لماذا أصبحت الضبعة أخطر مدينة استراتيجية في مصر

لماذا أصبحت الضبعة أخطر مدينة استراتيجية في مصر

0 المراجعات

الضبعة.. الحلم النووي على شاطئ مصر الشمالي

مقدمة

image about لماذا أصبحت الضبعة أخطر مدينة استراتيجية في مصر

وسط الرمال الذهبية للساحل الشمالي الغربي، وعلى ضفاف البحر الأبيض المتوسط، تقع مدينة الضبعة، التي تحولت في السنوات الأخيرة من مدينة هادئة إلى محور حديث محلي ودولي. لم تعد الضبعة مجرد بلدة ساحلية، بل أصبحت رمزًا لمستقبل الطاقة في مصر، حيث تحتضن أول مشروع نووي سلمي لتوليد الكهرباء في البلاد. فما هي قصة الضبعة؟ ولماذا اختيرت لتكون موقع هذا المشروع العملاق؟

 

موقع الضبعة وأهميتها الجغرافية

تقع مدينة الضبعة في محافظة مرسى مطروح، وتحديدًا على الساحل الشمالي الغربي لمصر، وتبعد حوالي 250 كيلومترًا غرب مدينة الإسكندرية. تتميز الضبعة بسواحلها الطويلة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مما يمنحها طقسًا معتدلًا ومناظر طبيعية خلابة. هذا الموقع الاستراتيجي جعل منها نقطة جذب ليس فقط سياحيًا، بل أيضًا لوجستيًا واقتصاديًا.

 

الضبعة.. من بلدة ريفية إلى مركز للطاقة

لطالما عُرفت الضبعة بأنها بلدة ذات طابع ريفي بسيط، تعتمد في اقتصادها المحلي على الزراعة وتربية الماشية وبعض الأنشطة الساحلية. لكن هذا الوضع تغيّر جذريًا بعد إعلان الحكومة المصرية عن اختيارها كموقع لإنشاء أول محطة نووية سلمية في تاريخ البلاد.
اختيار الضبعة لم يكن عشوائيًا؛ بل جاء نتيجة دراسات استمرت لعقود، أثبتت أن موقعها الجغرافي آمن، مستقر جيولوجيًا، وبعيد عن الكثافة السكانية، مما يجعله مثاليًا لمثل هذا النوع من المشاريع العملاقة.

 

محطة الضبعة النووية.. خطوة نحو المستقبل

مشروع محطة الضبعة النووية يُعد واحدًا من أضخم المشاريع الاستراتيجية في تاريخ مصر الحديث. يجري تنفيذه بالتعاون مع شركة روس آتوم الروسية، ويهدف إلى إنشاء أربعة مفاعلات نووية من الجيل الثالث+ (VVER-1200)، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات.

هذا المشروع لا يقتصر على إنتاج الكهرباء فقط، بل يفتح الباب أمام نقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر المصرية، وخلق آلاف فرص العمل، بالإضافة إلى تعزيز مكانة مصر كدولة تمتلك قدرات نووية سلمية، ما يساهم في دعم خطط التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.

 

تأثير المشروع على سكان الضبعة

من الطبيعي أن يكون هناك تساؤلات أو حتى مخاوف في البداية من سكان المنطقة، خاصة مع ارتباط "النووي" في أذهان البعض بالخطر. لكن الحكومة المصرية والجهات المنفذة بذلت جهودًا كبيرة لطمأنة المواطنين، من خلال برامج توعية، وتنمية مجتمعية، وتعويضات عادلة لمن تأثرت أراضيهم بالمشروع.

اليوم، يرى كثير من أهالي الضبعة المشروع على أنه فرصة تاريخية غيرت شكل الحياة في المدينة، وجلبت معها تحسينات في البنية التحتية، والتعليم، والخدمات الصحية، فضلًا عن آفاق اقتصادية أوسع للأجيال القادمة.

image about لماذا أصبحت الضبعة أخطر مدينة استراتيجية في مصر

خاتمة

الضبعة لم تعد مجرد نقطة على خريطة الساحل الشمالي، بل أصبحت عنوانًا لمرحلة جديدة من التقدّم العلمي والتكنولوجي في مصر. هي قصة عن بلدة تحولت إلى رمز لطموح دولة بأكملها نحو مستقبل مستدام، نظيف، ومليء بالطاقة والأمل.

فحين يُذكر اسم الضبعة في السنوات القادمة، لن يُقال فقط إنها مدينة ساحلية جميلة، بل ستُعرف بأنها العاصمة النووية لمصر.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

10

متابعهم

7

مقالات مشابة