فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٢١

فيلا يعقوب: غموض و إثارة - حلقة ٢١

0 المراجعات

ابتسم هشام إبتسامة حانية و انحني يقبل يديها مما ضاعف شعورها بالسعادة  أكثر و أكثر قبل أن تقترب منه و قد همست في أذنيه قائلة:
والدك مستنيك في الجنينة من بدري، روحله بسرعة أحسن لو عرف إني معطلاك هتبقي مصيبة ....
ابتسم هشام أكثر و هو يقول بلهجة غلفتها كل مشاعر الحب و العاطفة نحوها:
أطمني .. هروحله و هرجعلك أكيد عشان نفسي أقعد معاكي كتير أوي ....
مالت نحوه قائلة في منتهي العطف و الحنان:
هستناك يا حبيبي .. ثم صمتت للحظات قبل أن تحمل لهجتها شئ من القلق و الحذر و هي تستطرد بس قائلة: بس خد بالك هو متعصب شوية ....
أومأ برأسه متفهماً، قبل أن يتوجه إلي الجنينة حيث كان والده يجلس حاملاً جريدة الصباح، و بجانبه فنجان من القهوة تفوح منه رائحة ذلك البن المميز الذي إعتاد علي تناوله طيلة سنوات عمره، فأقترب هشام أكثر حتي صار علي بعد خطوات قليلة خلفه .....
" حمدالله ع السلامة يا هشام باشا "
قالها عبد الرحمن زيدان والد هشام قبل أن يقف الأخير أمامه مبتسماً و قد أنحني مقبلاً يده قائلاً في سعادة غامرة:
مش هتتغير انتا أبداً يا باشا ....
واحشني و الله، و أنا بجد أسف علي التأخير ده كله ....
رغم اللامبالاة التي إرتسمت علي ملامحه، إلا أن هشام لم يعيرها إنتباهاً، فهو يعلم شخصية والدة جيداً علاوة علي تقدمه في العمر، فأصبح لزاماً عليه أن يتحمل ذلك، في حين نظر والده إليه نظرة طويلة قبل أن يقول، بلهجة آمرة كعادة من أعتاد علي طاعة الأوامر دون مناقشة:
أقعد هنا و أسمعني كويس ....
استجاب هشام و جلس علي الفور دون أدني تفكير أو مناقشة، قبل أن يقترب منه والده و أصبح ملاصقاً له تماماً، قائلاً بصوت خافت كالفحيح:
إبعد ....
إبعد عن هبة ....
إبعد عن هبة و حارسها ....
______________________________________________

 في خلال عشر دقائق كانت زوجة سلامة الهنداوي قد أعدت الغداء لهم، و الذي كان عبارة عن دجاج مسلوق و ملوخية و أرز و خبز، فذهب سلامة للمطبخ و قام بإحضاره بنفسه و تقديمه لهم قائلاً بإبتسامة خفيفة:
بسم الله يا جماعة ....
كان الطعام بسيطاً للغاية، لكنهم أقبلوا عليه بنهم شديد فلقد كان مشوار السفر طويل و مرهق و كان الجوع قد افترسهم بحق، في حين تظاهر صابر بأنه يأكل و انتهي سريعاً قبل أن ينهض و قد أخرج من جيبه سيجارة قام بإشعالها و جلس جانباً ينتظر إنتهاءهم من تناول الطعام، أما هم فقد نظروا إليه بدهشة، و هم سلامة بقول شئ ما فأشار إليه حامد أن يترك صابر علي راحته، فصمت و عاود كل منهم ليكمل طعامه، حتي انتهوا جميعاً فقام سلامة بإعداد الشاي لهم، و ذهب للجلوس بجوار صابر قائلاً بجدية تامة:
هنحتاج حد بيعرف يحفر، و علي حسب ما أنا عارف مفيش حد فيكم ليه خبرة في الحفر، بس الأوامر إن مفيش غريب يدخل في العملية دي ....
نظر إليه صابر في برود ثم نظر إلي حامد و أبو حجاج الذي بدت عليهم علامات الحيرة قبل أن ينظر إلي سلامة مرة أخري قائلاً:
أنا هحفر ....
ضحك سلامة ضحكة عالية طويلة قبل أن يقول بسخرية تجلت في كل حرف ينطق به:
صابر يا حبيبي احنا مش هنحفر بير، دي مقبرة فرعونية، و بتتحفر زي ما الخريطة بتاعتها بتقول بالظبط، و الغلطة هتضيعنا كلنا، صحيح احنا وصلنا للفحم و عديناه بس لسة باقي كام متر علي ما نوصل للباب، و المقبرة دي بالذات مهمة أوي و احنا بقالنا كتير موقفين حفر، و الموضوع نام و الكل عرف اننا كنا بنحفر في المكان الغلط ....
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

متابعين

610

متابعهم

115

مقالات مشابة