فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٨

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٨

0 المراجعات

" في حد كان ورانا يا باشا .... "
قالها صابر البرنس بصوته المميز الذي تعرف عليه محمد رشوان فور سماعه له عبر الهاتف، فعقد حاجبيه و بدا عليه التفكير الشديد لثواني، في حين تابع صابر قائلاً:
بس اطمن يا باشا أنا قطعت عليه، و زمانه دلوقتي في الإنعاش ....
تنهد محمد رشوان تنهيدة عميقة، قبل أن يقول:
ماشي يا صابر ....
عايز عينك في وسط راسك لحد ما تخلص المهمة دي، مفهوم؟
أجاب صابر بمنتهي الثقة:
ما تشغلش دماغك يا باشا .. كله هيبقي تمام ....
أغلق محمد رشوان سماعة الهاتف في نفس الوقت، الذي ضغط فيه علي زر خاص علي سطح المكتب، و لم تمضِ بضع ثوانِ حتي سمع طرقات علي باب المكتب، فإذا بفتاة في منتصف الثلاثينات من عمرها، سمراء اللون ترتدي جلابية وردية، وتضع حجاباً أحمراً يغطي شعرها تماماً، و ما إن رآها حتي قال:
خدي هبة يا فاطمة طلعيها لأمها، و أعمليلي فنجان قهوة بسرعة ....
أومأت فاطمة الخادمة السودانية التي تعمل لديهم منذ أكثر من عشرة أعوام و أشارت برأسها إيجاباً و قامت بحمل هبة بين ذراعيها و التي أخذت تبكي بشدة، فقامت هي بمداعبتها حتي تهدأ و خرجت من المكتب، في حين نهض هو من مكانه، و تناول علبة سجائره و أخرج منها واحدة وضعها بين شفتيه و أشعلها ثم أخذ منها نفساً طويلاً أخرجه ببطء شديد و بدأ يسير ببطء داخل الحجرة و هو يفكر فيما أخبره به صابر، و من يمكن أن يفعل ذلك، و بعد تفكير شديد توقف فجأة في منتصف الحجرة، و شرد بذهنه قليلاً قبل أن يقول بصوت خافت هادئ:
لو اللي بفكر فيه صح يبقي ....
الحرب كدة بدأت ....

_____________________________________________ 

 جلس المقدم هشام بجوار مدير المستشفي في غرفة التحكم و المراقبة و معهما الفني المسئول، و لثلاثة ساعات متواصلة ظل يطلب هشام إعادة لتسجيلات كل كاميرا موجودة بالمستشفى لأكثر من مرة، و هو الأمر الذي تسبب في ملل رهيب، بالإضافة إلي إرهاق ذهني و عصبي كبير للجميع فيما عدا هشام الذي كان يركز في كل تفصيلة في تسجيلات الكاميرات، و ما أثار غضبه بحق أنه بالفعل لم تلتقط تسجيلات الكاميرات شيئاً غريباً، حيث كان يتوقع أن تلتقط عينيه الخبيرة تفصيلة و لو صغيرة تدعم شكوكه حول دخول شخص غريب المستشفي و تحديداً غرفة هبة، و ....
و فجأة أخرج هاتفه المحمول من جيبه و قام بالإتصال بالرائد و وضع الهاتف علي أذنه و انتظر قليلاً حتي أتاه صوت حسام علي الجانب الآخر، فقال في هدوء :
حسام باشا .. عامل إيه؟
بقولك ....
سيب كل حاجة في إيدك و تعالي المستشفي ضروري ....
أنتظر بضع ثواني، استمع فيها إلي حسام علي الجانب الآخر قبل أن يتابع:
انا هناك دلوقتي اه ....
و هات معاك خبير من المعمل الجنائي ....
بسرعة يا حسام ....
قالها و أنهي المكالمة، و علامات التحدي و الجدية تكسو ملامحه كلها و ....
نظر كل من مدير المستشفي و الفني لبعضهما البعض، ثم إلي هشام، ثم لاذ كل منهما بالصمت ....

_____________________________________________

 بدأت الحكاية بالجدل الذى ثار مع اقتراح تعديل فى القانون الجديد للآثار يسمح للمواطنين بالاتجار فيها داخلياً، فأنتشر التنقيب عن الآثار فى مصر بشكل كبير للغاية و قد أستفحل الأمر من قبل بعض العصابات التي تخصصت في ذلك، ففي أوائل الثمانينات من القرن الماضي، قامت مجموعة كبيرة من قوات الأمن و رجال شرطة الآثار، بشن هجوم قوي علي بعض أوكار العصابات الموجودة في عدد من محافظات الصعيد و الذي ذاع صيتهم في تجارة الآثار آنذاك ....

تابع.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة