فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٢

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٢

0 المراجعات

كل تلك الأفكار دارت في رأس عمر و هو يقف خلف تلك النافذة الزجاجية يراقب هبة الراقدة فوق سريرها في غرفة العناية المركزة و لاتزال فاقدة الوعي ....
يعي تماماً أنه سبب كل ما أصابها، و لكنه لا يستطيع أن يبتعد، فلقد قضي الأمر و صدر الحكم و أصبح واجب النفاذ و صار الرجوع ممنوع ....
ظل يراقبها بنظراتٍ تحمل كل إستعطافٍ و توسل و رجاء ....
حب لن تجد مثيلاً له في الأرض و السماء ....
و عزمٌ علي حرب ضد قوي الأرض و السماء من أجلها ....
______________________________________________

     كانت الساعة العاشرة مساءً حينما سمع صابر البرنس ثلاثة طرقات علي باب تلك الغرفة الصغيرة فوق أحد أسطح واحدة من تلك البيوت القديمة بمنطقة السبع بنات، و التي كان يقطن بها، فقفز من فوق تلك الكنبة الحقيرة التي كان يجلس عليها ممسكاً بسيجارة محشوة بالحشيش و توجه إلي الباب مسرعاً و فتح الباب، ففغر فاه و برقت عيناه و سال لعابه حينما رأي حنان بنت الأستاذ السيد عبد المنعم المحامي و الساكن في الدور الأول، تقف أمامه حافية القدمين مما جعل عيناه تحدقان فيهما مروراً بفستانها الأزرق القصير الذي يعلو ركبتها بمليمترات قليلة، و بالكاد يغطي نهديها اللذين تعلقت بهما عيناه قبل أن تتأمل روعة شعرها الكستنائي الذي تساقط علي كتفها بإهمال و غطا جزء منه نصف وجهها فقامت بإلقاءه خلف ظهرها بحركة أذابت كل حواسه، قبل أن ينظر خلفها يميناً و يساراً و يتأكد من أن أحداً لا  يراهما من الجيران، قبل أن يشدها من كتفها إلي الداخل و يغلق الباب خلفه قائلاً:
إيه اللي جابك في الساعة المتأخرة دي يا بت؟ ....
قالها و قد أعاد مطواه إلي جيبه مرة أخري، في حين نظرت إليه هي في سخرية قبل أن تكمل طريقها إلي الداخل و تلقي بنفسها علي أقرب مقعد في مشهد مثير للغاية لشخص مثل صابر الذي لم يكتفي بسيجارة حشيش واحدة مما جعله يري أن سيجارة واحدة لن تكفيه في تلك الليلة الحمراء فأخرج الثانية من جيبه و قام بإشعالها علي الفور و أشتعلت معها كل حواسه أمام ذلك الجمال الصارخ الجالس أمامه، قبل أن تجيبه هي قائلة بنفس تلك النبرة الساخرة:
و الله لو مش عجبك .. أمشي ....
قالتها و أطلقت ضحكة عالية للغاية، الأمر الذي جعله يقترب منها مسرعاً و يضع يده علي فمها ليكتم ضحكتها الفاضحة قائلاً:
أخرسي الله يخربيت أهلك هتفضحينا ....
ثم تراجع قليلاً و جلس بجوارها قبل أن تمد يدها و تسحب السيجارة من بين شفتيه قائلة بأسلوب بلدي فظ:
ما تجيب نفس يا خويا الكيف صد رد و اللي يتكيف لوحده يزور ....
نظر إليها نظرة طويلة و هي تأخذ نفساً طويلاً من السيجارة إمتقع له وجهها في شدة قبل أن تخرجه ببطء فتعجب قائلاً:
و لا اللي طول عمرك بتشربي! .... 
رمقته بنظرة باردة و هي تعيد إليه السيجارة مرة أخري قائلة:
البركة فيك مش انتا اللي علمتني الهباب ده! ...
أمسك بالسيجارة و أخذ منها نفساً قصيراً قبل أن، يطفئها و يلتفت إليها قائلاً:
بس تعرفي هتوحشيني أوي يا بت ....
نظرت إليه في حنان جارف ممزوج بوقاحة تليق بمن هن مثلها فقد ألقت بنفسها بين ذراعيه و هي تقول بلهجة أثارت كل حواسه و قد أستسلمت له تماماً:
يعني لازم حبيبي المشوار ده .. أنا خايفة عليك أوي ....
حاول أن يتماسك مقاوماً إغراءها الذي لا حدود له قائلاً:
ما تقلقيش خالص هما ١٠ أيام بعدها هرجع أخدك و نسافر نعيش برا و هتتمرمغي في الفلوس يا بت و هعيشك أحلي عيشة ما تحلميش بيها ....
خفق قلبها بشدة و هو يداعب خصلات شعرها بأطراف أنامله و قد إحتضنها بشدة مما جعلها تشعر بالراحة و هي تقول:
هستناك حبيبي .. و هروح معاك في أي حتة بس خلي بالك انتا من نفسك .... تغور الفلوس بس انتا ارجعلي بالسلامة ....
قالتها و قد تنهدت تنهيدة طويلة قبل أن تنظر إليه متسائلة:
مش هتقولي رايح فين حبيبي؟

تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة