض جسده بشدة حينما انفتح شباك حجرته فجأة نتيجة تيار الهواء الشديد في ذلك الوقت من العام، و حاول أن يهدأ قليلاً، و يستعيذ بالله من شيطان أفكاره التي قد إلتهمت عقله إلتهاماً، و لما لا؟ و هو علي حافة الدخول علي منعطف كبير لم يعد يفصله عنه سوي معرفة ساعة الصفر ....
عملية سرقة سوف تنتشله من مستنقع الفقر و الذل و الجهل، إلي جنات النعيم حسبما يمني نفسه ....
هذا إذا كُتب لها النجاح ....

_____________________________________________     

   لقد كانت قوية ....
مدركة الحياة بأسوأ تفاصيلها ....
لا تتنازل عن حقها بسهولة، بل لا تتنازلش أصلًا ....
لديها وعي تام بالنفوس، و ما يخرج من ألسنة البشر و ما يستتر خلف أقنعتهم ....
لا تسمح لشخص بأن يتحكم فيها أو يجبرها ويملي عليها أي شرط أو حتي يرسم و يخطط لها أسلوب حياتها ....
تملك من لين القلب ما لا تملكه معظم نساء الأرض ....
تتأسف حين تخطأ رغم كونها عنيدة جدًا، و من الغريب أن يكون العناد من الخصال التي تجعلك تعشق أنثي، فهبة رشوان كفيلة بأن تجعل الجن نفسه يعشقها و ليس بني البشر فقط ....
تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة