قصر الحمراء بغرناطة

قصر الحمراء بغرناطة

0 reviews

قصرُ الحمراء


  • هو قصرٌ أَثري وحصن وأحد أهم صروح العمارة الإسلامية المسلوبة في الأندلس.
    - شَيَّده مؤسس دولة بني الأحمر «الغالب باللَّه» أبي عبد الله محمد الأول محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر بن الأحمر بين 1238-1273،  في مملكة غرناطة خِلالَ النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي. يعد الآن من أهم المعالم السياحية بأسبانيا ويقع على بعد 267 ميلًا (430 كيلومتر) جنوب مدريد، تعود بداية تشييد قصرِ الحمراء إلى القرن الرابع الهجري، الموافق للقرن العاشر الميلادي، وترجع بعض أجزائه إلى القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي، وقد استغرق بناؤه أكثر من 150 سنة.
  •  

سبب التسمية:


ثمة خلاف بشأن سبب تسمية هذا المعلم البارز باسم قصر الحمراء، فهناك من يرى أنه مشتق من بني الأحمر، وهم بنو نصر الذين كانوا يحكمون غرناطة بين عامي 629 - 897 هـ / 1232 -1492م،بينما يرى آخرون أن التسمية تعود إلى التربة الحمراء التي يمتاز بها التل الذي تم تشييده عليها، ومن التفسيرات الأخرى للتسمية أن بعض القلاع المجاورة لقصر الحمراء كان يُعرف منذ نهاية القرن الثالث الهجري، الموافق للقرن التاسع الميلادي؛ باسم المدينة الحمراء.

 

عمارته وأقسامه:

 

  1. فناء الريحان الكبير:

 تتقدمه ساحة البركة أو «فناء الريحان» الكبير المستطيل الشكل، تتوسطه بركة المياه وتظللها أشجار الريحان؛ ونقشت في زوايا فناء الريحان عبارة (النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا أبي عبد الله أمير المؤمنين...) والآية الكريمة
(وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم)، وفي النهاية الجنوبية لهذا البهو باب عربي ضخم، هدمت المباني التي كانت وراءه، ولم يبق منها سوى أطلال، وتوجد في هذه الأطلال بعض النقوش مثل «لا غالب إلا الله» «عزّ لمولانا السلطان أبي عبد الله الغني بالله». ويؤدي باب فناء الريحان الشمالي إلى بهو صغير اسمه «بهو البركة».

 

2.بهو السفراء:


يؤدي البهو الذي يلي فناء الريحان من الجهة الشمالية إلى بهو السفراء (أو بهو قمارش) الذي يعد أضخم أبهاء الحمراء سعةً، ويبلغ ارتفاع قبته 23م. ولهذا البهو شكل مستطيل أبعاده (18 × 11م). وفيه كان يعقد «مجلس العرش»، ويعلوه «برج قمارش» المستطيل.


3.فناء السّرو:


يؤدي بهو البركة من جهة اليمين إلى (باحة السرو). وإلى جانبها الحمامات الملكية، وأول ما يلفت النظر غرفة فسيحة زخارفها متعددة الألوان مع بروز اللون الذهبي ثم الأزرق والأخضر والأحمر وفي وسطها نافورة ماء صغيرة، وتعرف باسم غرفة الانتظار أما الحمامات فتغمرها الأنوار الداخلة عبر كوات بشكل ثريات وأرضها مرصوفة بالرخام الأبيض، ومن الحمام يتم الدخول إلى غرفة الامتشاط والاستراحة التي تكثر فيها الرسوم الغريبة عن الفن الإسلامي، ويتخلل الحمامات أبهاء صغيرة،

 

4.قاعة الأختين:


تقع في شرق بهو البركة، عُرفت هذه القاعة بهذا الاسم لأن أرضها تحتوي على قطعتين من الرخام متساويتين وضخمتين.


5.بهو السباع: 


تؤدي قاعة الأختين من بابها الجنوبي إلى بهو السباع أشهر أجنحة قصر الحمراء؛ قام بإنشاء هذا الجناح السلطان محمد الغني بالله 755 هـ / 1354م ـ 793 هـ / 1391م. وهو بهو مستطيل الشكل أبعاده (35م × 20م) تحيط به من الجهات الأربع أروقة ذات عقود يحملها /124/ عمودًا من الرخام الأبيض صغيرة الحجم وعليها أربع قباب مضلّعة؛ في وسط البهو (نافورة الأسود)، على حوضها المرمري المستدير اثنا عشر أسدًا من الرخام، تخرج المياه من أفواهها بحسب ساعات النهار والليل.
تعطلت مخارج المياه في هذه البركة حين حاول الأسبان التعرف على سر انتظام تدفق المياه بالشكل الزمني الذي كانت عليه، من الجدير بالذكر أن الحضارة الإسلامية استخدمت الفوارات في زخرفة الحدائق العامة والخاصة، وقد وصلت براعة المهندسين المسلمين في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي حدًا كبيرًا في صنع أشكال مختلفة من الفوارات يفور منها الماء كهيئة السوسنة، ويتم تغييرها حسب الحاجة ليفور الماء كهيئة الترس وفي أوقات زمنية محددة، وتمثل فوارات قصر الحمراء وجنة العريف نموذجًا متطورًا لما وصلت إليه إبداعات المسلمين في ذلك الوقت.

