هل تعلم أن فيلم «المهرج it » مقتبس عن قصة حقيقية حدثت بالفعل (آكل الأطفال)
قصة الفيلم
في بلدة داري الخيالية بولاية مين، الأطفال المحليين يختفون واحدًا تلو الآخر، تاركين خلفهم أجساد ممزقة أو أشلاء.. بينما في مكان معروف باسم (The Barrens) تتكون مجموعة من سبع أطفال من خلال لقاءات مرعبة وعجيبة مع مهرج يُدعى (بيني وايز)، ويظل لـ (بيل دينيبروه) ثأر شخصي مع هذا المهرج.. بعد سبعة وعشرين عامًا من لقاءهم مع بيني وايز، يقوم (نادي الخاسرين) بتجميع أعضائه واقتراضهم من حيواتهم الناجحة وأعمالهم لأن (IT) كما لقبونه، عاد من جديد وعادت معه ظاهرة اختفاء الأطفال.
و تدور أحداث الفيلم حول “بيني وايز” المهرج الراقص الذي يقتات على الأطفال كل سبعة وعشرين سنة كما ذكرنا سابقاً، كما يتم نعته ب “IT” أو “ذلك الشيء” من طرف الأطفال السبعة اللذين يشكلون طرف القصة في الفيلم والرواية، هذه الأخيرة التي لا يمكن أن نقوم بشرح الفيلم دون الإعتماد عليها لأنها تشكل العمل الذي ارتكز عليه صنع الفيلم في الأساس، وهنا علينا أن نطرح السؤال: لماذا لا ينادي هؤلاء الأطفال – الذين يشكلون “نادي الفاشلين”- هذا البهلوان ب”البهلوان”؟ لماذا ينادونه “IT”؟ هل هم غير قادرين على ملاحظة أنه بهلوان !؟
الجواب هو لا بالطبع، لكن السبب يعود لكونه ليس بهلواناً أصلاً! بل يعتبر هذا “الشيء” مخلوقاً غير أرضي لا أحد يعلم حتى إن كان ذكراً أم أنثى، وهو ما يفسر مصطلح “IT” بدل She أو He للإشارة إليه.
القصة الحقيقية
كان لدى بلدة صغيرة مُهرِّج سيرك راقص يجذب الأطفال له بالرقص المستمر أمامهم لينال إعجابهم ثم يقوم بتقديم الشوكولاته لهم والتي كانت تحتوي على مُنوِّم سريع المفعول ، ثم يقوم بخطفهم لمنزل صغير في أرض زراعية كبيرة ويبدأ في تعـذيبهـم وقـطع أطراف أصابعهم بآلات حادة وهُم في كامل وعيهم..
- بعد فترة انتهت البلدة من شر هذا المهرج ، ليتم لاحقاً إصدار فيلم سينمائي في 1990 يحكي قصته الحقيقية والتي عانت منها البلدة لسنوات
لكن السؤال يبقى : لماذا لا يلاحظ أحد ما يحدث؟ ولماذا لا يوجد أي تحقيق رسمي في الأمر ؟
للإجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نتطرق لثلاثة حقائق: الأولى هي أن بيني وايز أو IT قادر على الاختفاء تماما عن أنظار الراشدين، فنجد طوال الفيلم أنه لا يوجد راشد واحد قد تمكن من رؤيته ولا حتى رؤية آثاره (نذكر بمشهد حمام الدم الذي لم يتمكن الأب من رؤيته على الرغم من أن ابنته مغطاة تماما بالدماء)، وهو ما يعني أن أي طفل قد يشتكي أو يلتجىء لوالديه للحماية فلن يتم تصديقه بأي شكل، كيف لا وما رآه لا يمثل سوى خوفه الأكبر الذي يعرفه الوالدان جيدا؟ كيف يمكن أن يخبر طفل يعاني من خوف من الجراثيم أمه أن جرثومة كبيرة كانت تطارده؟ وكيف من الممكن أن تصدقه هذه الأم؟ وهو ما يعني أن هذه الشكايات لن تصل إلى الشرطة بأي شكل، أما بالنسبة للأطفال الذين تم التهامهم، فإن ما يتركه بيني وايز خلفه لا يدل إلا على اختفاء طفل ربما قد تاه عن بيته في اتجاه وجهة مجهولة والله أعلم بما حل به.
أما الحقيقة الثانية فتكمن في مكان حدوث هذه الحوادث، فالبلدة التي تدور فيها أحداث القصة ليست سوى بلدة صغيرة مهملة لا قيمة لها ولا أحد يهتم بما يحدث فيها، ما يجعل تغطية الأخبار هناك شبه منعدمة، وبالتالي عدم نقل خبر اختفاء عدد من الأطفال إلى بقية العالم ولفت انتباههم إلى غرابة ما يحدث.
أما الحقيقة الثالثة والمهمة فتكمن في زمن وقوع هذه الحوادث، وهو أمر لم يتطرق له الفيلم إلا بشكل وجيز جدا، لكن مع ذلك من المهم لفهم مدى الخطورة الحقيقية لهذا المخلوق والإحساس بشكل أعمق بمدى المأساة والرعب اللذان تحملهما قصة IT وهؤلاء الأطفال المساكين، أتحدث هنا عن حقيقة أن IT لا يستيقظ بالضرورة كل سبعة وعشرين سنة، لكنه يستيقظ بالأساس بعد وقوع مذبحة أو جريمة دموية كبيرة، وهو ما يقوم- كما هو متوقع- بالتغطية على حوادث اختفاء الأطفال في ظل انشغال الجميع بمدى وحشية الجريمة التي حدثت، ويجدر بالذكر أيضا أن وقوع جريمة مماثلة بعد استيقاظه كفيلة أيضا بإعادته إلى سباته مرة أخرى.
وقد تمكن الأطفال السبعة، أو نادي الفاشلين، من التغلب على IT من خلال مواجهة مخاوفهم الشخصية كل بطريقته، مما جعله غير قادر على تخويفهم وبالتالي عدم صلاحية لحمهم بالنسبة له، إلا أنه بعد اكتشاف هذه الحقيقة قد قام بالفرار بسرعة، وهو أمر لم أفهمه بصراحة نظرا لأنه لا يشكل سببا لعودته إلى سباته- نظرا لأننا نعلم مسبقا أنه لن يعود إلا بعد أن يصبح أعضاء نادي الفاشلين أشخاصا راشدين- إلا إذا اعتبرنا قتل هنري لوالده جريمة كافية لحث IT على العودة لسباته مرة أخرى.