فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٢٠

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٢٠

0 المراجعات

لم تمضِ أكثر من نصف ساعة علي وصولهم حتي سُمع صوت طرقات علي باب بيت سلامة الهنداوي، فصمت الجميع، قبل أن ينهض سلامة من مجلسه، و أقترب من الباب قائلاً بصوت هادئ و إن شابه بعض القلق:
مين ع الباب؟
تنفس كل من المعلم حامد و الشيخ أبو حجاج الصعداء حينما سمعا ذلك الصوت الفظ المألوف لديهم و هو يجيب في إقتضاب:
صابر ....
أشار كلاهما لسلامة إشارة الأمان و بفتح الباب، فتنهد هو الآخر في إرتياح و قام بفتح الباب و نظر إلي صابر نظرة طويلة، في حين رمقه الأخير بنظرة حادة و كأنما يحاول كل منهما إكتشاف الآخر، قبل أن يقطع سلامة ذلك الصمت، و يشير إلي صابر قائلاً:
إدخل بسرعة ....
دخل صابر فلما رآه كلا من حامد و أبو حجاج، أقبلا عليه قبل أن يقترب منه حامد قائلاً بقلق بالغ:
عملت إيه يا صابر؟
أغلق سلامة الباب خلفه في إحكام بعد أن تيقن من عدم وجود أي شخص بالقرب من محيط البيت و أنه لم يكن هناك من يقوم بمراقبتهم، في حين أخرج صابر علبة سجائره الخاصة من جيبه، و تناول واحدة منها قبل أن يعيدها إلي جيبه مرة أخري، و هو ينظر إليهم و قد إرتسمت علي وجهه إبتسامة ساخرة، و قام بإشعال سيجارته و قد أخذ منها نفساً طويلاً، قبل أن يقوم بإخراجه ببطء كعادته، و هو يقول بكل ثقة:
اطمنوا ....
كله تمام ....
لا العربية و لا اللي فيها بقي ليه أثر في البلد كلها ....
و أنتوا؟
تنهد الجميع في إرتياح قبل أن يقول سلامة بنفس اللهجة التي امتزجت بالثقة:
أطمن يا صابر، الدار أمان ....
لا العربية اللي وصلتهم هنا و لا سواقها ليهم أي أثر خالص ....
تمام زي ما انتا ما عملت ....
نظر إليه صابر بسخرية، و أخذ نفساً آخر من سيجارته، قبل أن يسأله بصوت غلفه شئ من الهدوء الذي بعث شيئاً
من عدم الإرتياح في نفس سلامة الهنداوي:
في المكان؟ و امتي هنبدأ؟ إحنا لازم نخلص هنا في أسرع وقت ....
نظر إليه سلامة في صمت، قبل أن يتحول بنظره إلي كل من المعلم حامد و الشيخ أبو حجاج، لتبادل ثلاثتهم النظر في صمت، قبل أن يقطع حامد تلك النظرات قائلاً:
إيه يا صابر؟ ..
متستعجلش ..
ده مش محل جواهرجي من اللي انتا متعود تسرقهم و تخلع ....
ضحك أبو حجاج ضحكة طويلة، و هو ينظر إلي صابر ساخراً قبل أن يقول:
يابني دي مقبرة .. عارف يعني إيه مقبرة؟ .. مقبرة فرعونية يا صابر ....
اهدا كدة ....
بعد الغدا الحاج سلامة هيقعد معانا و هنعرف منه كل حاجة ....
قالها قبل أن يغادر سلامة الغرفة ليستعجل الغداء، في حين لاذ ثلاثتهم بالصمت ....

______________________________________________

كانت عقارب الساعة تشير إلي التاسعة صباحاً حينما عبرت سيارة "هشام" بوابة ذلك القصر المهيب، و خرج من سيارته و نظر إلي أعلي متأملاً ذلك المبني الأشبه بالقلعة الحصينة، ثم نظر إلي ساعته قبل أن يكمل سيره نحو باب القصر متجاوزاً جيش من رجال الحراسات الخاصة، ثم  صعد الدرج حيث استقبلته سيدة فى العقد السادس من العمر، فأبتسمت ببشاشة لرؤيته قائلة:
ياااااه يا هشام .. عاش من شافك يابني، كنت فاكرة إني هموت قبل ما أشوفك تاني ...

فابتسم لها وقال :
- الله يسلمك يا أمي .. أخبار صحتك ايه؟
أسعدها سؤاله عن صحتها فردت و الفرحة تغمرها:
- بخير الحمد لله .. وحشتني كلمة أمي منك أوي ....

تابع

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة