لغز المقبرة المفقودة : مقبرة الملكة كليوباترا سر غامض لم يُكشف بعد

مقبرة الملكة كليوباترا: سر غامض لم يُكشف بعد

تُعد الملكة كليوباترا السابعة، آخر حكام البطالمة في مصر القديمة، واحدة من أكثر الشخصيات التاريخية إثارة للجدل والإعجاب على مر العصور. اشتهرت بجمالها وذكائها ودهائها السياسي، كما ارتبط اسمها بقصص الحب والسياسة مع القائدين الرومانيين يوليوس قيصر ومارك أنطونيو. ومع كل ما كُتب عنها، لا يزال أكبر أسرارها لغزًا لم يُحل حتى اليوم: أين دُفنت كليوباترا؟

لغز المقبرة المفقودة

توفيت كليوباترا عام 30 قبل الميلاد بعد هزيمة قواتها أمام أوكتافيوس (الإمبراطور أوغسطس لاحقًا)، ويُقال إنها اختارت الموت بكرامة على أن تُؤسر. ورغم مرور أكثر من ألفي عام، لم يتمكن المؤرخون أو علماء الآثار من تحديد مكان دفنها بدقة.

الروايات القديمة تشير إلى أن كليوباترا دُفنت إلى جانب حبيبها مارك أنطونيو في مقبرة ملكية مزينة بالفخامة، ربما بالقرب من الإسكندرية. لكن الموقع الدقيق ظل طي الكتمان، ما فتح الباب أمام الكثير من النظريات والبعثات الاستكشافية التي لا تزال تحاول العثور على هذا الكنز الأثري الفريد.

محاولات البحث الحديثة

في العقود الأخيرة، ركزت بعض البعثات الأثرية على منطقة معبد تابوزيريس ماجنا غرب الإسكندرية، حيث عُثر على مجموعة من المقابر التي تعود للعصر البطلمي. وأعلنت عالمة الآثار الكندية الدكتورة كاثلين مارتينيز أنها تظن أن المعبد قد يكون موقع المقبرة، خاصة بعد اكتشاف أنفاق ومعابد فرعية قد تؤدي إلى غرفة دفن ملكية. ورغم هذه الاكتشافات المثيرة، لم يتم العثور على دليل قاطع حتى الآن.

الأهمية التاريخية

إذا تم العثور على مقبرة الملكة كليوباترا، فلن يكون ذلك مجرد اكتشاف أثري، بل حدثًا تاريخيًا سيغير فهمنا لفترة نهاية الحكم البطلمي وعلاقة مصر بالعالم الروماني. كما سيلقي الضوء على الطقوس الجنائزية الملكية في تلك الحقبة، وربما يكشف عن جوانب جديدة من حياة الملكة التي ألهمت الأدباء والفنانين لقرون.

سر سيبقى أم حقيقة قادمة؟

يبقى السؤال مفتوحًا: هل سنرى يومًا ما كشف النقاب عن المقبرة المفقودة؟ ربما يكون الجواب مختبئًا تحت أقدامنا، في أنفاق لم تُكتشف بعد أو في مواقع لم تُنقّب. وحتى ذلك الحين، سيظل اسم كليوباترا رمزًا للجمال، القوة، والغموض الذي لا يزول.