على صفحات الماضي الحلقة (٤)

على صفحات الماضي الحلقة (٤)

0 المراجعات

في الصباح سمعت مها أصوات ضجة كبيرة في الشارع وأسرعت للنافذة كعادتها ورأت بأن الناس قد نهضوا وأصحاب المحلات قد فتحوا وبدأ فجر يوم جديد.

تركت مها ولديها نائمان في الغرفة وخرجت لتطمئن على والديها ، وبعد أن أطمئنت عليهما دخلت المطبخ لتساعد زوجة أخيها في إعداد الطعام.

كان المطبخ لا يزال قديماً كما تركته، وكان الجدار قد غطاه السواد والسقف قد أوشك على الانهيار، كانت هناك تشققات كثيرة في ذلك السقف، وسألت مها زوجة أخيها ، هل تنزل قطرات المقطر من هذه التشققات أجابت زوجة أخيها نعم ، فموسم الأمطار يبلل المنزل ليس المطبخ فقط، ولكن لماذا لم يتم ترميمه قالت مها بصوت منخفض وكأنها تريد طمس السؤال.

نظرت زوجة أخيها وقالت الحياة أصبحت صعبة جداً وراتب أخيك قليل لا يكفي حتى لقوت يومنا فنحن نحاول أن نقتصد في المصاريف حتى تكفينا لنهاية الدهر . سكتت مها ونظرت للأرض وكأنها محرجة من سؤالها ثم اعتذرت سامحيني يا سامية لم أقصد ولكني أردت السؤال فقط. فردت سامية لا بأس عليك.

بعد أن انتهوا من الإفطار سرحت مها وهي تفكر بحالتهم المادية الصعبة وأنها لا بد وأن تبحث عن عمل حتى تستطيع أن تساعد في المصاريف أو أن تستقيل هي وأبناءها في شقة أخرى.

بدأت بفتح أمتعتها الكثيرة تبحث عن شهاداتها التي أخذتها من الخارج وعندما عثرت عليها ، كانت جنى تقف تراقب والدتها وقالت ماذا تفعلين يا أمي ؟ ردت الأم : سأبحث عن عمل يا ابنتي حتى أستطيع أن أوفر لكم متطلباتكم.

وبالفعل فمنذ الأسبوع الأول بدأت مها تبحث عن عمل من الهاتف وتقرأ الإعلانات التي تظهر وتحاول التواصل معهم على الأرقام والإيميلات. لم يكن الأمر سهلاً فأخذ منها البحث كثيراً ولكنها أخيراً حصلت على عمل في إحدى الشركات كمراسلة تجارية خصوصاً أن لديها لغة قوية وبدأت مزاولة العمل.

بدأت مها تزاول عملها والتحق ابناءها بمدرسة خاصة بعد أن بعد بعض من مجوهراتها حتى تلحقهم بالمدرسة ، وبدأت تساعد أخيها في مصاريف المنزل والعلاج.

وفي يوم من الأيام وبينما مها عائدة من العمل صادقت إمراءة في العقد الخامس من عمرها أمسكت مها بيدها بقوة وبدأت تنهال عليها بالأسئلة : من أنت وهل أنت متزوجة وما الذي جاء بك إلى هنا وماذا تقربين لمحمد وغيرها من الأسئلة الكثيرة ، انزعجت مها من هذه الأسئلة التي لم تجيب إلا على بعضها وحاولت الإفلات من هذه المراءة عنوة وأسرعت للمنزل وأخبرت سامية بما حدث ، وحذرتها سامية من هذه المراءة وأخبرتها عن مشاكلها الكثيرة مع الجيران وقصص السرقة التي تحدث ويتهمها الجيران فيها ناهيك عن لسانها السليط وأخبرتها أن تحاول أن لا تقف معها مرة أخرى وأن تحذر أبناءها منها، همست مها في نفسها لقد انزعجت كثيراً منها وأحسست منذ اللحظة الأولى بعدم ارتياح لهذه السيدة.

مرً عام كامل أستطاعت مها من خلاله أن تدخر العديد من النقود وقامت باقتناء المنزل القريب من منزلهم لها ولأبناءها حتى تستطيع أن توفر لأبناءها جو مناسب للمذاكرة بعيداً عن ازعاج الأطفال وحتى يشعروا باستقلالية لكنها كانت دائماً ما تمر على والديها للإطمئنان على صحتهم وتساعد أخيها في المصرف وفي العلاج.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

18

متابعين

30

متابعهم

34

مقالات مشابة