علاقة الأنبياء بملوك الفراعنة

علاقة الأنبياء بملوك الفراعنة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

هل تساءلت يوماً من هو الفرعون الذي تحدى موسى بالتحديد؟ وهل كان الملك الذي أكرم يوسف هو نفسه الذي استعبد بني إسرائيل؟ التاريخ المصري ليس مجرد أحجار صامتة، بل هو صندوق أسود مليء بالأسرار التي جمعت بين رسل السماء وملوك الأرض. في هذا المقال، نكشف الستار عن الهوية الحقيقية لهؤلاء الملوك، وطبيعة العلاقة الشخصية التي جمعتهم بالأنبياء، ونختبر معلوماتك بألغاز تاريخية محيرة.

أولاً: كشف الهوية.. من هم ملوك الأنبياء؟

العلاقة بين الأنبياء وحكام مصر لم تكن وتيرة واحدة، بل تنوعت بين الصداقة، التبني، والعداء المميت. إليك ما تقوله المصادر التاريخية والدينية:

1. إدريس عليه السلام.. هل هو "أوزيريس"؟

image about علاقة الأنبياء بملوك الفراعنة

​السر الغامض: تشير بعض النظريات التاريخية الجريئة إلى أن النبي إدريس (أول من خط بالقلم وخاط الثياب) قد يكون هو الشخصية التي خلدها المصريون باسم "أوزيريس" قبل أن تتحرف القصة إلى أسطورة، نظراً لتطابق صفات "الحكمة وتعليم الناس الحضارة" بين الشخصيتين.

​العلاقة: علاقة "المعلم والمؤسس".

2. إبراهيم عليه السلام والملك "سنوسرت"؟

image about علاقة الأنبياء بملوك الفراعنة

العلاقة الشخصية: كانت علاقة "رهبة واحترام". عندما حاول حاكم مصر (الذي يرجح بعض المؤرخين أنه من الدولة الوسطى أو الهكسوس) التقرب من السيدة سارة، حمى الله زوجة النبي، فتحولت نظرة الملك من شهوة إلى إجلال، وأهداها السيدة "هاجر" تعبيراً عن التقدير.

​3. يوسف عليه السلام والملك “الريان بن الوليد”

image about علاقة الأنبياء بملوك الفراعنة

الاسم والتاريخ: تذكر المصادر العربية أن حاكم مصر في زمن يوسف كان ملكاً من الهكسوس (الملوك الرعاة) يُدعى "الريان بن الوليد".

​معجزة "الملك" لا "الفرعون": القرآن الكريم دقيق جداً؛ إذ سمى حاكم يوسف "الملك" وليس "الفرعون". العلم الحديث أثبت أن في زمن يوسف (عصر الهكسوس) لم يكن لقب "فرعون" مستخدماً، بل كانوا يلقبون بـ "الملوك"، وهي معجزة تاريخية مذهلة.

​العلاقة الشخصية: علاقة "ثقة مطلقة وتفويض". الملك سلم يوسف مفاتيح الخزائن وقال له: {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ}، فعاش يوسف كالحاكم الفعلي لمصر

​4. موسى وفرعون.. "رمسيس الثاني" أم "مرنبتاح"؟

image about علاقة الأنبياء بملوك الفراعنة

الجدل الكبير: أشهر النظريات تشير إلى أن فرعون الاضطهاد (الذي عذب بني إسرائيل) هو رمسيس الثاني، وأن فرعون الخروج (الذي غرق) هو ابنه مرنبتاح.

​العلاقة الشخصية (الدراما الأقوى): لم تكن مجرد علاقة عدو بعدو، بل كانت مأساة عائلية. موسى تربى في حجر هذا الفرعون، أكل من طبقه ولعب في فناء قصره، وكان يناديه "يا أبتِ" في صغره. لذا، كان تمرد موسى على فرعون بمثابة "طعنة في الظهر" بمقاييس الفرعون، مما يفسر كمية الغضب والغل الشخصي في قوله: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا}.

ثانياً: فقرة الألغاز (اختبر ذكاءك)

عزيزي القارئ، هل يمكنك حل هذه الألغاز التاريخية؟ 

اللغز الأول: أنا نبي، دخلت مصر عبداً وخرجت منها حاكماً، وسجنت بضع سنين بسبب كيد امرأة، ولم ينادني الملك بلقب "فرعون" أبداً.. فمن أنا؟

اللغز الثاني: أنا فرعون عظيم، بنيت التماثيل الضخمة، وتربى في بيتي "عدوي" الذي أغرق جيشي لاحقاً.. فمن أكون (حسب أشهر الروايات)؟

سؤال للنقاش: لماذا في رأيك ذكر القرآن لقب "فرعون" مع موسى، ولقب "ملك" مع يوسف؟

ثالثاً: حقائق لا يعرفها الكثيرون

image about علاقة الأنبياء بملوك الفراعنة

​احترام النساء: الفراعنة كانوا يقدسون المرأة، ولذلك كان لزوجة فرعون (آسيا بنت مزاحم) كلمة مسموعة حين قالت {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ}، فأنقذت موسى من القتل.

​المصاهرة: تزوج النبي يوسف من ابنة كاهن "أون" (عين شمس حالياً) بعد أن أصبح عزيز مصر، مما يؤكد اندماجه الكامل في المجتمع المصري.

الخاتمة

إن قصص الأنبياء في مصر ليست مجرد حكايات دينية، بل هي وثائق تاريخية تؤكد أن هذه الأرض كانت دائماً مهبطاً للرسالات واختباراً لملوك الأرض. الفراعنة بنوا المعابد، والأنبياء بنوا الإنسان، وفي النهاية.. بقي ذكر الاثنين لنتعلم نحن الدرس.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
mohamed omar تقييم 5 من 5.
المقالات

6

متابعهم

2

متابعهم

3

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.