على صفحات الماضي الحلقة (٢)

على صفحات الماضي الحلقة (٢)

0 المراجعات

الحلقة الثانية

على بعد أمتار من الغرفة كانت تجلس سهى أخت مها التي وصلت برفقة أبناءها لترى أختها التي لم ترها منذ غادرت البلد قبل خمسة عشرة ربيعاً لم يقوموا بإيقاظ مها وولديها من النوم فقد كانت رحلة متعبة وأرادوا أن يتركوهم يناموا على راحتهم .

كانت تجلس سهى مع زوجة أخيها سامية وتسألها بكل لهفة كيف وجدت أختي مها يا سامية ، فترد سامية إنها لطيفة جداً ، فتبادرها سهى إنها أجملنا هل ما زالت بنفس جمالها ، إنها جميلة لكني لا أعرف كيف كانت قبل أن تسافر لكنها ما زالت جميلة وممشوقة القامة وتعرف بأنها أصغر منك ومن محمد.

كانت سهى لديها خمسة أبناء أكبرهم وليد الذي اسمته على اسم ابن أختها لتعلقها الشديد به كان وليد في الرابعة عشرة بعده وسيم في الثالثة عشرة بعده وضاح في الثانية عشرة من عمره وبعدهم التؤام سما ولمى وكانتا في الحادية عشرة من العمر. كانوا يجلسون حول والدتهم ينصتون بكل لهفة واشتياق ليسمعوا عن خالتهم وولديها .

وبينما هم يتجاذبون أطراف الحديث ، نهضت مها من سباتها وسمعت صوت في الصالة وفهمت أن أختها قد حضرت هي وأبناءها .

أسرعت مها بتغيير ملابسها ووضع بعض الروائح الزكية وأيقظت ولديها وخبرتهم بأن خالتهم قد وصلت هي وأبناءها .

فتحت مها باب الغرفة فسمعت أختها سهى باب الغرفة وهرولت إلى أختها وحضنتها وأخذت تبكي لكم اشتفت لك يا أختي ، الحمد لله الذي أعادك لنا ، لا تحزني يا أختي على ما جرى فكل شيء بقضاء وقدر!

في الغرفة المجاورة كان وليد وسهى قد تأثرا ونزلت دموعهما وهما يسمعان خالتهم في الخارج وهي تحدث أمهم. وتذكروا والدهم وما حدث لهم وكيف عادوا إلى البلد.

بصوت صغير يكاد لا يسمع قال وليد لسهى أريد أن أدخل دورة المياه قبل أن أسلم على خالتي وأيناءها ، فبادرته بالحديث نعم أخرج دون أن يسمعك أحد وسأقوم بالدخول بعدك.

دخل وليد دورة المياه ولأول مرة بحياته يرى دورة مياه بهذا الشكل ، أخذ وليد ينظر لدورة المياه التي تهالكت ولم يتسطع أن يستخدمها فأسرع بغسل وجهه من سطل ماء وجده في الأرض وغير ملابسه وخرج

دخل وليد على أخته في الغرفة وقال لها لا أظن يا أختي أنك ستستطيعين استخدام دورة المياه ، فهي متغيرة تماماً على دورة المياه التي آلفناها، ابتسمت جنى ابتسامة ممزوجة بالحزن وهتفت في نفسها يبدوا أنه علينا التأقلم على أشياء كثيرة هنا.

بعد نصف ساعة كان الأخوين قد تعرفوا على خالتهم وأبناءها وسلموا عليهم .

رغم أن وليد وجنى كانا يعيشان منذ ولادتهم في دولة أوروبية إلا أن مها حرصت كل الحرص على أن تعلم أبناءها اللغة العربية فكانوا يدرسون مدرسة إلكترونية بالآنترنت اللغة العربية والدين ويدرسون هناك في مدرسة أجنبية.

لم تكن اللغة بالنسبة لهم عائق حتى يفهموا من حولهم ولكن عليهم أن يتعودوا على نمط الحياة هنا في بلادهم خصوصاً أنهم عاشوا في بلاد الغربة حياة رفاهية.

اتخذ أولاد الخالة مجلس منفصل لهم عن خالاتهم حتى يستطيعوا التعرف على بعضهم أكثر.

قال وليد ابن مها كنتم على مواقع التواصل تبدون أكبر من ذلك قليلاً محدثاً أبناء خالته ، فضحك أبناء الخالة وقالوا له وأنت كنت تبدوا أصغر من ذلك ، أستمر أبناء الخالتان بالتحدث مع بعضهم عن عادات وتقاليد البلدتين والفرق بينهما وكان بجوارهم الطفلان نادر ونائف أبناء خالهم محمد في التاسعة والثامنة من عمرهم.

في الجانب الآخر قالت سهى ممازحة أختها مها لقد كبرت يا أختي وظهرت عليك بعض الشعر الأبيض ، ابتسمت مها ابتسامة ممزوجة ببعض الألم ، ابتسامة تترجم ما عاشته من أيام صعبة مع زوجها في الغربة ، شعرت سهى بأنها أخطئت بالكلام فقال: لا تصدقي يا أختي فأنا أمزح معك. فردت مها لا بأس عليك.

لم ترد سهى أن تفتح لمها صفحات الماضي الأليم أمام زوجة أخيها وفضلت أن تؤجل الحديث عن الماضي وعيشة الغربة إلى يوم آخر

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

18

followers

30

followings

34

مقالات مشابة