فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٦

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٦

0 المراجعات

في تمام الرابعة و النصف عصراً كان القطار القادم من محافظة الأسكندرية متجاً إلي محافظات الصعيد قد استقر في محطة قنا، و فُتحت أبوابه و أخذ الركاب في النزول متوجهين إلي رصيف المحطة كلٌ منهم قاصداً وجهته، و في اللحظة التي بدا فيها رصيف المحطة و قد خلا من أية ركاب و استعد القطار ليتحرك مغادراً المحطة، نزل ثلاثة رجال في اللحظة الأخيرة، و ما إن وطأت أقدامهم الأرض حتي تحرك القطار مبتعداً، فأخذوا ينظرون إليه حتي غاب عن الأنظار، ثم نظر كل منهما إلي الأخر في صمت ثم جابت أعين ثلاثتهم رصيف المحطة ليتيقنوا أن أحداً لم يلحظهم، و كان كل منهم يحمل حقيبة صغيرة قد علقها علي كتفه، ثم غادروا المحطة علي الفور ....
و من علي مسافة حوالي ١٠٠ متر كان هناك شخص ذو ملامح جنوبية محايدة، وقامة ممتلئة، ملابسه بسيطة تتكون من بنطلون وقميص، جالساً علي مقهي المحطة ممسكاً كوباً من الشاي بيمناه بينما تحمل يسراه الجريدة الرسمية للدولة، في حين كانت عيناه تتابع هؤلاء الرجال الثلاثة حتي غادروا رصيف المحطة فتحول بنظره إلي إحدى سيارات الأجرة التي كانت تقف علي الجانب الأخر للمحطة، و ما إن رآها تتحرك مغادرة المكان حتي نهض من مقعده و قام بدفع الحساب و توجه إلي كشك السجائر المجاور للمقهي، و قد أمسك سماعة التليفون و أدار القرص الخاص به و أخذ يتململ في مكانه و هو يستمع إلي الرنين علي الجانب الآخر و لم تمضِ ثواني حتي أتاه صوت محدثه علي الجانب الآخر، فأعتدل في مكانه و هو يجيب:
أيوا يا باشا ....
لسة واصلين حالاً ....
ما تقلقش رجالتنا وراهم خطوة بخطوة لحد ما يوصلوا و يقوموا بالمهمة و الأمانة تبقي في إيدينا ....
صمت لحظات قليلة استمع فيها إلي ما يقوله الطرف الآخر، قبل أن يجيب:
إطمن سعادتك ....
كل اللي تأمر بيه هيتنفذ ....
و بالنسبة للتلاتة دول ....
بس ناخد الأمانة قدرهم موصلوش قنا من الأساس.

______________________________________________

   غادر كل من المعلم حامد البسطاوي و صابر البرنس و الشيخ أبو حجاج المحطة متوجهين نحو إحدي سيارات الأجرة المتوقفة بجانب الطريق، و التي ما إن رآهم سائقها حتي أخذ يلوح لهم من بعيد، حتي أقتربوا منه فتقدم منه صابر قائلاً بأسلوب هادئ:
بيت الشيخ سلامة الهنداوي، بعيد عن هنا؟
أجابه السائق بلهفة من كان ينتظر زبائن بفارغ الصبر:
لا يا بلدينا مش بعيد و لا حاجة، ده انا واقف من بدري و ما صدقت لقيتكم، و ....
قاطعه المعلم حامد بأسلوبٍ فظ:
انتا هتتساير معانا و لا إيه! يلا أطلع خلصنا ....
إبتلع السائق ما تبقي من كلامه و بدا الضيق علي ملامحه، قبل أنا يفتح باب سيارته، و يجلس علي مقعده مديراً مفتاحها استعداداً للإنطلاق، و قد جلس كل من المعلم حامد و الشيخ أبو حجاج في الخلف بينما جلس صابر بجانبه، و ما إن أغلق ثلاثتهم باب السيارة، حتي إنطلق بها السائق نحو الوجهة التي أخبروه بها ....
و منذ اللحظة الأولي لإنطلاق السيارة من المحطة، نظر صابر في المرآة الجانبية له، و إلتقطت عيناه، إحدى سيارات الأجرة و قد بدأت في التحرك خلفهم، و قد لاحظ عدم وجود أي ركاب بها، و أنتظر بضع دقائق أخذ يختلس فيها النظر إلي تلك السيارة حتي تيقن من أنها تتبعهم، و هنا نظر لكل من حامد و أبو حجاج من المرآة الأمامية نظرة ذات مغزي، علموا منها أن هناك من يراقبهم، و بنظرة أخري حذرهما من النظر للخلف لعدم لفت الأنظار، قبل أن ينظر هو إلي ساعته قائلاً:
ماشي يا جماعة هتكملوا انتوا سكتكوا و أنا هحصلكوا بعدين ....
 

تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة