فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٩

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ١٩

0 المراجعات

و قتئذٍ تم القبض علي أحد السماسرة الذين يعملون لحساب هؤلاء التجار و يدعي سلامة الهنداوي، و بالتحقيق معه تبين أن الأمر لم يقتصر علي مجموعة من تجار آثار عاديين فحسب، بل أن هناك أحد كبار الشخصيات في الدولة هو من يمسك بمقاليد الأمور و يتحكم بها فيما يخص ذلك الأمر، و لكن لم يتثني لأحد من هؤلاء أن يراه، فدائماً ما كان هناك أكثر من وسيط، و لا يمكنك رؤيته مطلقاً ....
تم القبض علي العديد من المتهمين بالتجارة في الآثار و بيع التماثيل الفرعونية و تهريبها خارج البلاد، و لكن بلا أي دليل ....
مجرد متهمين، بل و الأكثر من ذلك أنهم كانو مجرد وسطاء ليس أكثر، و ما أدلوا به من معلومات في التحقيقات ليس بالكثير، الأمر الذي جعل نتائج التحقيقات آنذاك تقف دائماً عند النقطة صفر ....
إلا عندما تم القبض علي سلامة الهنداوي ....
كان طرف خيط ممتاز للغاية و ....
سيل من الذكريات التي انهمرت علي عقل ذلك العجوز المقبل علي الثمانين من عمره، ذو الشعر الأبيض و الذقن البيضاء اللذين أضفا عليه المزيد من الهيبة و الوقار، و لم تنجح التجاعيد التي بدت واضحة علي وجهه في إخفاء وسامته رغم كل هذا العمر، و كل ذلك تغلفه ملامح حادة و نظرة أشبه بنظرة ذئب عجوز جريح صارع كل من حوله من أجل البقاء و ها هو قد بقي ....
ها هو يجلس في شرفة قصر مهيب يطل علي البحر في مدينة فايد، يقع علي مساحة شاسعة، تحيط به الأشجار الكثيفة مما يجعله مخفياً عن الأنظار، و مُحاط بكل وسائل الأمن من أفراد و أسلحة، بالإضافة إلي وجود مهبط للمروحياتعلي السطح، ويحتوي علي كل سُبل الراحة و الرفاهية حتي صار أشبه بمدينة متكاملة ....
و قد أخذ نفساً عميقاً و هو ينظر أمامه إلي البحر قبل أن يتناول هاتفه المحمول و يضغط زر الإتصال و انتظر ثواني حتي أتاه صوت محدثه علي الجانب الآخر، فقال بحزم و صرامة إعتاد عليها:
إيه يا هشام ....
الشغل أخد وقتك لدرجة إنك نسيت أبوك ....
صمت قليلاً، ثم تابع دون أن يلتفت إلي رد محدثه:
عايزك بكره الصبح تكون عندي هنا، فاهم و لا لأ ....
و تبقي ما تجيش يا هشام ....

______________________________________________

       فضّل الرائد حسام أن يقف خارج الحجرة التي ترقد بها هبة في المستشفي، ينتظر كل من المقدم هشام و خبير المعمل الجنائي الذي أحضره معه، بالإضافة إلي الطبيب المسئول عن الحالة، ثم أخذ ينظر في ساعته، فقد بدأ الملل يتسرب إليه فقد مرت أكثر من ٤٥ دقيقة و لا يزال الجميع بالداخل، فأخذ يتجول في أروقة و ممرات الدور، و في آخر ذلك الممر الطويل و بجوار أحد الأركان حيث كان الضوء خافتاً نسبياً، كان هناك شخصاً يقف مستنداً بظهره علي الحائط، ينظر بوجهه إلي الأرض، فأخذ حسام يقترب أكثر و أكثر و في كل مرة كانت ملامحه تضح شيئاً فشيئاً، و ....
و فجأة توقف حسام في مكانه، و سحب مسدسه ببطء شديد للغاية ....
فهناك ....
و علي بعد أمتار قليلة في نهاية الممر ....
كان يقف آخر وجه توقع ظهوره أمامه الأن علي الإطلاق ....
و فجأة تحول وجه ذلك الشخص من النظر لأسفل لينظر أمامه، ثم إلتفت ببطء شديد إلي يمينه، ليري حسام الذي كان متوقفاً علي بعد أمتار قليلة منه مصوباً نحوه مسدسه، و ....
" حسام .... "
أتاه صوت هشام من خلفه و هو يناديه، و بتلقائية شديدة إلتفت حسام خلفه، ثم عاد مرة أخري و ....
و لم يجد أحداً ....
كان الممر خالياً من أي شخص ....
علي الإطلاق ....

تابع
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة