المغول: من الوثنية الى الإسلام
المغول: من الوثنية الى الإسلام
من الشامانية الى البوذية والتأثر بالمسيحية:
أسس جنكيز خان "تيموجين" امبراطورية المغول وكانت على "الوثنية" وتحديدا على "الشامانية" وهي ديانة تقوم على عبادة ارواح الأجداد وتؤمن بالتنجيم وتحضير الأرواح وعبادة الأفلاك والكواكب خوفا من غضبها وعندما بدأت هذه الامبراطورية تتوسع زمن خلفاءه أخذت تتأثر بالبوذية والمسيحية والاسلام حتى انتهت اسلامية.
بعد انتشار دعاة البوذية التبتيين شرقي اسيا تبنى قوبيلاي خان هذه الديانة وهو من اتخذ "بكين" اليوم عاصمة لامبراطوريته وكان اسمها يومها "خانباليغ"
أما المسيحية فدخات الى صفوفهم عن طريق النساء فجنكيز خان تزوج ابنة طغرل زعيم قبيلة "كرايت" المسيحية وكذا زمن "كيوك" ومن قبله امه "توراكته خاتون" قويت المسيحية اكثر فهي من عهدت للمسيحي "قداك" الاشراف على تربية ابنها "كيوك" صغيرا و"كيوك" هذا هو من اختار فيما بعد "جينقاي" المسيحي من قبيلة "كرايت" وزيرا له
في عهد الامبراطور "مونكو" استمرت المسيحية رغم ايمانه بالشامانية الوثنية وهو من كان متأثرا بامه المسيحية "سرقويتي يبكي" كما استمر في معاملته الحسنة للبوذيين وللمسلمين
بعد تعيين مونكو لاخيه هولاكو على رأس ايلخانية فارس تغيرت نظرة المغول تجاه المسلمين خصوصا فاسقط بغداد عاصمة الخلافة العباسية وحكم الشام مغولي مسيحي هو "كتبغا".
التحول نحو الاسلام:
بعد وفاة مونكو خان وسيطرة قوبيلاي على الحكم كانت امبراطورية المغول تتالف من ثلاث ايلخانيات هي : القبجاق وفارس والأويغور.
كانت ايلخانية "القبجاق" المغولية بزعامة بركة خان بن جوجي بن جنكيز خان ابن عم هولاكو بن تولوي بن جنكيز خان تعرف ب "القبيلة الذهبية" وكانت ممتدة من خوارزم الى نهر الفولغا اضافة للامارات الروسية.
دخل بركة خان في الاسلام عام 650 هجري وكان متأثرا بأمه المسلمة "رسالة" فأقام المماليك تحالفا معه وتزوج بيبرس المملوكي من ابنته
نشبت الحرب الداخلية بين ايلخانية فارس بزعامة هولاكو وايلخانية القبيلة الذهبية(القبجاق) بزعامة بركة خان المعتنق للاسلام.
بعد وفاة هولاكو ثم وفاة زوجته طقز خاتون المسيحية النسطورية بدأ أفول المسيحية المغولية وتولى سلطة ايلخانية فارس ابن هولاكو "أبغا".
تعرض مغول فارس بقيادة "أبغا" لهزيمتين امام المماليك الاولى امام بيبرس والثانية امام قلاوون وعند عودته من هزيمته الثانية الى فارس قتله اخوه "تيكودار" وتسلم الايلخانية.
أعلن تيكودار اسلامه وتسمى بالسلطان أحمد تيكودار ولم يستطع أن يعلن الاسلام دينا رسميا في الايلخانية فانقلب عليه كبار قادته وقتلوه عام 682 هجري ليتولى الحكم "أرغون" بن أبغا الذي تحالف مع الصليبيين ضد المماليك وفشل ثم توفي عام 695 هجري.
بعد وصول "غازان" للحكم عام 695 هجري قام بخطوة جريئة باعلانه الاسلام دينا رسميا للبلاد وقام الكثيرون من المغول من رجال دين وموظفون وعامة باعتناق الاسلام فانقطعت الصلة بين هؤلاء المغول المسلمين ومغول الوطن الام وسك النقد ونقش عليه اسمه كحاكم مستقل بفضل الله لا على أنه نائب للخان الكبير في الوطن الأم
كما شهدت فترة حكم "غازان" ذوبانا مغوليا في البيئة الجديدة لهم وتحولوا الى الاستقرار بعد ان كانوا سابقا مغولا بدو.
العالم الاسلامي تحت سيطرة العجم:
فصل المغول المسلمون بلاد فارس واسيا الصغرى(تركيا اليوم) عن العالم الاسلامي وحكموها هم باسم الاسلام وبدأت أعداد التركمان تزيد عن أعداد المغول في فارس وهم من يتشابهون في طرق الحياة ثم زالت هذه الدولة المغولية الفارسية او الايرانية في منتصف القرن الثامن للهجرة لتعود المنطقة وتخضع في القرن العاشر هجري لنفوذ الصفويين الترك وليس الفرس كما يجعجع بعض الخرافيين على الفضائيات او في مقالات مكتوبة بأيد مخابراتية.
هذا حال فارس أما آسيا الصغرى فكانت اولا تتبع فارس المغولية ثم بدأت تقوم في غربها امارات تركمانية بعيدة عن سلطة المغول حتى تحولت الى منطقة تركية بامتياز ما لبثت أن أصبحت دولة عثمانية في القرن التاسع هجري.
وفي القرن العاشر هجري اصبح العالم الاسلامي بيد ثلاث قوى اسلامية غير عربية هي : الدولة الصفوية التركية الشيعية في ايران والدولة العثمانية التركية السنية في تركيا والدولة المملوكية السنية في الشام ومصر.