 

6.قاعة بني سراج: 


منتصف الناحية الجنوبية من بهو السباع مدخل قاعة بني سراج Sala de Los) (Abencerrajes الغرناطيين. ولهذه القاعة شكل مستطيل أبعاده (12م × 8م). فرشت أرضها بالرخام، وتعلوها قبة عالية في جوانبها نوافذ يدخل منها النور، وفي وسط القاعة حوض نافورة مستديرة من الرخام.

 

7.قاعة الملوك (أو قاعة العدل): 


في جهة شرق بهو السباع مدخل قاعة الملوك Sala de Los Reyes. زين سقف الحنية الوسطى بصور عشرة من ملوك غرناطة تعلوهم العمائم، تعبر ملامحهم عن الوقار والكبرياء. أولهم محمد الغني بالله. وآخرهم السلطان أبو الحسن والد أبي عبد الله. وهناك صور فرسان ومشاهد صيد.

 

8.منظرة اللندراخا: 


في جهة شمال بهو السباع وقاعة الأختين بهو منظرة اللندراخا Mirador de Lindarata. وذهب بعضهم في تفسير هذا اللفظ بأنه محّرف لثلاث كلمات عربية (عين دار عائشة). والجدير بالذكر أن عائشة كانت إحدى ملكات غرناطة في القرن الرابع عشر الميلادي، وإن لفظ (عين) يفيد (نافذة)، وتتألف هذه القاعة من بهو صغير مضلّع.

 

9.متزين الملكة Peinador de La Reina:


جناح علوي صغير في نهاية الطرف الشمالي للحمراء. تحت (برج المتزين) Torre de Peinador الذي يعود إلى عهد السلطان يوسف أبي الحجاج.
والجدير بالذكر أن الجناح المجاور لساحة الإمبراطور شارلكان من جهة الجنوب يحمل لوحة رخامية تذكارية تذكر أنه كان مقامًا للكاتب الأمريكي واشنطن إيرفينج عام 1829 الذي اشتهر بكتابته فتح غرناطة وقصر الحمراء.

 

10.الزاوية والروضة: 


وهناك منطقة مهجورة من القصر في جهة الغرب كانت زاوية أو مصلّى فيها ميضأة وقاعدة مأذنة... وكانت خرائب الروضة مدفنًا لملوك بني نصر ملوك غرناطة في جهة جنوب باحة السباع، وعثر في الروضة على شواهد عدة لقبور تعود لملوك غرناطة

 

الأبراج والأبواب:


الأبراج:

 

 يحاط قصر الحمراء ب 37 برج عملاقا.

 

- برج قُمارش Torre de Comares فوق قاعة السفراء.
- برج المتزين Torre de Peinador.
- برج العقائل Torre de Las Damas.
- برج الآكام Torre de los Picos.
- برج الأسيرة Torre de La Cautiva.
- برج الأميرات Torre de Las Infantas.
- برج الماء Torre del Agua
- برج الرؤوس Torre de Las Cabezas


الأبواب:

 

- باب الغدور Puerta de Las Pozas.
- باب الطّباق السبع Puerta de Siete Suelos
- باب الشريعة (المدخل الرئيسي حاليًا للحمراء).
- باب السّلاح Puerta de Las Armas
- باب الشراب داخل الأسوار.

بقلم. محمود اشرف سيد 
أحد أعضاء فريق المنيا 

 

قائمة المراجع:


أحمد السماوي، رحلة إلى بلاد الأندلس، دار الفكر، دمشق، 1988.
ـ أنجل بالنثيا، ترجمة حســين مؤنس، تاريخ الفكر الأندلسي، مكتبة 
الثقافة الدينية، القاهرة، 1955.
ـ المقريزي، نفخ الطيب من غصــن الأندلس الرطيب، الجزء الرابع، 
بيروت، 2017.
ـ جمال محرز، بهو السباع في قصر الحمراء بغرناطة، المجلة التّاريخية 
المصرية، القاهرة. 
ـ دكي جيمس، غرناطة مثال للمدن العربية في الأندلس، مركز دراسات 
الوحدة العربية، بيروت، 1988.
ـ سالم السيد عبد العزيز، العمارة الإسلامية في الأندلس، مجلة عالم 
الفكر، مجلد 8، الكويت، 1977.
ـ عبد الحكيم الذنون، آفاق غرناطة، دار المعرفة، دمشق، 1999.
ـ عبد العزيز الدولاتي، مســجد قرطبة وقصر الحمراء، الدار العربية 
للكتاب، القاهرة، 1977.
ـ عنان محمد عبد االله، الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال، 
القاهرة، 1977.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

7

followers

2

followings

0

similar articles