فيلم صابرين حكايه الانتقام والرغبات المدمره
**فيلم صابرين: قصة الانتقام والجدل**
يعتبر فيلم "صابرين" واحدًا من الأفلام التي أثارت جدلًا واسعًا عند عرضه، لما يحتويه من أحداث درامية مشوقة وموضوعات مثيرة للجدل. الفيلم بطولة نجلاء فتحي في دور صابرين، وهدى سلطان في دور خالتها الشريرة، إلى جانب النجوم نور الشريف، عادل إمام، ويوسف شعبان.
تدور قصة الفيلم حول عائلة بسيطة تتكون من صابرين وأمها المريضة وأبيها الصياد. تعيش العائلة حياة هادئة رغم الفقر، إلى أن تأتي خالة صابرين، هدى سلطان، لتقلب حياة العائلة رأسًا على عقب. الخالة تجلب معها ثلاثة أبناء كبار (نور الشريف، عادل إمام، ويوسف شعبان)، وتدعي أنها بلا مأوى بعد طردها من منزلها. تستغل الخالة ضعف شخصية والد صابرين وجمالها لتوقعه في حبها، وتحرّضه على إهمال زوجته المريضة حتى وفاتها، ثم تتزوجه بعد طلاقه لزوجته الأولى.
تشهد صابرين كل هذه الأحداث وتكره خالتها بشدة لأنها تسببت في وفاة والدتها وتفكيك العائلة. بعد وفاة والدها في حادث، تُجبر صابرين على العمل كخادمة لدى خالتها وأبنائها. تقرر صابرين الانتقام من خالتها وأبنائها، لكنها في الوقت نفسه تحب ابن خالتها، نور الشريف، الذي وعدها بالزواج عند عودته من الخدمة.
تحاول الخالة تزويج صابرين بابنها الصغير، عادل إمام، لإبقائها تحت سيطرتها، لكن صابرين تستنجد بنور الشريف دون جدوى. تتزوج صابرين من عادل إمام ولكنها تبدأ بخطة جديدة لإغواء يوسف شعبان، الابن الأكبر، وتدفعه لقتل شقيقه عادل إمام بعد أن يوهمه بأنه ضعيف الشخصية. تدخل يوسف السجن بعد قتله لعادل.
تحاول خالة صابرين استغلال الظروف للانتقال للعيش مع ابنها الضابط، نور الشريف، الذي يكتشف أنه يخطط للزواج من ابنة المأمور. تفشل محاولاتها في استعادة حب نور الشريف، فتقرر الانتقام منه أيضًا. تستغل صابرين فرصة تعامل نور الشريف مع تاجرة مخدرات تريد الانتقام من زوجها، وتخطط لتوريط نور الشريف بتهمة الرشوة، مما يؤدي إلى سجنه.
تصاب الخالة بالجنون بعد تدهور الأوضاع، وتنتهي في مستشفى حكومي. يخرج نور الشريف من السجن ويقرر الزواج من صابرين رغم كل ما حدث، لكنها ترفض الزواج منه بسبب شعورها بالذنب تجاه تدميره هو وأسرته.
رغم أن فيلم "صابرين" أثار الكثير من الجدل، إلا أن قصته تحمل في طياتها الكثير من العبر حول الانتقام وتأثيره المدمر. فقد كانت الشخصيات التي تسببت في المأساة هما الأب بضعف شخصيته وعينه الفارغة، والخالة الشريرة التي دمرت الأسرة. تعتبر القصة الأصلية، التي كانت مسلسلًا إذاعيًا من بطولة شادية، أكثر تماسكًا وتبريرًا لدوافع البطلة للانتقام. ولكن النسخة السينمائية لم تعالج السيناريو بشكل كافٍ، مما جعل الفيلم يظهر بصورة مشوهة بعض الشيء.
في النهاية، تظل قصة صابرين درسًا في أهمية اتخاذ القرارات الحكيمة وعدم الانجراف وراء الرغبات الانتقامية التي قد تدمر حياة الكثيرين.