لقاء طال انتظاره

لقاء طال انتظاره

0 المراجعات

تَمُر بِالإنسانِ فَتراتٌ لِشِدَّةِ مَرارتِهَا يَظنُهَا نِهَايتهِ
نهاية كل جميل تبدأ من أول خذلان حقيقي، وحقيقةً بعد كل تلك الأيام التي مرت على قلبي كسواد ليلٌ يطول الليل فيه إلى الأبد، انتظرت كثيرًا ذلك اليوم الذي سأُكذّب قلبي بأنني ما زلت ذلك الطفل الذي يبتسم حين يراكِ، انتظرت والظاء صاد حين رأيتِك ولأول مرة أشعر بأنني غريب، لستِ ذلك الوطن الذي طالما عُدت إليه كلما كَثُرت نوائبي، بات نائبتي الأبدية، أسمع هذا الصوت لأول مرة بشكل مختلف، حقيقةً؛ أنا كاذب، ما زلت ذلك الطفل الذي انتظر كل تلك الأيام حتى يحتضن تلك العيون والذي بحث عنها كثيرًا بعيون الجميع، ولو هناك شيء انتصر قلبي به هو صبره كل تلك الليالي وحده ولم ينظر لتعبه، جسدي الذي أرهقته، قلة النوم، هذا المرض الذي أصابني من كثرة التفكير لم يمنعني من تلك الذكريات التي أُسامر نفسي بها كل ليلة، دقات قلبي المتسارعة حين رأيتِك، تلك الربكة التي أصابتني ولا أعلم كيف ألملم ذلك الحنين الذي بدا من عيوني، اسمي ولأول مرة اسمعه من بعيد بذلك الصوت الذي تخيلت الجميع يناديني به كلما أردف لي أحدهم.
- مُحمد
انتظرت مكاني قليلًا حتى أتأكد أنني لما أكن أحلم واستدرت ببطئ
- نعم أنتِ
لم أتمنى يومًا أن أصل إلي هنا، لم أتمنى أن يظهر ضعفي وألمي واحتياجي لكِ، لكن مَن أغلى من قلبي؟ ذلك القلب الذي تهاونتي في أتيانه حقه، ما هو الكلام الذي يقال في تلك المواقف؟ خسرتيني؟ ظلمتيني؟ وضعتي أعذارًا كاذبة لتبرير غيابِك؟ أمسيتي تقولي فيّ كما قالوه عني؟
كل هذا الكلام قد فات أوانه وليس وقته وليس مكانه وليس له لزوم من الأساس، ذلك الكلام لن يعيد ألمي، لن يشفي وجعي، لن يعوض صبري كل تلك الأيام، ولو كان بيدي لم أكن هنا، لكن كيف أفوّت فرصة أرى بها تلك العيون التي طالما كنت أسيرها حتى لو لم تكن ملكي، كان الصمت هو سيد الموقف وصراحةً تاهت كل الحروف منّي ولو اجتمع كل مؤلفين العالم لا يستطيع أحدهم شرح كيف اشتقت لكِ بكلماته، لن توفيكي كل الحروف حقّ ظلمِك لي.
اشرحي لي أنتِ كيف فعلتي ما لم أستطع عليه صبرًا؟ كيف تعودتي غيابي؟ اشرحي لي كيف أنساكِ كما فعلتي؟ كيف تنامين من الأساس وهناك غُصة تحرق قلب أحدهم كلما ذُكر اسمك أمامه؟
عندما رأيتِك تذكرت تلك المقولة التي تشرح ما كنت أريده فقط؛ أبيع عُمري لمن يعاملني برِفق حتى فالخصام، فقد اعتدت خصامِك.
أبيع عُمري لمن يستثنيني من الجميع وليس من حياته، لو كان للكلام فائدة لكُنت أخبرتُكِ الكثير، أنتِ عمري، أنتِ قلبي، أنت من أردت أن تشاركني حياتي، نعم لست الرجل الكامل الذي تتمناه أي فتاة وأعلم أنك كثيرة على شخص مثلي، لكن اذهبي، لا أريدك، اختاري من يُشبهِك، شخص يحمل غدرًا يليقُ بِكِ، ولا أتمنى حتى أن أراكِ حتى ولو صدفة، لا، أتمنى أن أراكِ والضيقُ يملئ عيناكِ، أن تتذوقي نصف ما بي من ألم لتتعلمي أن لا بعدي والغريب أنني أعلم بيقين أنَّ لا قبلي.
تحملي نتيجة اختيارك..
مشاهد كثيرة تراود قلبي كل يوم، مشهد يعاد بداخلي كلما تمنيت سهوًا أن أراها حقيقةً لا بأحلامي، كتبت كل ما تمنيت أن أعيشه معها ومزقته، كتبته لأرتاح لا لأتذكره، كلام كثير تمنيت لو يأتي الوقت لأقوله، لكنه لن يأتي، لقاء طال انتظاره حتى لو مكثت عمري منتظرًا؛ يكفيني فقط نظرة، نظرة تخبرني أنكِ فقط اشتقتِ لي.

-محمد أحمد حسانين
-لقاء طال انتظاره

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة