![قصة سليمان وملكة سبأ: رحلة الإيمان والحكمة](https://amwcdn.com/featured/405211/conversions/1da175c2ce-full-webp.webp)
قصة سليمان وملكة سبأ: رحلة الإيمان والحكمة
الفصل الأول: مُلكٌ لم يُؤتَ أحدٌ من العالمين
في أرض فلسطين المباركة، حيث تتناثر أشجار الزيتون على التلال، جلس النبي سليمان -عليه السلام- في محرابِ عبادته، يتلو آيات الله بخشوع. كان قد ورث عن أبيه داود -عليه السلام- النبوةَ والمُلك، لكن الله منحه أكثر: لغةَ الطير، وتسخيرَ الجن، ومملكةً لا تغيب عنها الشمس.
كل فجرٍ، كان سليمان يتفقد جيشه العجيب، الذي ضمَّ صفوفًا من:
- البشر: فرسانٌ بأدرعٍ تلمع تحت الشمس.
- الجن: عمالٌ بنوا له القصور في لمح البصر.
- الطيور: جَواسيسُ تُحلق في السماء تنقل الأخبار.
وفي صباحٍ ملؤه الضباب، لاحظ سليمان غياب الهدهد، الطائر الذي كان دائمًا في المقدمة. التفت إلى وزيره آصف بن برخيا، الحكيم الذي يُنسب إليه علم الكتاب، وسأله: أين الهدهد؟ أم هو من الغافلين؟
![image about قصة سليمان وملكة سبأ: رحلة الإيمان والحكمة](https://amwcdn.com/content/406581/conversions/0e6776504b-attachments-webp.webp)
الفصل الثاني: رحلة الهدهد السرية
كان سبب غياب الهدهد أنه ذهب الى رحلة ليحلق فوق صحراء الربع الخالي، حين شاهد سربًا من الطيور الغريبة تتجه جنوبًا. اتبعها حتى وصل إلى مملكة سبأ باليمن. هناك، رأى مشهدًا أعجبه وأفزعه في آنٍ واحد فقد شاهد :
- بلقيس، ملكةٌ شابة تجلس على عرشٍ من ذهبٍ مُرصَّع بالياقوت.
- قومٌ يسجدون للشمس عند الشروق، وينثرون القرابين من ذهبٍ حول نارٍ مقدسة!
أسرع الهدهد عائدًا، وفي قصره، وقف مرتعدًا أمام سليمان: يا نبي الله، رأيتُ قومًا يَعبُدون الشمس! امرأةٌ تحكمهم، ولها عرشٌ عظيم، لكنهم ضالون !
هنا، ظهرت حكمة سليمان: ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ (النمل:27).
![image about قصة سليمان وملكة سبأ: رحلة الإيمان والحكمة](https://amwcdn.com/content/406583/conversions/d33b825418-attachments-webp.webp)
الفصل الثالث: الرسالة التي هزت عرش الإمبراطورية
أمر سليمان بكتابة رسالةٍ على ورقٍ من حرير، وختمها بخاتمٍ نُقش عليه: بسم الله الرحمن الرحيم . كانت الرسالة تحمل تحديًا إلهيًا: ﴿أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ (النمل:31).
حمل الهدهد الرسالة، وطار دون توقف حتى وصل إلى قصر بلقيس. أسقطها في حِجرها وهي جالسة في حديقة القصر، تحيط بها وصيفاتٌ يحملن المروحات من ريش الطاووس.
قرأت بلقيس الرسالة بصوتٍ مرتجف، ثم جمعت مستشاريها: يا قوم، هذه رسالةٌ من نبيٍ يدعونا لعبادة الله الأحد .. ماذا تأمرون؟
ردَّ قائد جيشها بغرور: نحن أقوياء! جيشنا مئة ألف مقاتل !
لكن بلقيس، التي عُرفت بحنكتها، قاطعتهم: ﴿إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا﴾ (النمل:34).
سأرسل له هدية.. فإن قَبِلَها فهو ملكٌ طامع، وإن رفضها فهو نبيٌّ صادق.
![image about قصة سليمان وملكة سبأ: رحلة الإيمان والحكمة](https://amwcdn.com/content/406582/conversions/34c4d2d39e-attachments-webp.webp)
الفصل الرابع: الهدية التي كشفت الحقيقة
جهَّزت بلقيس هديةً ثمينة:
- صندوقان من الذهب الخالص.
- عطورٌ نادرة من أرض الهند.
- حريرٌ مطرزٌ بالجواهر.
أرسلتها مع وفدٍ من خيرة رجالها، بقيادة السفير مالك بن الريان. قطع الوفد الصحاري حتى وصلوا إلى أرض فلسطين.
عندما دخلوا قصر سليمان، دهشوا من بساطته:
- جدران من خشب الساج المنقوش.
- سجاجيد من صوف الغنم، لا حرير ملكي!
رفض سليمان الهدية بكرامة النبي: ﴿أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم﴾ (النمل:36).
عودوا.. فسيأتي جيش لا طاقة لكم به !
![image about قصة سليمان وملكة سبأ: رحلة الإيمان والحكمة](https://amwcdn.com/content/406586/conversions/b7920f5489-attachments-webp.webp)
الفصل الخامس: معجزة العرش وقوة الإيمان
بعد رحيل الوفد، جمع سليمان جنوده: من يُحضِر عرش بلقيس قبل أن يأتوا مسلمين؟
تقدَّم عفريت الجن صرخار، وقال: ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ﴾ (النمل:39).
لكن آصف بن برخيا، الذي عنده علم الكتاب، قال: ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ (النمل:40).
وبالفعل، ظهر العرش كالبرق! سجد سليمان شكرًا لله: ﴿هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ﴾ (النمل:40).
![image about قصة سليمان وملكة سبأ: رحلة الإيمان والحكمة](https://amwcdn.com/content/406587/conversions/b245355990-attachments-webp.webp)
الفصل السادس: اختبار الذكاء ومفاجأة القصر الزجاجي
عندما قررت بلقيس زيارة سليمان، أمر ببناء قصرٍ أرضيته من زجاجٍ صافٍ، تحته ماءٌ تجري فيه الأسماك. وعندما دخلت، ظنته بحرًا، فرفعت ثوبها!
ضحك سليمان بلطف: ﴿إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ﴾ (النمل:44).
في تلك اللحظة، أدركت بلقيس أن ملك سليمان ليس من صنع بشر، فسقطت دموعها:
﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (النمل:44).
![image about قصة سليمان وملكة سبأ: رحلة الإيمان والحكمة](https://amwcdn.com/content/406588/conversions/389ab2085f-attachments-webp.webp)
الفصل السابع: إرث الحكمة.. دروسٌ خالدة
- الشكر سبيل البركة: تذكير سليمان الدائم بنعم الله.
- الحوار قبل الحرب: استخدام الرسائل والهدايا بدل السيف.
- المرأة الحكيمة: دور بلقيس في اتخاذ القرار بعقلانية.
- الإعجاز العلمي: وصف القرآن للزجاج الشفاف قبل 1400 عام!
الخاتمة: قصةٌ قرآنيةٌ لا تحتاج لإضافات
لم تذكر القصة في القرآن:
- زواج سليمان من بلقيس (بعض الروايات الإسرائيلية).
- تفاصيل معارك مع سبأ (القرآن أكد على السلام).
- حوارات خيالية بين الجن (الاقتصار على ما ورد).
لقد قدم القرآن القصة كاملةً بكل أبعادها:
- سياسيًا: فن التفاوض.
- عسكريًا: قوة الردع.
- روحيًا: انتصار التوحيد.