من مذكرات الفنانة ماجدة: فيلم جميلة بوحريد

من مذكرات الفنانة ماجدة: فيلم جميلة بوحريد

0 المراجعات

و أخيرا ًفيه حد قدر يعصب ماجدة.

كنت اتناول المهدئات بسبب خلافاتي مع يوسف شاهين !
و كنت دائما ما أهدده برشدي اباظة الذي كان يخشاه كثيرا !

تحكي الفنانة ماجدة في مذكراتها عن كواليس فيلم جميلة بوحريد سنة ١٩٥٨

و بدأ الخلاف الأكبر الذي كنت أتوقعه ينشب بيني و بين يوسف شاهين، 
فكنت كلما أجده فقد السيطرة على التعبير بتهتهته المعروفة، أعرف أنه يمارس تطبيق أفكاره البالية، فأقول له:
"أرجوك أريد فيلما ناجحاً يشاهده الناس و لا أكون أنا جمهوره الوحيد".

و كان ضمن أسباب الخلاف الدائم أنني درست الإخراج و فن التصوير و العدسات، 
و هذا شيء يتسبب في متاعب للممثل و المخرج، فعندما وجدت يوسف يوظف الحركة داخل الفيلم لتتسم بالسرعة غير الطبيعية، بمعنى أني أسير بخطوات عادية  و يشاهدني الناس و كأني أهرول،

و مثال ذلك عندما كنت ذاهبة في أحد المشاهد لنسف و تفجير مطعم للفرنسيين، فأنزل من السيارة و فجأة يجدني المشاهد أمام باب المطعم"، فرفضت هذا الأسلوب في التصوير الذي يبتعد عن الواقعية، فمن الطبيعي عندما أذهب لأفجّر مطعم أسير بشكل طبيعي حتى لا يلتفت و ينتبه أحد لما سأقوم به.

و أيضاً ازدادت مشاكلنا، و كان شاهدها الراحل المصور الكبير عبدالعزيز فهمي فكان يوسف يهتم دائما بالعمق الموجود داخل الكادر الذي من الممكن أن يكون ضوءاً ينعكس على الشجرة، و هذا يكون في خلفية الممثل الموجود أمام الكاميرا، و بالتالي سيتحول وجه الممثل إلى وجود ليس له قيمة، 
فقلت له:

"يوسف أنا أرفض هذه الطريقة في التصوير، فأنت تصور بعدسة ٢٨ و هذه لا تظهر طبيعة وجه الممثل، و من أجل هذا صور بعدسة ٣٥ و هي مناسبة و تظهر الممثل و العمق الذي يريده المخرج".

و لكن يوسف صرخ و أعتبر هذا تدخلاً في عمله ، و لكن لم أهتم لصرخاته، و ذهبت لعبد العزيز فهمي و أشرت له أن يصنع ما أريد: و لكن يوسف أشار اليه بأن يصنع ما يريده هو.

و هكذا تبادلنا على المصور مرات عدة حتى فوجئنا بأنه يصرخ و قال لنا:

"حرام عليكوا أنا بشر جننتوني"، 
ووقع علی الأرض فاقد الوعي و توقف التصوير يومين.
و لم يعد التصوير إلا و أنا منتصرة و وضعت العدسة التي أريدها، 
و طوال فترة التصوير كنت أتناول أدوية مهدئة بسبب خلافاتي مع يوسف شاهين.

ضحكت ماجدة قائلة: كان يوسف يقوم بتمثيل المشهد أمامي، فكنت أرفض صارخة و أقول له:
"چو متمثلش قدامي حتى لا أفعل مثلك و أروح في داهية و الناس تبطل تتفرج على أفلامي، فتبقى مصيبة لو اتكلمت زیك و بطريقتك"

و حدث بعد ذلك أننا أخذنا القرار بعدم محادثة بعضنا البعض ، وكان علي رضا مساعد مخرج، فكان يوسف إذا أراد أن يبلغني شيئا يقول لعلي رضا تقول للآنسة تذهب في هذا الاتجاه وتقف"، فأقول لعلي قول للأستاذ "هي ليها طريقتها"

وحدث في أحد المشاهد، و كنا نصورها في الفيوم، و طلب يوسف أن نحضر له "بقر وجاموس"، و لم يكن هذا مطلوب بالمشهد المكتوب، فأعترضت 
فقال لعلى: " قولها بلاش تتكلم كتير وتسكت خالص"، فقلت لعلی قول له: "ميتكلمش بهذا الأسلوب و إلا هجبله رشدي أباظة 
فنظر إليّ في غيظ و صمت تماما. 
و كان يوسف يخشی رشدي أباظة و يحترمه بشدة، و كان رشدي يقف بجانبي كثيراً  و لكن علی رغم كل ما بيننا فكان يوسف عندما يعجب بمشهد لي، فكان يقول بطريقته المعروفة "براڤو براڤو": و لكن بدون أن أراه.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة