شجاعة زياد وثقته بنفسه
كان هناك ولد صغير يدعى زياد، الفتى ذو الثماني سنوات، يعيش مع والدته في حي هادئ. كان يواجه صعوبة في الثقة بنفسه، مما جعله يشعر بالخجل دائماً وعدم الثقة بنفسه أمام أقاربه وأصدقائه وحتى في المدرسة. كان يتجنب المشاركة في الأنشطة أو اللعب مع أصدقائه ، ويشعر بأنه ليس جيدًا بما يكفي وأنه سيخسر إذا شارك.
كانت والدته، تلاحظ قلقه وتشعر بالخوف عليه ودائما كانت تشعر بالتقصير نحوه. وكلما حاولت تشجيعه، كان يتردد ولكنها كانت تفعل ما بوسعها لتحسن من حالته. وكانت هذه الكلمات على لسانها باستمرار "زياد، لديك موهبة، أنت قوى ، أنت تستطيع فقط حاول أنا أثق بك!" لكن كلماتها لم تكن تكفي لإقناعه وكان الخوف لا يزال بداخله.
ذات يوم، أعلنت المدرسة عن مسابقة في الرسم. تحمست والدته كثيرا ورأت في ذلك فرصة جيدة له. فقالت له “لماذا لا تجرب؟ إنك تحب الرسم كثيراً”، لكنه أجابها بخوف وعدم ثقة : "لكن لو لم أكن جيدًا، سيضحكون علي ومن المؤكد أن لوحات الآخرين ستنال إعجابهم أكثر من لوحتى." لكنها أجابته" وإذا استطعت سيصفقون لك كثيرا" فقط حاول ،لن تحقق شيئاً بدون المحاولة.
فقررت أن تساعده فأخذته إلى الحديقة لتخلق له جو هادئ يساعده على التأمل، وبدأت ترسم معه. بدأ زياد يستمتع بالرسم، وفجأة شعر بشيء من الثقة فتحمس كثيراً. ثم قال لنفسه “يمكنني فعل هذا!”.
في يوم المسابقة، كان متحمساً و قلبه ينبض بسرعة. عندما حان دوره، تذكر كل تلك اللحظات التي قضاها مع والدته. بدأ يتحدث عن لوحته بوضوح، ونال إعجاب الجميع ورأى أصدقاءه يهتفون له.
عندما أعلن عن الفائز، لم يصدق عينيه عندما ذكروا اسمه. تفاجأ، ولكنه في نفس الوقت شعر بفخر كبير، وتذكر حينها كلمات والدته ،وأدرك أنه من الضرورى المحاولة لتحقيق الاهداف. ركض إلى والدته التي كانت تبتسم بدموع الفرح.
فضمته وقالت له"أنت رائع يا زياد! لقد فعلتها!". من تلك اللحظة، بدأ زياد يؤمن بنفسه أكثر، واكتشف أن الشجاعة تأتي من المحاولة، وأدرك أنه يمكنه فعل أشياء رائعة إذا فقط حاول.