بذلة الغوص و الفراشة: الجزء السابع و العشرون

بذلة الغوص و الفراشة: الجزء السابع و العشرون

0 المراجعات

صبايا هونغ كونغ 


عشقت السفر. من حسن الحظ أن استطعت أن أخزن على مر السنين ما يكفي من الصور والنفحات والأحاسيس لأتمكن من
الرحيل، أيام تسد ساء في لون لوح الدراسة، هنا، أي أفق للخروج.
هي ذي التسكعات الشاذة، الرائحة الزنخة لحانة نيويوركية وعبق الفاقة في سوق رانغون. أصقاع العالم. الليل الأبيض والجليدي لسان
بيترسبورغ أو التوهج الباهر للشمس في فورناس كريك بصحراء نيفادا.

هذا الأسبوع، هناك ما هو خاص نوعا ما. مع الفجر من كل.
صباح أطير إلى هونغ كونغ، حيث تنعقد ندوة الطبعات الدولية من مجلتي.

أواصل قول «مجلتي» رغم الفحش الذي حف بالعبارة، كا لو أن حب التملك هذا، هو واحد من تلك الخيوط الرهيفة التي تشدني إلى العالم المتحرك.
واجهت في هونغ كونغ بعض الصعوبة في إيجاد طريقي، لأني على عكس كثيرين آخرين، لم أزر هذه المدينة قط.

في كل مرة كان هناك ظرف قاس ما يبعدني عن هذه الوجهة.

فإذا لم أسقط مريضا يوما قبل الرحيل، أضيع جواز سفري أو يناديني تحقيق صحفي تحت سماء أخرى. في المجمل كانت الصدفة تمنعني من الذهاب.

وفي إحدى المرات تركت مكاني لجان بول ك. ولم يكن قد قضى بعد سنينه الطويلة في زنزانة ببيروت، يحصي الأصناف الكبرى من
خمور بوردو كي لا يصاب بالجنون.

أذكر يوم جلب لي هاتفا خلويا، مما يمكن عده وقتها أحدث طراز، وكيف كانت عيناه من وراء
نظارته المستديرة تضحكان.

أحب جان بول، لكني لم أعاود رؤية رهينة «حزب الله» قط.

و ذلك عائد بلا شك إلى خجلي من اختياري وقتها خوض لعبة المصالح في عالم تحكمه البهرجة.

في الوقت الحالي، أنا المسجون وهو الرجل الحر. وعلى اعتبار أني لا أعرف كل خمور
ميدوك، كان حريا بي أن أبحث لي عن تعداد آخر يؤثث الساعات الأكثر ركودا.

كأن أحصي البلدان التي تطبع فيها مجلتي. هنالك في الحاصل ثمانية وعشرون بلدا منتميا إلى هذه الأمم المتحدة المغرية.
بالمناسبة، أين أنتن يا زميلاتي العزيزات، سفيرات «لمستنا الفرنسية» الدؤوبات؟ الماكثات طوال اليوم في قاعة استقبال
الفندق محاولات بالصينية والإنجليزية والتايلاندية والبرتغالية و التشيكية، أن يجبن على أكثر الاستفهامات ميتافيزيقية: من تكون
المرأة «هي»؟ أتخيلكن الآن متناثرات في هونغ كونغ، عبر شوارع تقطر بضوء النيون، في محل تباع داخله حواسيب الجيب وسلطانيات
حساء الشعرية، مهرولات في إثر ربطة «الفراشة» الخالدة لرئيسنازالمدير العام إذ يقود الجميع بخطى حثيثة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

460

followers

610

followings

115

مقالات مشابة