فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٧

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٧

0 المراجعات

 

قالها و أشار للسائق بالتوقف علي جانب الطريق، و قام بالنزول من السيارة و قد بدت عليه العصبية الشديدة و هو يضرب السيارة بيده مشيراً إليه بالإنطلاق، فما كان من السائق إلا أن أنطلق بالسيارة مسرعاً فراراً من ذلك المختل علي حد وصفه، و أما صابر فقد أخذ يسب و يلعن و يلوح يميناً و يساراً و عيناه تتركز علي تلك السيارة التي كانت خلفهم و هي تقترب و لكن بسرعة أقل، فأخذ صابر يلوح له بعصبية شديدة أن يقترب بسرعة، إلي أن توقفت السيارة أمامه مباشرة، فأدخل صابر رأسه داخل السيارة و قد تبدلت ملامحه إلي إبتسامة عريضة، قائلاً:
تعرف مين صابر البرنس يا ابن عمي؟
قالها و فتح باب السيارة و جلس بجانب السائق، و الذي بدت عليه علامات الدهشة الممزوجة بالتوتر، قبل أن يجيب:
لا و الل....
قاطعته لكمة كالقنبلة في منتصف وجهه هشمت أنفه تماماً و أفقدته الوعي علي الفور، و هوت رأسه علي مقود سيارته، و أخذت الدماء تنزف منه بغزارة و قد أغرقت جسده، قبل أن يتابع صابر قائلاً بمنتهي السخرية:
يبقي أنا يا روح امك ....

______________________________________________

على قطعة الموكيت الحمراء، في حجرة المكتب الخاصة برجل الأعمال محمد رشوان، و أمام البوفيه الأنيق المكون من مجموعة من الأرفف المصممة بشكل فريد، و التي تحوي ثلاجة صغيرة و بعض من زجاجات الفودكا و الشامبانيا ذات الأشكال المميزة، و يعلوه جهاز تليفزيون، و بجواره على أرضية الغرفة «زوج شبشب بلاستيك» يستخدمهما على ما يبدو فى الدخول والخروج، فقد جلس علي ركبتيه يداعب إبنته الصغيرة التي كانت تبلغ من العمر ثلاثة سنوات و بضعة أشهر، فعلي الرغم من إنغماسه في أعماله كان حريصاً علي إيجاد الوقت و لو القليل منه ليجلس مع وحيدته، حيث كان مجرد سماعه لصوت ضحكتها كافياً ليزيح عن صدره أية متاعب أو ضغوط، فهو الذي أنجبها بعد طول إنتظار لفترة تجاوزت العشرة سنوات، لذلك فهو الأن بجانبها يشعر كأنه طفل صغير، و يتمني أن يبقي كذلك، و لا يريد العودة مرة أخري إلي تلك الحياة التي يعيشها، أما هي فكان شعرها الأصفر، و بشرتها الحنطية ذات البقع البنية الخفيفة، و وجنتيها الورديتين، و براءة الكون في عينيها البنيتين، لأمر يجعلك تتمني أن يمنحك الله هدية ك (هبة)، فهي أكبر من أن تصفها مجرد كلمات ....
فهي هبة اسم و معني ....
هي هبة إحساس و شعور ....
هي هبة الله له ....
وجد نفسه يبكي بشدة و هو يحتضنها ....
و يبكي ....
و يبكي ....
وجد نفسه يبكي دون إرادة ....
تعلقت عينه بها و إنهمرت دموعه أكثر ....
تمني أن يمتد عمره ليكون دائماً بجوارها ....
تمني أن ينهي كل أعماله و ليرحلوا جميعهم إلي مكان بعيد ....
لقد عبر محمد رشوان ذو الشخصية القوية العنيدة الأن عن ضعفه واحتياجه إلى الأمان والراحة ....
عبر عن ذلك أمام صغيرته و كأنه خائفاً من شئ ما، كعدو يترصده، أو مجهول يتهدده ....
تمني الموت إذا كان لا مفر منه، مقابل أن تحيا إبنته و زوجته في أمان ....
إحمرت عيناه من حرقة بُكاءه ....
و نهض من الأرض و هو يحملها بين ذراعيه و سار بخطواتٍ بطيئة، حتي استقر خلف مكتبه، و جلس علي كرسيه و أزاح بعض الأغراض جانباً مفسحاً لها مكان علي سطح المكتب ليجلسها، و تناول بعض المناديل الورقية بجانبه و أخذ يجفف دموعه، قبل أن يستعيد هدوءه نسبياً و ....
دق جرس الهاتف ليخرجه من مستنقع أفكاره و حزنه، و كان يتمني عدم الرد، و لكن تكرار الرنين أصابه بالملل، و لوهلة قرر رفع السماعة و عدم الرد، و بالفعل قام برفع السماعة و ....

تابع.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة