سالم والزهرة الشافية

سالم والزهرة الشافية

1 reviews

مدينة تكسوها الجبال،تغزوها اﻷبقار واﻷغنام على سفح الجبال،أهلها يرعون اﻷغنام،ويقطعون اﻷخشاب،يتحملون البرد القارص بصنعهم معاطف من صوف اﻷغنام.

سالم فتى يحب صعود الجبال ويرعى اﻷغنام التي تأكل الحشيش اﻷخضر،ويحلب أبقاره ويأخذ الحليب منها.

مرضت أمه مرضا شديدا،حزن سالم لحالها السيء من المرض،قرر أن يصعد الجبال،ليكتشف عشبة ويعطيها ﻷمه كي تشفى من المرض.

أخذ سالم معه حقيبة بداخلها مصباح ليلي،مقص ليقص العشبة،ثلاث أواني زجاجية ليضع العشبة بها،كما وضع عدة لتسلق الجبال وتزود بالماء والطعام.أخذ معه كلبه زيتون كي لا يشعر بالوحدة،فالجبال وعرة،مظلمة،عالية،ومخيفة.

تملك سالم شعور بالشجاعة وتابع طريقه من دون خوف نحو الجبال،التي أمضى حياته فيها،إلا أنه وصل إلى أعلى نقطة فيها.

كان زيتون يلهث من شدة العطش،أعطاه الماء وشرب أيضا من قاروته،أخذ يلتقط أنفاسه قليلا فتسلق الجبال مهمة شاقة،تتطلب الصبر والجهد من أجل الوصول إلى اﻷعلى.

كان هناك العديد من الغربان في اﻷعلى.جمع بعض اﻷخشاب الصغيرة ثم أخذ حجرتين وضربهما ببعضهما موجها يده نحو اﻷخشاب،اشتعلت النار.هاهو  يدفئ يده بشعلتها النارية الملتهة.

ذوضع الحليب عليها ليسخن ،وعندما سخن وضعه في كوب وبات يرتشف منه قليلا.شارك زيتون بالحليب،كما وضع له قطعة لحم.ثم طها اللحم بالزبدة والفطر وأضاف القليل من الملح والبهار.

هذه الوجبة الدافئة مع مشاهدة النجوم المضيئة وبجانبه كلبه زيتون أشعرته بالسعادة،وجعلته يكمل طريقه بفرح وامتنان.

أخمد النار وشق طريقه نحو اﻷعالي،شغل مصباحه الليلي ليرى ما حوله،في كل خطوة يكتشف شيئا جديدا أمامه،أكمل حتى وصل مكان يوجد فيه زهرة وسطها أصفر وبتلاتها بيضاء،وهناك العديد منها على الصخور.

قطف سالم كمية وافرة من الزهرة ووضعها في اﻷواني الثلاث،ثم هبط نزولا في طريقه نحو اﻷسفل.

كانت هذه الرحلة مليئة بالحماس والتفاني،أبحر سالم من خلالها في ذاته،فهي طريق وعر،وكأنه يصعد على قمة النجاح ليبلغ هدفه.

رجع إلى المنزل يشعر بالتعب،استلق على السرير،خلع ثيابه واستحم،كانت أمه تسعل وحرارتها مرتفعة،أسرع سالم ليضع قماشة بها ماء على جبينها،سألته أمه أين كل هذا الوقت؟؟؟

فأجابها:ذهبت يا أمي كي أجد لك عشبة تشفيك من المرض،وهأنذا سأطحنها وأسقيك اياها.

أنا فخورة بك يا بني لقد كبرت ونضجت من دون أن أشعر وقبلته،عانقها سالم وقال:أريدك قوية مثل الجبال الراسية لا يضعفك مرض ولا تهزك ريح.

هيا إذا أعطيني الشراب الذي تحدثت عنه منذ قليل.

غلى سالم البابونج وقدمه ﻷمه،شربت ايناس الشراب وهي تشعر بالدفئ،جلب سالم  كمية وفيرة من زهرة البابونج.

كان يسقي أمه كل يوم منها،حتى أصبحت ايناس تشعر بالصحة والحيوية.

يا له من شراب يا بني ،عندما لا يأتيني النوم يهدئني وأذهب إلى السرير نائمة!!!

نعم يا أمي هكذا هي زهرة البابونج مهدئة وتشعرك بالسعادة أيضا.

أصبح سالم يتسلق الجبال كل يوم ويأخذ عدته معه،كذلك زيتون صديقه الوفي،وحين ينتهي من رحلته،يكون قد جمع مختلف اﻷعشاب التي تشفي من اﻷمراض.

فيما بعد افتتح كوخ به العديد من اﻷعشاب الطبية،كان سالم يطحن اﻷعشاب ويقدمها ﻷهل المدينة مقابل سعر رمزي.

وفي بعض اﻷحيان يراعي ظروفهم المادية ويكتبها في دفتر حساباته كي يدفعوا في الوقت المناسب.

كان أهل المدينة يحبون سالم وأمه،لطيبتهم وصدقهم،وعاش الجميع في صحة وعافية..…

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

19

followers

17

followings

20

similar articles